نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الجنود الروس الذين لقوا حتفهم خلال الحرب السورية، ورجحت أن موسكو لم تفصح عن العدد الحقيقي لضحاياها، مكتفية بالقول إن العدد لا يتجاوز 41 شخصا منذ انطلاق العمليات العسكرية في
سوريا، والحال أن عدد
القتلى في صفوف الجيش الروسي يفوق العدد المعلن عنه بكثير.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه منذ انطلاق عملياتها العسكرية في سوريا في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر 2015، تحاول
روسيا التكتم عن العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في خضم الحرب، ففي الواقع، لم تعلن وزارة الدفاع الروسية سوى عن مقتل 41 جنديا في جل عملياتها العسكرية.
وأكدت الصحيفة أن الجيش الروسي أبى الإفصاح عن العدد الحقيقي لعدد ضحاياه خلال الحرب السورية، بتعلة أن ذلك يعد سرا من أسرار الدولة. علاوة على ذلك، رفض الجيش الروسي، إلى حد الآن، الكشف عن العدد الحقيقي للجنود المتمركزين على الأراضي السورية، في حين اكتفى بذكر عدد الجنود الموجودين في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن يوم الاثنين، خلال زيارته إلى قاعدة حميميم الجوية، عن سحب جزء كبير من قوات الجيش الروسي من الأراضي السورية. وفي هذا الصدد، أورد بوتين مخاطبا الجنود الروس، أن "الوطن في انتظاركم أيها الأصدقاء، ستعودون منتصرين".
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الروسي لم يفصح عن عدد الجنود الذين سيعودون إلى أرض الوطن، وتضاربت التقارير الصحفية بشأن عدد الجنود الذين سيتم سحبهم من الأراضي السورية. وعلى العموم، سيبقى الجيش الروسي متمركزا على الأراضي السورية، وذلك بهدف الحيلولة دون سقوط نظام الأسد.
وأوردت الصحيفة أن بوتين كان يرنو، من خلال الإعلان عن سحب جزء من جيشه من الأراضي السورية، إلى أن يظهر في ثوب "صانع السلام"، خاصة وأنه مقبل في شهر آذار/ مارس القادم على انتخابات رئاسية جديدة، في المقابل، لا يمكن التغاضي عن العدد الكبير من المدنيين، الذين لقوا حتفهم خلال الغارات الجوية الروسية على مدينة حلب.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الروسي أعلن عن انتصاره على تنظيم الدولة، وفي هذا السياق، احتفلت العديد من الصحف الروسية بـ"الانتصار الباهر" الذي حققه الجيش الروسي على حساب التنظيم المتطرف، في حين عرض التلفزيون الحكومي الروسي صورا تبرز قوة الجيش.
وأفادت الصحيفة أن الجيش الروسي تكتم عن عدد الأفراد التابعين للشركة العسكرية "فاغنر"، الذين كانوا في الصفوف الأمامية للجيش الروسي في خضم المعارك في تدمر. وفي هذا الصدد صرح الناشط الروسي، روسلان لويجيو، أن "المقاتلين الذين ينتمون "لفاغنر" كانوا يشاركون في العمليات العسكرية منذ بدايتها". وتجدر الإشارة إلى أن مقاتلي "فاغنر"، يعدون في الواقع، مجموعة من المرتزقة الروس، الذين يعملون تحت إشراف الضابط الروسي السابق، ديمتري أوتكن.
والجدير بالذكر أن العديد من وسائل الإعلام الروسية قد تحدثت منذ أكثر من سنتين عن وجود ميليشيا "فاغنر" في حوض دونيتس في شرق أوكرانيا. وفي هذا السياق، صرح روسلان لويجيو أن "هذه الميليشيات تتقاضى حوالي 2000 يورو شهريا، حسب خبرتها القتالية بالإضافة إلى جملة من المنح الكبرى في حال تحقيق بعض الانتصارات. وقبل إرسالها إلى سوريا، خضعت هذه الميليشيات للتدريب في قاعدة عسكرية في مدينة كراسنودار الروسية".
وأردف الناشط لويجيو، أن "عدد أفراد ميليشيا "فاغنر" المشاركين في الحرب السورية بلغ 1000 فرد. ويشارك هؤلاء الجنود في المعارك بالتناوب ليتم تسريحهم في وقت لاحق لمدة شهرين أو ثلاث أشهر لقضاء العطلة في روسيا".
وأوردت الصحيفة أن عدد المقاتلين التابعين لشركة "فاغنر" يقدر بنحو 3000 عنصر حسب ما ورد على موقع "فونتانكا" الإخباري الروسي. ووفقا للموقع ذاته، تتلقى هذه الوحدات تمويلا من قبل جويغيني بريغوسشين، وهو رجل أعمال روسي يلقب "بطباخ بوتين"، نظرا لأنه يمتلك سلسلة مطاعم تؤمن الطعام للرئيس الروسي وضيوفه. مقابل هذا الدعم، تتكفل ميليشيا "فاغنر" بالسهر على حراسة احتياطي النفط الذي يمتلكه بريغوسشين في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الروسية فندت وجود عناصر من شركة "فاغنر" العسكرية الروسية على الأراضي السورية. وفي هذا السياق، أورد الكرملين أن "القانون الجنائي الروسي يمنع الاعتماد على مرتزقة أجانب خلال العمليات العسكرية في الدول الأجنبية. وأما بالنسبة للمقاتلين الأجانب في سوريا، فهم لا ينتمون لوزارة الدفاع الروسية".