اهتمت وسائل إعلام غربية بالعملية
العسكرية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة
المصرية منذ يوم الجمعة الماضية ضد
تنظيم داعش في شمال ووسط
سيناء، وأجمعت على الربط بين تلك العملية وانتخابات
الرئاسة المزمع إقامتها الشهر المقبل، تزامنا مع الانخفاض الحاد في شعبية قائد
الانقلاب عبد الفتاح
السيسي.
ويشن الجيش المصري هجوما واسعا تشارك
فيها قوات جوية وبحرية الشرطة المدنية في إطار خطة مجابهة شاملة للإرهاب، تشمل أيضا
مناطق أخرى بالدلتا والظهير الصحراوي غرب وادي النيل تنفيذا لقرار السيسي.
وقالت القوات المسلحة، في بيان نقله
التلفزيون الأحد، إنها قتلت 16 "عنصرا تكفيريا"، وألقت القبض على أربعة
آخرين في أثناء محاولتهم مراقبة واستهداف القوات بمناطق العمليات، بالإضافة إلى ضبط 30
مشتبها فيهم.
ما الجديد؟
وقالت صحيفة "نيويورك
تايمز" الأمريكية إن عبد الفتاح السيسي الذي يستعد لإعادة انتخابه مرة أخرى
الشهر المقبل أمر بشن هذا الهجوم، مشيرة إلى أن الجيش المصري أعد الشعب لوقوع عدد
كبير من الضحايا بتجهيزه المئات من الأَسرة في المستشفيات واستدعاء الأطباء من
إجازاتهم.
وأضافت الصحيفة أن النظام المصري لم
يصرح إلا بمعلومات قليلة عن العملية الأكبر ضد داعش، حيث لم يتضمن البيان الذي
ألقاه المتحدث العسكري سوى مجموعة من الصور والفيديوهات المصحوبة بموسيقى درامية،
لكنه لم يقدم أي معلومات عن نطاق أو أهداف العملية.
ونقلت "نيويورك تايمز"عن
محللين قولهم إنَّهم يكافحون لفهم الأهداف المحددة لهذه الحملة التي يتباهى بها
السيسي كثيرا، حيث قالت ميشيل دان، الباحثة في مؤسسة "كارنيجي":
"أعلنت مصر عدة مرات تنفيذ مثل تلك العملية ضد الإرهاب، وفي كل مرة يصبح
التمرد المسلح أكثر شراسة وفتكا بالمواطنين والجنود".
رفع معدلات التصويت
من جهتها قالت صحيفة "فاينانشيال
تايمز" إن السيسي يسعى لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية في
انتخابات آذار/ مارس
المقبلة التي يثق في الفوز بها، بعد أن سمح لسياسي مغمور من مؤيديه أن يكون منافسه
الوحيد.
وأشارت إلى أن السيسي يعتقد أن
النجاحات العسكرية ضد الجماعات المسلحة ستقوي من موقفه، وتساعد على رفع معدلات
المشاركة والإقبال على التصويت في انتخابات فقدت أهميتها بسبب غياب المنافسة
الحقيقية.
لن تؤثر على
الانتخابات
من ناحيتها قالت صحيفة "غارديان"
البريطانية، إن نجاح أو فشل هذه العملية العسكرية لن يؤثر على نتائج الانتخابات
الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى أن السيسي يدخل السباق دون منافسة حقيقية، ومن المنتظر
فوزه بفترة ولاية ثانية رغم الإجراءات التقشفية القاسية التي اتخذها ضمن برنامج
الإصلاح الاقتصادي.
أما وكالة الأنباء الفرنسية، فأشارت
إلى أن العملية التي أطلقت عليها القوات المسلحة اسم "سيناء 2018" تأتي
ضمن وعود عبد الفتاح السيسي للقضاء على الإرهاب في سيناء خلال ثلاثة أشهر، بعد قتل
أكثر من 300 مصل في أحد مساجد بئر العبد، مضيفة أن تلك العملية ليست الأولى التي
يشنها الجيش للقضاء على الإرهاب في سيناء، حيث نفذ العديد من الهجمات الكبرى منذ
عام 2013 لكنه لم يحقق نجاحا حتى الآن.
البحث عن دعم
أمريكي
بدورها، علقت شبكة "بلومبرغ"
الأمريكية على العملية بقولها إن حملة السيسي لمكافحة الإرهاب في سيناء، أكسبته
دعما أمريكيا يتيح له الاستغناء عن إقامة انتخابات نزيهة أو العملية الديمقراطية
برمتها، بعد أن أزاح كل منافسيه من الانتخابات وأبقى فقط على مرشح مؤيد له.
وأشارت إلى أن الهجمات الإرهابية زادت
من حدة الأزمة الاقتصادية القائمة طوال سبع سنوات تلت ثورة يناير 2011.
الهروب من
الانتقادات
أما صحيفة "التايمز"
البريطانية فقالت إن العملية العسكرية التي يشنها الجيش المصري منذ يوم الجمعة في
سيناء، تأتي كمحاولة من السيسي للهروب من الانتقادات المتزايدة له قبل الانتخابات
الرئاسية المقبلة، بسبب فشله في حل الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.
وتوقعت الصحيفة أن ظهور السيسي في
مظهر الرئيس الحريص على الوفاء بوعده بهزيمة الإرهاب في سيناء، سيعزز شعبيته قبل
توجه المواطنين للانتخابات الشهر المقبل.