بعد 10 أيام من الاحتجاج.. حكومة المغرب تعد "جرادة" بالتنمية

اعترف رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن مدينة جرادة وغيرها من المدن محرومة التنمية، معلنا أن حكومته ستنفذ وعودا تنموية سابقة، مشددا على أن الحكومة سحبت 1400 رخصة لاستغلال المناجم لعدم التقيد بالقانون. 

وقال رئيس الحكومة، في كلمته لافتتاح أشغال مجلس الحكومة، الخميس، في معرض حديثه عن نتاج الحوار مع ممثلي ساكنة مدينة جرادة المحتجين: "يجب أن نعترف أن هناك مناطق، بحكم ظروف تاريخية وبحكم ظروف أخرى، لا تعيش تطورا اقتصاديا على غرار مناطق أخرى". 

وأضاف رئيس الحكومة: "وهذه أمور نقولها وواعون بها، وهي مناطق تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهذا ما سيتم في جرادة من خلال العمل على تنفيذ وعود تنموية سابقة لم تجد طريقها كاملة إلى الواقع". 

وزاد رئيس الحكومة الذي تأسف لكون هذه المناطق تأخرت في الاستفادة من ثمار التنمية في بلادنا، من خلال تنفيذ خطط وبرامج تنموية جديدة، ليستطيع أبناء هذه المنطقة من أن يجدوا الشغل وإمكانيات العمل والعيش الكريم. 

وتعيش مدينة "جرادة" (شرق المغرب) لليوم 10 على التوالي على إيقاع احتجاجات متواصلة بعد وفاة شابين يعملان في مناجم غير قانونية لاستخراج الفحم الحجري. وكان وزير الطاقة في حكومة المغرب، قد زار المنطقة وأجرى حوارا مع جميع فعاليات المدينة بما فيها ممثلي المحتجين ورفع خلاصات الزيارة إلى رئيس الحكومة. 

وتطرق العثماني إلى الحوار بين الحكومة والساكنة، مشيرا إلى أنه "منذ حادث وفاة الشابين في جرادة، انطلق الحوار وقامت السلطات الإقليمية والولائية بجهد كبير مع ممثلي الإدارات الخارجية جهويا ومحليا، كما أن وزير الطاقة والمعادن حل بالمنطقة، ضمن وفد هام، وأجرى حوارا مع مختلف الأطراف، ومع ممثلي شباب جرادة، والآن هناك دراسة عدد من المطالب". 

وأوضح أن الحكومة "واعية بالمشاكل التي يطرحها منح الرخص سواء تعلق الأمر بعدم التزام أصحابها بالشروط القانونية الواردة في دفاتر التحملات أو عدم احترام مساطر الترخيص أو عدم احترام حقوق اليد العاملة". 

وتابع: "لذلك ففي المرحلة الأخيرة، تم إلغاء 1400 رخصة معادن على المستوى الوطني، وهذا ليس شيئا بسيطا، بل هو ورش انطلق ولن نوقفه، بل سنسير فيه تدريجيا". 

ومضى يقول: "سنحرص على هذه الأمور في جرادة وفي غيرها من المناطق علما أنه كانت هناك بعض الوعود بإعطاء رخص جديدة بجرادة أو إيجاد وسائل كدمج البعد الاجتماعي بالبعد الاقتصادي بإنشاء مثلا تعاونيات خاصة بمستخرجي المعادن، فهذه من الحلول المطروحة وغيرها من الحلول الأخرى التي سننكب عليها، في تواصل مستمر مع المواطنين والاستماع إليهم وفاء لشعارنا (الإنصات والإنجاز)". 

ولم يفت رئيس الحكومة، أن يعبر عن أسفه الشديد لحادث مقتل شابين في منجم قديم وتقليدي لاستخراج الفحم بمنطقة جرادة.