نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لكل من كانديدا موس وجويل بادين، يتحدثان فيه حول حقيقة العثور على واحدة من أقدم نسخ الإنجيل في "مزبلة".
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن جمعية بهنسا المتخصصة بالآثار المصرية، ومقرها أوكسفورد، أعلنت يوم الخميس عن اكتشاف نسخة ثانية من إنجيل القديس مرقص من حفريات في واحد من مكبات النفايات في مصر.
ويشير الكاتبان إلى أن عالمين أثريين شابين، وهما برنارد بين غرينفل وآرثر سوردج هانت، شرعا في حفر مكب نفايات في بلدة البهنسا أو "أوكزيرنوكس" في مصر، حيث أن مهمتهما لم تكن للكشف عن صف من الآثار أو الفخار أو آثار مبنى مدمر، لكن البحث عن أوراق البردي في مكب ضخم للنفايات.
ويقول الموقع إن "ما بدت وكأنها مهمة صعبة، أدت إلى أهم اكتشاف أثري في التاريخ الحديث: الآلاف من القطع التاريخية لنصوص، بما فيها أجزاء نادرة من العهد الجديد والكتابات المبكرة للمسيحية، وفي الحقيقة فإن الجزء الأول من بردية البهنسا (أوكزيرنوكس باباري) (1898) كشف فيه كل من غرينفل وهانت عن القطع الأولى غير المعروفة من مجموعة الأقوال المنسوبة للسيد المسيح، وظل الباحثون على مدى القرن الماضي يفتشون في هذه القطع".
ويلفت التقرير إلى أن جمعية الاكتشاف المصرية، وهي منظمة غير ربحية، تعمل نيابة عن جمعية البهنسا في أوكسفورد، أعلنت عن اكتشاف جديد، وهو قطعة قديمة تعود إلى نهاية القرن الثاني أو بداية القرن الثالث، وتحتوي على الفصل الأول من إنجيل القديس مرقص الذي نشر عام 1898، ونشرت الجزء 83 من بردية بهنسا، وحررها الباحثان المعروفان في جامعة أوكسفورد دانييلا كولوم وديرك أوبنيك.
ويقول الكاتبان إن "صدور النسخة الجديدة هي دليل على صدق مقولة (مزبلة شخص هي كنز شخص آخر) فهذا الركام من النفايات كشف عن أقدم القطع من قصة الإنجيل، حيث يعتقد الباحثون أن إنجيل مرقص من أقدم الأناجيل، وهو ما يجعل من هذا الكشف مهما، خاصة للباحثين في تاريخ المسيحية ودليل تأريخ كتب الإنجيل وتاريخ صناعة الكتب، لكنه يأتي ومعه سر غريب من ناحية تأريخه وعلاقته بعائلة غرين الغامضة، صاحبة محلات (هوبي لوبي) ومؤسسة متحف الإنجيل".
ويستدرك الموقع بأنه رغم الإعلان عن نشر الإنجيل، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يسمع فيها الباحثون عن دليل وجود نسخة من إنجيل مرقص، حيث انتشرت الشائعات حول هذه القطع منذ عام 2012، في مناظرة بين الباحث الذي لا يؤمن بالأديان بارت إيرمان، والناقد للنصوص الإنجيلية دان والاس، الذي قال إنه شاهد قطعة من إنجيل مرقص تعود للقرن الأول، وأشار والاس إلى أن المصدر لهذه المخطوطة هو عالم بارز في البرديات، لافتا إلى أن هذا الاكتشاف يعد مهما؛ نظرا لأن المخطوطات البردية للعهد الجديد تعود للقرن الثاني.
ويفيد التقرير بأن الباحثين الإنجيليين عادة ما تحدثوا في السنوات التالية، وبطريقة عرضية، عن النص، مع لازمة أنهم لم يناقشوه أكثر، وقال الباحث كريغ إيفانز في مؤتمر إنه تم الحصول على البرديات من قناع لمومياء مصري، إلا أن هذا الرأي لم يؤمن به العديد من باحثي الإنجيل.
ويبين الكاتبان أن ظهور الجزء الجديد من إنجيل مرقص أثار دهشة الباحثين، حيث كتب دان والاس في مدونته أنها هي القطعة التي أشار إليها في عام 2012، فيما قالت جمعية الاكتشاف المصري إن هذه هي النسخة التي تمت مناقشتها على المدونات على مدى السنوات الماضية.
ويتساءل الكاتبان: "لكن، كيف أصبحت نسخة مرقص، التي تعود إلى القرن الأول، تعود إلى القرن الثاني أو الثالث؟".
وينقل الموقع عن إيرمان، قوله إن التأريخ الذي ورد في مناظرته كان خطأ واعتذر عنه، وأضاف أن مالك النسخة حثه على إعادة تاريخها للقرن الأول؛ حتى تحصل على اهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما قال والاس إنهم أكدوا أنها تعود للقرن الأول، مع أن عالم البرديات الذي أرخها أولا راجع فكرته.
ويجد التقرير أن هذا كان واضحا، حيث كان الهدف من وراء الدفع باتجاه القرن الأول هو تأكيد الرؤية الإنجيلية عن التواصل في نقل النصوص الإنجيلية من السيد المسيح حتى الوقت الحالي، ومن ناحية أخرى زيادة قيمة المخطوطة، التي كان والاس يشير إلى أنهم أصحابها، وهم عائلة غرين".
ويعلق الكاتبان قائلين إن "هناك أسبابا تدعونا للتوصل إلى هذا الرأي، الأول هو أن معظم من كانت لهم علاقة بالقطعة، والاس أو إيفانز، عملوا مع عائلة غرين ومجموعتها الخاصة من النصوص الإنجيلية، أما الأمر الثاني، فهو إن كانت عائلة غرين هي التي تملك القطعة البردية، فهذا لا معنى له، ذلك أن ستيف غرين قال عام 2015 إنه يبحث عن النسخة الأولى التي تعود للقرن الأول".
وينوه الموقع إلى أن النسخة لم تظهر في العلن، لا في مجموعته الخاصة أو معارضه المتنقلة، إلا أن محرر النسخة الجديدة من إنجيل مرقص، الباحث المعروف في الكلاسيكيات وعلم البرديات في جامعة أوكسفورد، دريك أوبينك، له علاقة طويلة بمجموعة غرين، وظهر في المواد الدعائية لغرين، وحضر المناسبات التي دعمتها العائلة، ووعد الطلاب بمنح في جامعة أوكسفورد بدعم جزئي من عائلة غرين، واستشارته العائلة في المقتنيات الجديدة.
وبحسب التقرير، فإن أوبينك رفض مناقشة "نسخة مرقص التي تعود للقرن الأول" معهما عندما بحثا كتابهما عام 2015، وزعم أنه لا يبحث فيها، ونفى أي علاقة له مع عائلة غرين، مع أن ستيف غرين أخبرهما أن أوبينك يزور الأديرة في جورجيا، ويبحث نيابة عن العائلة عن نصوص قديمة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن الباحثين يثيران أسئلة حول القطعة وتاريخها الذي لم يحدد.
ديلي بيست: هكذا يُسكت الأمن المصري المعارضة
اختراق جغرافي اقتصادي.. روسيا تستعد لإطلاق منطقة صناعية بمصر
وول ستريت: هذه إمبراطورية الجيش المصري في عهد السيسي