كشف موقع بريطاني، الخميس، عن لقاء جمع بين دبلوماسيين من الكوريتين، في الجزائر، في أول لقاء خارج شبه الجزيرة الكورية، بعد التقارب الأخير بينهما، مشيرا إلى العائد الذي تسعى لتحقيقه الجزائر من خلال استقبال مثل هكذا مباحثات.
وقال "ميدل إيست آي"، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المباحثات الذي شهدتها الجزائر بين الكوريتين كانت جرت في الأول من آيار/ مايو الجاري.
ووفقا للموقع، فقد كان اللقاء في منزل سفير كوريا الجنوبية في الجزائر بارك سونغ جين، الذي استقبل نظيره الكوري الشمالي تشوي هيوك تشول، بالتنسيق من الدبلوماسية الجزائرية.
وذكر بأنه لم ترد أي معلومات عن تفاصيل اللقاء.
وفي حين لم يرد الموقع مصادر تؤكد المعلومات التي أوردها، إلا أنه نشر تفاصيل أوضحت أن الجزائر تقدمت بعرض الوساطة بين الدولتين في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، في ظل التوتر الذي حدث بين الدولتين، بسبب تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، وتخوفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نشوب حرب عالمية.
وأشار الموقع في معرض حديثه عن اللقاء بين الكوريتين في الجزائر، إلى أن العلاقات بين شبه الجزيرة الكورية والعالم العربي بدأت منذ تأسيس منظمة عدم الانحياز عام 1961.
اقرا أيضا: هل تصالحت كوريا الجنوبية مع جارتها للتخلص من ابتزاز ترامب؟
وتعد كل من مصر والجزائر الوحيدتان عربيا استضافت ممثلين دبلوماسيين عن كلتا الكوريتين، وكان اليمن ثالثهما، قبل أن تشتعل الحرب فيه عام 2015.
وسبق للجزائر أن رفضت قطع العلاقات مع كوريا الشمالية، إلا أنها طبقت عليها بعض العقوبات الاقتصادية، وأوقفت منح تأشيرات العمل للكوريين الشماليين الذين لديهم مهارات في قطاع النفط والأشغال العامة.
"الجزائر مستفيدة"
ولفت الموقع إلى أن التقارب بين الكوريتين يتيح الفرصة أمام الجزائر للاستفادة منه، لتصبح مركزا لاستثمارات كوريا الجنوبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسوقا لصادرات كوريا الشمالية واستثماراتها.
وأشار إلى أن الجزائر في حال تم رفع العقوبات عن كوريا الشمالية "سيكون بإمكانها استئناف تصدير الأسلحة التقليدية، وإقامة شراكات مع شركات السلاح الكورية الجنوبية التي ازدادت حيويتها في السنوات الأخيرة".
واستعرض الموقع العلاقات بين الجزائر وسيئول، موضحا أنها بدأت في كانون الثاني/ يناير عام 1990، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تعاني أزمات اقتصادية وسياسية.
وكانت الشركات الكورية الجنوبية أول الجهات المستثمرة في قطاع السيارات والإلكترونيات، وأول من يوقع عقودا مع الشركات الجزائرية.
وحظيت العلاقات التجارية بين البلدين في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1994، بالتوتر، إثر اغتيال المدير العام لمجموعة "دايو" الكورية الجنوبية في الجزائر. ولم يكشف الغموض عن تلك الجريمة منذ ذلك الحين، لكنها نسبت لجماعة مسلحة.
"ذي إيكونوميست": إلى أي مدى يمكن أن تنجح قمة الكوريتين؟
كاتب أمريكي: ماذا يتعلم ديكتاتور كوريا من الغارات على سوريا؟
المغرب يتوعد برد قوي على "استفزازات" البوليساريو والجزائر