نشر موقع "دويتشه فيرتشافتس ناخريشتن" الألماني تقريرا تحدث فيه عن مخطط روسيا المتمثل في توجيه صفعة لقوات المعارضة المسلحة في إدلب، بعد الهدنة التي أعلنت عنها كل من هيئة تحرير الشام التابعة لجبهة النصرة، والجيش السوري الحر، ومجموعات مسلحة أخرى خلال الجمعة الماضي. وقد شملت هذه الهدنة المحافظات المجاورة على غرار حلب وحماة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الهدنة جاءت بعد شهرين من المناوشات، ما أدى إلى مقتل نحو 1000 شخص وإصابة 4000 آخرين. وفي هذا الصدد، أعلن قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أن قرابة 750 شخصا سقطوا من داخل التشكيل الذي أعلن مؤخرا انضمامه إلى جبهة تحرير سوريا الإسلامية، المدعومة من قبل تركيا.
اقرأ أيضا: مصدر يؤكد لـ"عربي21" توقيع اتفاق إجلاء جديد جنوبي دمشق
وأفاد الموقع أنه تم انتهاك الهدنة بعد التفجيرات المدوية التي استهدف وسط مدينة إدلب يوم الجمعة، والتي أدت إلى سقوط العديد من القادة الميدانيين من كل من هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر. وبحسب ما أكدته صحيفة "خبر" التركية، بدأت هيئة تحرير الشام بانتهاك الهدنة، بعد أن استهدفت نحو 14 قائدا في الجيش السوري الحر.
وأورد الموقع قيام تركيا بتأسيس حوالي تسعة مراكز مراقبة في إدلب من أصل 12 مركزا، حتى الآن، وذلك وفقا لما نص عليه اتفاق أستانة.
وبينما تسعى تركيا لعزل شمال سوريا وبسط سيطرتها عليه، تسيطر كل من روسيا والنظام السوري على الجنوب السوري. وفي الأثناء، تخشى روسيا من أن توسع تركيا من عملياتها في الشمال. وبالفعل، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في آذار/مارس الماضي، عن نيته في توسيع عملية "غصن الزيتون" إلى خارج حدود عفرين لتصل إلى إدلب.
وفي 13 نيسان/ أبريل، أعلن أكبر مستشاري قائد الثورة الإسلامية الخامنئي، علي أكبر ولايتي، أن مدينة إدلب هي المحطة التالية لهجمات النظام السوري. والجدير بالذكر أن الأمم المتحدة تقدر عدد سكان مدينة إدلب بنحو 2.5 مليون شخص.
وذكر الموقع أن العلاقة بين تركيا وروسيا حاليا ترتكز على مصالح كل منهما في سوريا، وقد أعلن الطرفان عن سعيهما للحفاظ على وحدة سوريا. وبما أن هيئة تحرير الشام، المدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، ما زالت موجودة في مدينة إدلب ستظل المدينة هدفا للعديد من القوى الدولية.
ونقل الموقع عن الخبير في العلاقات التركية الروسية، باسل الحاج جاسم، أن هذه المسألة يتفق عليها الطرفان. ومن جانبها، تدرك روسيا جيدا أن هناك أطراف داخلية وخارجية تسعى لجرها إلى الدخول في حرب قد تخسر فيها العديد من جنودها.
اقرأ أيضا: تقارب روسي تركي إيراني حول أزمة سوريا وإشادة بـ"أستانا"
ومن جهة أخرى، تؤكد فرنسا أن أي عمل عسكري في إدلب ستكون عواقبه "كارثية". كما تسعى فرنسا من جانبها إلى منع تركيا وروسيا والنظام السوري من القيام بعمل عسكري مشترك في إدلب. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن الأولوية دائما لمحاربة تنظيم الدولة.
وسلط الموقع الضوء على تصريحات مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، جان إيغلاند، الذي أفاد أن هناك كارثة إنسانية مرتقبة في إدلب، حيث نزح أكثر من نصف السكان إلى خارج المدينة.
وأضاف إيغلاند أنه يجب وضع حد للنزاع في إدلب من خلال المفاوضات، "فعلى الرغم من وجود العديد من المتطرفين هناك، إلا أن هناك العديد من النساء والأطفال، الذين يجب حمايتهم". علاوة على ذلك، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إنه يأمل في أن تكون إدلب حلب جديدة أو غوطة شرقية جديدة.
وأشار الموقع إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في إدلب، وفقا لرئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتينكوف، بلغ 20 ألف مقاتل في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2017. بينما يؤكد المحلل المختص في الشأن السوري التركي، حسني محلي، أن عدد المقاتلين المتطرفين في المدينة بلغ 30 ألف شخص، من بينهم 15 ألفا من الأجانب، 5000 من الشيشان، و7000 آلاف مقاتل من الإيغور من الصين. أما باقي المقاتلين فجاؤوا من دول مختلفة.
وفي حال نزوح المقاتلين باتجاه مدينة إدلب بعد أن خسروا في عدة مدن أخرى، فمن المتوقع أن يصل عددهم في المدينة إلى 80 ألف أو 90 ألف مقاتل، ويعود ذلك إلى أن هناك حوالي 32 ألف مقاتل من المرجح أن ينزحوا رفقة أسرهم إلى مدينة إدلب قادمين من مدينة عربين في الغوطة الشرقية. وعلى الجانب الآخر، يؤكد أحد الأشخاص القاطنين في المنطقة أن عدد أفراد مقاتلي الجيش السوري الحر، المنتشرين في مدن الباب وجرابلس وعفرين، يبلغ حوالي 100 ألف مقاتل.
وأبرز الموقع أن الأمم المتحدة نشرت تقريرا يفيد أن حوالي 48222 من النازحين من الغوطة الشرقية ذهبوا باتجاه إدلب، في حين توجه 7395 نازح نحو جرابلس. وخلال سنة ونصف، نزح عشرات الآلاف من المقاتلين من حلب وحمص وحماة وريف دمشق والحدود السورية اللبنانية باتجاه إدلب واستقروا فيها. وفي الوقت الحالي، يقطن في مدينة إدلب مقاتلين من جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام. وعموما، وقعت اشتباكات مسلحة خلال السنة الماضية، بين المجموعتين في مدينة الغوطة الشرقية.
وفي الختام، ذكر الموقع أن الدفاع المدني السوري المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، يتخذ هو الآخر من إدلب مركزا له. وفي سنة 2013، أسس الضابط البريطاني السابق، جيمس لي مسورييه، مجموعة الخوذ البيضاء، وتلقى دعما واسعا من بريطانيا. وفي الوقت الحالي، تتكون هذه المجموعة من 3000 آلاف متطوع.
نيويورك تايمز: هكذا تبدو حرب الظل الإسرائيلية مع إيران
"كيماوي الغوطة" بالصحف البريطانية.. بماذا طالبت ردا عليه؟
فورين بوليسي: هكذا ستكون الضربة بسوريا إذا لجأ ترامب للقوة