قالت صحيفة "نوفوي فاستوتشني آبازريني" الروسية، إن
الشرق الأوسط أصبح مكان اختبار جميع
الأسلحة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن التجارب السياسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سنة 2018 لن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط، بل قد يتفاقم الوضع بسبب الدور الرئيسي الذي يلعبه الغرب، وخاصة
الولايات المتحدة الأمريكية، في تأجيج الأزمات هناك.
وأضافت الصحيفة أن الغرب يمتلك تاريخا طويلا من سياسة إشعال نار الحروب والصراعات وزرع الفتنة بين الشعوب، على غرار تأجيج النزاع الحاصل بين السنة والشيعة بما يخدم مصالحه الخاصة.
واعتبرت الصحيفة أن قرار ترامب الأخير حول القدس، بالإضافة إلى القرار المتعلق بالهجوم على قاعدة عسكرية سورية منذ أشهر بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية، من بين الإشارات التي تؤكد على السياسة الاستفزازية التي تعتمدها واشنطن في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن الرئيس دونالد ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي اتخذ قرارات تزيد من تأزيم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، فقد سبقه في ذلك رؤساء آخرون. مضيفة أنه كل ما كان الوضع متوترا في الشرق الأوسط، كلما كانت الفرصة سانحة أكثر أمام الولايات المتحدة لاختبار كافة أنواع أسلحتها في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن التدخل الروسي في الشرق الأوسط ساهم في قلب موازين القوى في المنطقة، بالإضافة إلى أنه قضى على المنظمات الإرهابية، وفقا لما أفاد به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته الأخيرة إلى القاعدة الجوية "حميميم" في
سوريا، في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
واتهمت الصحيفة الإستراتيجيين الأمريكيين بإعادة رص صفوف الإرهابيين ومدهم بأسلحة حديثة، كما اتهمت واشنطن بإجلاء العديد من عناصر تنظيم الدولة على متن طائرات هيلكوبتر أمريكية لتوظيفهم في مهام أخرى.
وقالت الصحيفة الروسية، إن 97 بالمائة من الأسلحة التي بحوزة الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، بما فيهم الإرهابيون، هي إمدادات من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي سُلمت لهم في إطار اختبار مدى فعاليتها، وتابعت أن ، يساهم العسكريين الأمريكيين يساهمون بشكل كبير في تدريب الجماعات الإرهابية والعصابات. نتيجة لذلك، يتم استخدام أي سلاح أمريكي جديد أولا في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة خطيرة نتيجة سياسة ترامب القائمة على الكراهية والتحريض ضد إيران. وقد شنت القوات الأمريكية سلسلة من الهجمات على الجماعات الموالية للنظام السوري الحليف لطهران، علما أن الضغوط على إيران تزايدت نتيجة مشاركتها النشطة في الحرب إلى جانب قوات الأسد.
وأكدت الصحيفة أنه ضمن الاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة نحو إيران، تحاول واشنطن تبرير عملياتها وتجاربها العسكرية في الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن إيران تهدد المملكة العربية السعودية وإسرائيل، حلفاؤها في المنطقة، فضلا عن تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية وطموحاتها المتعلقة بالهيمنة الإقليمية.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي الكونغرس إلى فرض المزيد من العقوبات على إيران، معتبرا أن الإجراءات التقييدية تساهم في عرقلة البرنامج النووي الإيراني. كما يصف الرئيس الأمريكي إيران بالراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، ويتهم نظامها بالديكتاتورية.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع في اليمن لا يزال صعبا، حيث تواصل الطائرات من دون طيار الأمريكية، إلى جانب طائرات التحالف بقيادة السعودية، شن هجماتها على المدنيين. ووفقا لما جاء في تقارير الأمم المتحدة، ونتيجة للغارات الجوية، لقي حوالي 130 مدنيا مصرعهم في بداية كانون الأول/ ديسمبر. ولا زال الصراع في اليمن مستمرا منذ أيلول/ سبتمبر سنة 2014، بين الشيعة الحوثيين وأتباع الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يحظى بدعم قوات التحالف.
وأشارت الصحيفة إلى أن احتدام المواجهة بين الحوثيين وقوات التحالف العربي أدى إلى مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، قتلت قوات التحالف، منذ آذار/ مارس سنة 2015، وبدعم من الولايات المتحدة، 5100 مدنيا وأصيب 8700 آخرون، ما يشير إلى أن اليمن تحولت إلى ساحة للتجارب العسكرية الأمريكية.
وأضافت أن الحصار البري والبحري لليمن، بدعم من البنتاغون وبتنفيذ من المملكة العربية السعودية وحلفائها، يهدد حياة 17 مليون شخص بالمجاعة، لا سيما النساء والأطفال، إلى جانب انتشار وباء الكوليرا. وفضلا عن الحصار المفروض منذ ربيع سنة 2017، فرضت المملكة العربية السعودية خلال تشرين الثاني/ نوفمبر حصارا كاملا أدى إلى منع وصول إمدادات الوقود إلى اليمن.
وأوردت الصحيفة أن شعوب منطقة الشرق الأوسط، غالبا ومع بداية كل سنة جديدة يأملون في أن يكون القادم أفضل، ولكن يبدو أن الوقت لم يحن بعد لتحسن الأوضاع في المنطقة، مشيرة إلى أن بلدان العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وليبيا تظل خاضعة لسياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة التي تنفذ تجاربها السياسية والعسكرية في هذه البلدان دون الأخذ بعين الاعتبار لدماء شعوبها وآمالهم بعيش مستقبل أفضل.