قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "يتصرف بضعف، السيسي يشن حملة قمع جديدة"، إنه بعد أن منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نفسه تفويضا جديدا في الانتخابات المهزلة والمزورة، التي أجريت في آذار/ مارس، فإنه كان هناك أمل أن يخفف ما ينظر إليه على أنه أسوأ حملة قمع في تاريخ مصر الحديث.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أنه كانت هناك لفتة وحيدة هذا الشهر، وكجزء من العفو عن السجناء مع بداية شهر رمضان، فإن النظام أفرج عن أحمد العطوي، وهو أحد المصريين اللذين اعتقلا ظلما، وطالب نائب الرئيس مايك بنس بالإفراج عنهما.
وتستدرك الصحيفة بأن "هذا العفو تم تجاوزه من خلال حملة قمع جديدة، طالت عددا من المدونين والناشطين المستقلين المتبقين، وبدلا من تحرير البلاد و(لبرلتها)، فإن السيسي قام بحملة أخرى من القمع".
وتلفت الافتتاحية إلى أن حملة القمع الأخيرة شملت المدون المعروف وائل عباس، الذي يقوم منذ عقد من الزمان بلفت الأنظار للانتهاكات التي تقوم بها الشرطة وانتهاكات حقوق الإنسان، وتم اعتقاله من داخل بيته، دون إنذار، قبل طلوع الفجر في 23 أيار/ مايو.
وتذكر الصحيفة أنه "تم اعتقال الطبيب والناشط الليبرالي الجريء أيضا شادي غزالي حرب، في 15 أيار/ مايو، بعد تسعة أيام من اعتقال الكوميدي والمدون على الفيديو شادي أبو زيد، وفي 9 أيار/ مايو قامت الفنانة السابقة أمل فتحي وزوجة ناشط في حقوق الإنسان بالتعبير عن غضبها على (فيسبوك) للاحتجاج على ما تعرضت له من تحرش جنسي في ذلك اليوم، وبعد يومين اعتقلت في مداهمة ليلية على شقتها".
وتفيد الافتتاحية بأن عباس والبقية اتهموا بدعم حركة إرهابية و"نشر الأخبار الزائفة"، فيما يقوم محامو الاتهام بتحضير حالة تعسفية، لافتة إلى أن قائمة المعتقلين تضم طالب دكتوراه في جامعة واشنطن يقوم بدراسة وضع القانون في مصر وثلاثة صحافيين ورئيس منظمة لحقوق الإنسان.
وتقول الصحيفة إن "الحكومة التي يدعمها الجيش تزعم أنها تقاتل الإرهاب الإسلامي المرتبط بتنظيم الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، مع أن معظم المعتقلين في الفترة الأخيرة هم علمانيون وليبراليون، ودعمو حركة الديمقراطية في عام 2011، ويفشل النظام في الحرب الحقيقية ضد المتطرفين في شبه جزيرة سيناء، رغم ما يستخدمه من أساليب وحشية".
وتنوه الافتتاحية إلى أنه تم اعتقال الباحث في مركز ويلسون للباحثين إسماعيل الاسكندراني، أثناء زيارة لعائلته في مصر عام 2015، وهو الذي ناقش برؤية ثاقبة أن قمع قبائل المنطقة البدوية ارتد عكسا، مشيرة إلى أنه بعد اعتقاله لمدة عامين ونصف دون محاكمة، فإنه حكم عليه في 22 أيار/ مايو بالسجن مدة 10 أعوام.
وتجد الصحيفة أن "السيسي يتصرف من موقف ضعف، فالدعم لنظامه يتلاشى بشكل مستمر، والمعارضة ضده تتزايد من داخل الجيش، وسجن المسؤول السابق لمكتب مكافحة الفساد الحكومي هشام جنينة مدة خمسة أعوام، بعدما قال في مقابلة تلفزيونية إن لديه أدلة تدين المسؤولين الكبار، واعتقل قائد الجيش السابق سامي عنان بعدما أعلن عن نيته منافسة السيسي في الانتخابات".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "بنس اتصل بالسيسي في 24 أيار/ مايو؛ للتعبير عن قلقه من الاعتقالات الجديدة، وليشكره على الإفراج عن العطوي، ومن المشكوك فيه أن تكون مكالمته قد تركت أثرا، ويعلم السيسي جيدا أن ترامب ليس مهتما بحقوق الإنسان، وهذا لا يعني أن قمعه لن يكون له ثمن، فتاريخ مصر ينبئنا بأنه يقوم بمفاقمة المشكلات التي ستخرج في النهاية عن السيطرة".
إيكونوميست: هذا ما قدمته دراما رمضان لهذا العام
التايمز: لماذا بدأ ابن سلمان حملة قمع جديدة ضد الناشطات؟
إيكونوميست: هكذا وحّد محمد صلاح المصريين في ساعة يأس