نشرت مجلة "ذا أتلانتيك" مقالا للصحافي كريشناديف كالامار، يتحدث فيه عن مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، والرسالة التي يبعث بها مقتله لغيره من الديكتاتوريين.
ويقول كالامار في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن صالح وصف حكم اليمن مرة بـ(الرقص على رؤوس الأفاعي)، ومقتله يوم الاثنين على أيدي الحوثيين، الذين كانوا حلفاءه قبل أيام قليلة، لا يظهر مدى خطورة تلك الموازنة فحسب، بل تظهر مدى صعوبة التوصل إلى حل للحرب الأهلية -والحرب بالوكالة بين السعودية وإيران التي تساعد على إشعالها- في أفقر البلاد العربية".
ويضيف الصحافي أن "وفاة صالح بعد ست سنوات من الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل، وتم عرض جثته في شوارع بلده سرت، ستبعث برسالة للرجل الأقوياء في العالم كلهم، وأهمهم بشار الأسد في سوريا، فمع أن الأسد يمسك جيدا بزمام الأمور الآن أكثر من أي وقت منذ بداية الحرب الأهلية في آذار/ مارس 2011، لكن حكمه بالرغم من الدعم العسكري والدبلوماسي الروسي والإيراني لا يزال هشا، فجيران سوريا العرب والأتراك يريدون ذهابه وكذلك أمريكا، وما دام في السلطة سيبقى عدم الاستقرار إحدى سمات السياسة والحياة في سوريا".
ويستدرك كالامار بأن "مصير صالح والقذافي قبله يعد مثالا قويا لما يخشاه الديكتاتوريون أكثر من أي شيء -ليس فقط خسارة سلطتهم، بل حياتهم أيضا- ويمكن أن يتمسك الأسد بداعميه السياسيين لضمان عدم الانتهاء إلى المصير ذاته".
ويشير الكاتب إلى أنه "بعد صدام حسين، الذي تم شنقه في العراق عام 2006، تبعه القذافي، فإن صالح يكون ثالث ديكتاتور عربي يتم قتله بعد تغيير في النظام في المنطقة، بالإضافة إلى أنه تم عزل زعماء آخرين، من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الرئيس المصري حسني مبارك خلال انتفاضات عام 2011، لكنهم نجوا بحياتهم، وفي الأماكن التي أصر فيها الزعماء على البقاء مثل سوريا والبحرين نشبت الحرب الآهلية، وأصبحت هي نمط الحياة الطبيعية، ويقال إن مصيري صدام حسين والقذافي يشغلان ديكتاتوريا آخر لا يزال في الحكم خارج منطقة الشرق الأوسط: فيرى الخبراء الإقليميون أن كيم جونغ أون أسرع في برنامجي الصواريخ والقنبلة الذرية؛ لأن كلا الزعيمين قتلا بعد أن تخليا عن البرنامج النووي في بلادهما".
ويقول كالامار: "أما صالح، فلم يملك أسلحة دمار شامل، لكن على مدى حكمهـ الذي استمر ما يقارب الأربعة عقود منذ 1978، فإنه كان يقوي من قبضته وقبضة عائلته، وتحالف في أوقات مختلفة مع السعودية والولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب ومع صدام، لكن ومع اجتياح ثورات الربيع العربي للمنطقة فإنه تمسك بالحكم بقوة، وتكثفت المظاهرات، وبالكاد نجا من محاولة اغتيال، فوافق في 2012 على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي".
ويرى الكاتب أنه "كان يمكن للأمور أن تكون مختلفة لولا الحوثيين، ففي أيلول/ سبتمبر 2014 قامت المجموعة الموالية لإيران بالسيطرة على أجزاء من العاصمة اليمنية، وفي شباط/ فبراير 2015 أعلنت المجموعة حل البرلمان والإمساك بزمام الدولة، فقام جيران اليمن بالنهوض، ودعمت السعودية وحلفاؤها العرب حكومة هادي، وقامت إيران بدعم الحوثيين، ودخل صالح الصراع إلى جانب الحوثيين، ولجأ هادي إلى السعودية، وكلف الصراع الذي تبع ذلك حياة ما لا يقل عن 8000 شخص وتشريد 3 ملايين، وتدمير البنية التحتية للبلد، وتفشي الكوليرا والمجاعة".
ويلفت كالاما إلى أن "الحرب الأهلية بدت بلا نهاية، مثلها مثل التحالفات المتغيرة، وظهر صالح يوم السبت على التلفزيون؛ ليعلن أن تحالفه مع الحوثيين انتهى بسسب خلافات سياسية، وأنه كان على استعداد للتفاوض مع التحالف الذي تقوده السعودية، ورحبت السعودية بهذا التصريح، وظهر أن قوات صالح سيطرت على صنعاء، لكن قتل أكثر من 100 وجرح 200 في القتال الذي تبع ذلك، واتهم الحوثيون صالح بالانقلاب عليهم، وقاموا بقصف بيته وقتله، ثم نشروا له صورا يظهرون موته برصاصة في رأسه".
ويجد الكاتب أن "مقتل صالح يقلل من إمكانية التوصل إلى حل سياسي في الصراع اليمني، ويتوقع أن تتمسك كل من السعودية وحلفائها من جانب، وإيران والحوثيين من الجانب الآخر بمواقفهم".
ويخلص كالامار إلى القول إن "الربيع العربي الواعد تحول إلى كوابيس سياسية في البلدان التي كانت فيها دعوات لتغيير سياسي كلها، وفي اليمن لا يزال واحد من أسوأ تلك الكوابيس مستمرا".
ميدل إيست آي: هل سينتج عن مقتل صالح انهيار حوثي سريع؟
إيكونوميست: مقتل صالح فشل جديد لابن سلمان
الغارديان: كيف سيغير مقتل صالح ديناميات الحرب في اليمن؟