قد تلاحظون في الآونه الأخيره كثرة الهجوم في مواقع
التواصل الاجتماعي على
تركيا، وشيطنتها، بل وصل الأمر أبعد من ذلك.
بدأت هذه الموجة، أو الحرب
الإعلامية القذره، أو
سموها كما شئتم، في وسائل إعلام خليجية أثناء الانقلاب الفاشل في تركيا. فهناك
قنوات إخبارية (مثل سكاي نيوز عربية والعربية) سارعت لتغطية الحدث بشكل مباشر،
وبدأت بتضليل المشاهدين، بل إن قناة سكاي نيوز بثت في تقاريرها على العاجل هروب
الرئيس التركي في قارب إلى اليونان!
وكان ذلك أيضا "عيد" قناة العربية، التي احتفلت
بانقلاب تركيا الفاشل بطريقتها الخاصة، حيث كانت تستبق الأحداث على الأرض وتعلن
السيطره الكلية للانقلابيين على مفاصل الدولة، إلا أن كابوسا تركيا عكّر على تلك
القنوات.
ففجأة، وبدون سابق إنذار، تحولت ليلة الفرح في
وسائل الإعلام تلك؛ من الرقص إلى الحزن، فقامت بسرعة البرق بتغيير عناوين انتصار
الانقلاب، إلى عنوان "مسرحية الانقلاب"، بعد أن خرج الشعب التركي وواجه
الدبابات، واستشهد المئات منهم دفاعا عن وطنهم.. لتخرج تلك القنوات وتصرح بكل وقاحة بأن أردوغان هو من دبر الانقلاب على نفسه. بل وصل الأمر أبعد من ذلك، حيث قامت تلك القنوات بالترويج لإهانة
أردوغان لجيشه المنقلب، وكأنها تريد أن يستقبل الرئيس الجنود المنقلبين بالورود.
كان معظم الإعلاميين الأتراك، وخصوصا المتحدثين
باللغة العربية، يظنون أن تلك سقطات عفوية من الإعلام، لا أكثر، ولم يكونوا
ليتوقعوا أن تركيا تتعرض لحملة إعلامية شرسة، وممنهجة قد تظهر في القريب العاجل.
- تصاعدت الأحداث السياسية في
الخليج، ووقفت تركيا موقفا مع حليفتها قطر، بعكس رغبة الدول التي افتعلت الأزمة،
فكان سرعان ما انكشف الغطاء عن الأحداث الإعلامية.
- أشعلت أزمة كردستان العراق
مواقع التواصل الاجتماعي، لتظهر آلاف الحسابات على مواقع التواصل، وتحديدا تويتر،
ومنبعها من الخليج العربي، مؤيدة لتقسيم العراق، ومنادية بحرية الأكراد، كما
يزعمون. لكن سرعان ما تداركت تركيا وإيران والعراق الأمر، وأفشلوا مخطط تقسيم العراق؛ الذي كان الكل يعرف أنه حدث بضوء
أمريكي إسرائيلي.
- أحد المسؤولين
الإماراتيين
يقوم بإعادة نشر تغريدة مسيئة ومضللة للتاريخ العثماني الذي يفتخر به الأتراك،
فسرعان ما لقي الجواب من أعلى سلطة في تركيا، لتصل الحرب الإعلامية لأعلى تصعيد
لها على الإطلاق.
- آلاف المعرفات الوهمية، ومئات
الحسابات الرسمية والموثقة؛ بدأت بشن حرب إعلامية قذرة على تركيا، وبدأت الدخول
والتشويه في التاريخ، لكن بحكم عدم معرفة الأتراك باللغة العربية لم تجد ردا، لكن
بالتأكيد ستضلل عامة الناس غير المتعمقين بالسياسة.
- بعد إعلان واشنطن تشكيل جيش
من المليشيات الكردية على حدود سوريا، وإعلانها بشكل واضح عن تقسيم سوريا، أطلقت
تركيا عملية "غصن الزيتون" لحماية حدودها من الإرهاب، فبدأ الجيش التركي
الهجوم على المليشيات في عفرين.. هنا وصلنا لمرحلة سقوط الأقنعة، حيث ظهر إعلاميون
خليجيون مشاهير على مواقع التواصل؛ للدفاع عن المليشيات الكردية بشكل سافر.
بل وصل الأمر أبعد من ذلك، حيث قام هؤلاء بنشر صور
مضللة على أنها قصف للجيش التركي على المدنيين، بل البعض كان ينشر صورا لا أساس
لها من الصحة، من أجل تضليل الرأي العام وخلق صورة مشوهة لتركيا في العالم العربي،
لتظهر بعدها صحف رسميه حكومية في الإمارات والسعودية والبحرين، وتستمر بالهجوم
الشرس على الرئيس التركي والجيش التركي.
هنا اتضحت الصوره للأتراك؛ بأن من يقوم بهذه الحملة
له علاقة مباشرة من رأس الهرم، وأن الحملة ممنهجة عبر جيوش إلكترونية أعدت لهذه
المهمة.
المتابعون البسطاء يميلون لتصديق الأخبار التي
تنقلها الجيوش الالتكرونية، لكن أغلبية الشعوب لا تميل للتصديق.
وتبقى هذه الجيوش تخوض معارك في مواقع التواصل،
ويبقى الحسم العسكري هو من يحدد المصير! وتبقى الحرب الإعلامية التي تستخدمها بعض
الدول للهروب من مواجهة دول أخرى هي وسيلة الضعفاء، في حين هذه الوسيلة لن تغني
ولن تسمن من جوع.