تفرض قوات الجيش المصري حصارا على شمال سيناء منذ شهر تقريبا، حيث تمنع دخول
المواطنين إليها أو خروجهم منها، فيما يشبه الإقامة الجبرية؛ بسبب العملية
العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة لمحاربة تنظيم الدولة.
ويتزامن
منع المواطنين من التحرك مع أزمة نقص حاد في الأغذية والأدوية، وقطع للاتصالات
والإنترنت، ووقف للدراسة في الجامعات والمدارس.
وتقول الحكومة إن الهدف من هذه الإجراءات المشددة هو القبض على
المخالفين للقانون والإرهابيين، ومنعهم من شن هجمات مضادة على القوات التي تنفذ
العملية الشاملة "سيناء 2018" منذ يوم التاسع من شباط/ فبراير الماضي.
منع
تام للسفر
وأعلنت محافظة شمال سيناء، الأحد الماضي، أنها تقوم بالتنسيق مع
الجهات المعنية لسفر المرضى والطلاب والحالات الإنسانية، موضحة الشروط الواجب
توافرها للأهالي الراغبين في السفر خارج حدود المحافظة.
وقالت المحافظة، في بيان لها، إنه لن يتم السماح بسفر أي مواطن سوى
من لديهم ظروف قهرية فقط، وأبلغوا الجهات الأمنية ببياناته مسبقا، وتلقوا اتصالا
تليفونيا من المحافظة بالموافقة على سفرهم، وناشدت المواطنين الالتزام بالتعليمات
الأمنية، وسرعة تسجيل بياناتهم"!.
وكانت المحافظة أعلنت، الجمعة الماضية، السماح بسفر دفعة جديدة من
الحالات المرضية للعلاج خارج شمال سيناء؛ لتلقي العلاج، وإجراء العمليات الجراحية،
بعد توقيع الكشف الطبي عليهم ومراجعة موقفهم الأمني، لافتا إلى أنه يتم التنسيق
لسفر دفعة أخرى من المرضى خلال الأيام القادمة.
كما أعلنت توليها نقل مرضى الفشل الكلوي من وإلى مستشفى العريش؛
لإجراء عمليات الغسيل الكلوي، وأصدرت بيانا بمواعيد وأماكن نقل المرضى، بعد التأكد
من بياناتهم وبيانات مرافقيهم.
وقف الدراسة ونقل الطلاب
وبعد نحو شهر كامل من وقف الدراسة في جامعات المحافظة ومدارسها، قررت
وزارة التعليم العالي نقل طلاب شمال سيناء لمحافظات الإسماعيلية والسويس وبورسعيد
والشرقية، وذلك لحين انتهاء العمليات واستقرار الأوضاع في شمال سيناء.
وقال وزير التعليم، طارق شوقي، إن عودة الدراسة لشمال سيناء تتوقف
على قرار القوات المسلحة، موضحا أن امتحان الثانوية العامة ستجرى في المحافظات
المجاورة لسيناء؛ نظرا للظروف الحالية.
لكن النائب عن دائرة العريش، حسام رفاعي، أكد أن نواب سيناء أبلغوا
وزير التعليم العالي رفضهم قرار نقل الطلاب إلى خارج المحافظة، مضيفا، في تصريحات
صحفية الاثنين، أن الأهالي يريدون استقرار الطلاب في أماكنهم.
وردت وزارة التعليم على غضب الأهالي بمطالبة الجميع بمراعاة الظروف
الاستثنائية التي تمر بها شمال سيناء وحربها ضد الإرهاب.
قطع للاتصالات ونقص للأدوية
ومنذ انطلاق العملية العسكرية، تشهد شمال سيناء انقطاعا شبه كامل
لخدمات الاتصالات والإنترنت.
كما
أكد نقيب أطباء شمال سيناء، صلاح سلام، وجود نقص حاد في الأدوية في المحافظة، وأن
المخزون أوشك على النفاد، محذرا من خطورة الأوضاع الصحية.
وأعلنت القوات المسلحة حظر سير المركبات والدراجات النارية في مناطق
العمليات الأمنية، ما دفع أهالي قرى الشيخ زويد ورفح إلى الاعتماد في تنقلاتهم على
الدواب والعربات التي تجرها الحمير للتنقل.
وتعاني مدن رفح والشيخ زويد والعريش من أزمة غذاء طاحنة، بعدما نفد
الطعام من الأسواق منذ بداية الحملة العسكرية في شمال سيناء؛ جراء غلق الطرق، ومنع
السيارات من الدخول أو الخروج من المنطقة.
لكن محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، رفض الاعتراف بأي
سلبيات نتيجة العملية العسكرية الجارية، مؤكدا، خلال مداخلة مع قناة "أون
إي"، أن العملية ليس لها أي تأثير على أهالي سيناء.
عبد
العال يعد بالتدخل
ومع تفاقم المعاناة وارتفاع أصوات أهالي شمال سيناء، وعد رئيس
البرلمان علي عبد العال نواب سيناء بالتدخل والتواصل مع قيادات الجيش والشرطة؛ من
أجل رفع المعاناة عن أهالي سيناء خلال تنفيذ العملية العسكرية.
جاء ذلك خلال الجلسة لمجلس النواب، أمس الثلاثاء، ردا على البيان
العاجل الذي قدمه نائب شمال سيناء رحمي بكير، بشأن ما يواجهه أهالي المحافظة؛ بسبب
العملية التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة.
وقال النائب بكير إن أهالي سيناء يؤيدون جهود القضاء على الإرهاب،
ولكن هناك العديد من المشكلات التي تؤثر على المواطنين المقيمين فيها، من بينها
نقل الطلاب من محافظة شمال سيناء إلى محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وهو
ما يمثل صعوبة عليهم، بالإضافة إلى معاناة مئات المرضى الذين أصبحوا ممنوعين من
الخروج والدخول من وإلى سيناء.
وطالب بكير الحكومة بضرورة تسهيل الدخول والخروج من وإلى سيناء؛ حرصا
على مصالح المواطنين.
نشطاء يعلقون على منح ألف كيلو متر من سيناء لابن سلمان
هل يعيد "تنظيم الدولة" قوته الضاربة أم انتهى إلى غير رجعة؟
مشاهد صادمة لأعمال الهدم وطمس القرى بسيناء (تفاعلي)