نشر موقع "أويل برايس" تقريرا للكاتبة إيرينا سلاف، تتحدث فيه عن خطة المملكة المتحدة السرية للحرب الباردة في حقول النفط في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بريطانيا اقترحت في الخمسينيات من القرن الماضي، ومع بداية الحرب الباردة، خطة لحماية حقول النفط في الشرق الأوسط.
وتقول سلاف إنه في ظل الاضطرابات التي شهدتها الدول خلف الستار الحديدي، ونهاية الحرب العالمية الثانية، والدور الذي أداه النفط الخام في نتائجها، فإن المخابرات البريطانية والأمريكية لم تضيعا الوقت لرسم سيناريوهات لغزو الشرق الأوسط.
ويعلق الموقع قائلا إنه "بالنسبة للجيل الجديد، فإن هذا التفكير يبدو غريبا، لكن ليس للذين يتذكرون الحرب الباردة والرهاب الذي طبع علاقة الطرفين المتنافسين، ففي منتصف القرن الماضي كانت بريطانيا والولايات المتحدة مدفوعتين بصدق لوقف التمدد السوفييتي في الشرق الأوسط، الذي كان في ذلك الوقت المصدر الرئيسي للنفط للدولتين، ولهذا السبب كانت المنطقة أولوية أمنية لهما".
ويلفت التقرير إلى أن الخطة فكر بها أولا الرئيس هاري ترومان في عام 1949، وذلك بحسب موقع "سبونتيك"، معتمدا على سلسلة من الوثائق السرية البريطانية والأمريكية، فيما أطلق على الخطة "الحرمان من النفط"، ويقوم فيها العاملون في الشركات النفطية في الشرق الأوسط بتخريب حقول النفط ومصافيه في حال قام الاتحاد السوفييتي بعملية غزو؛ أملا بألا يحصل الغزاة على البضاعة الثمينة.
وتستدرك الكاتبة بأنه "رغم المنطق الذي تحمله الخطط، إلا أنها كانت تعاني من مشكلة نابعة من تراجع الدور البريطاني، وتلاشي الإمبراطورية، وبحسب الوثائق، فلم يكن العراق ولا إيران مستعدين للتعاون في الخطط وتخريب منابع النفط الوطنية".
ويكشف الموقع عن أن "السبب في ذلك هو أن بريطانيا لم تعد القوة المحركة في البلدين، رغم الانقلاب الذي قادته الولايات المتحدة عام 1953 في إيران ضد حكومة محمد مصدق، الذي قام بتأميم شركات النفط، وأعاد الانقلاب الذي أسهم فيه البريطانيون الشاه وشركة النفط البريطانية إلى قمة صناعة النفط الإيرانية، صحيح أن شركة النفط البريطانية (بي بي) كانت الرائدة، إلا أن الحكومة الإيرانية هي التي سيطرت على الصناعة ومصافيها، وكانت تخطط لبناء شركات أخرى".
ويفيد التقرير بأنه لم تبق لدى بريطانيا أي خيارات أخرى بعد استبعاد تعاون الدولتين في تدمير منابع نفطها، ومن هنا كانت الغارات الجوية هي الخيار المحتمل، مستدركا بأن هناك مشكلة في هذا التفكير، وهو عدم توفر المقاتلات اللازمة لإنجاز المهمة.
وتكشف سلاف عن أنه نتيجة لهذا، فإنه تم وضع الخيار النووي على الطاولة من لجنة هيئة الأركان في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وجرى نقاش داخل المخابرات المركزية الأمريكية وبين المسؤولين العسكريين، حول استخدام مشترك للغارات النووية على المصافي النفطية، التي تسيطر عليها حكومتا العراق وإيران، لافتة إلى أنه "لا يوجد ما يشير إلى أن هناك خطة تمت المصادقة عليها".
ويذهب الموقع إلى أن خيار الغارات على المنشآت النفطية الإيرانية كان هو "الخيار المعقول لسيناريو الحرمان"، رغم ولاء شاه إيران للغرب، منوها إلى أنه بعد عدة نقاشات فإنه تم استبعاد الخيار النووي عن الطاولة؛ بسبب نقاش قدمه ضابط المخابرات في وكالة الاستخبارات الأمريكية جورج بروسينغ، الذي كلف في العمل في شركات النفط في الشرق الأوسط، والكيفية التي يتم فيها إنجاح خطة الحرمان من النفط.
ويختم "أويل برايس" تقريره بالإشارة إلى أن بروسينغ توصل إلى نتيجة، وهي تدمير بري لحقول النفط ومصافيه، حيث لم يقم الاتحاد السوفييتي بغزو الشرق الأوسط، وإلا فإن الخيار النووي كان لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بعد ضرب هيروشيما وناغازاكي؛ بصفته الحل النهائي للمشكلات.
تطبيق رياضي يكشف معلومات خطيرة عن جنود أمريكيين
ذا هيل: لهذا يجب على واشنطن مواجهة تهديد إيران بالمنطقة
دراسة: عام 2017 الأسوأ على المدنيين في العراق وسوريا