صحافة دولية

الغارديان: كيف سيغير مقتل صالح ديناميات الحرب في اليمن؟

الغارديان: مقتل صالح أخرج رمزا سياسيا مهما من المعادلة اليمنية- أ ف ب

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها سعيد كمالي دهقان، حول أثر مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد حلفائه الحوثيين، وكيف سيغير ذلك من دينامية الحرب اليمنية. 

ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن مقتل صالح أخرج رمزا سياسيا مهما من المعادلة اليمنية، ظل في مركزها على مدار أربعة عقود أو يزيد، مشيرا إلى أنها معادلة معقدة أدت بأفقر بلد إلى الانزلاق في أتون حرب أهلية، ما أدى إلى إنتاج أسوأ كارثة إنسانية. 

ويقول الكاتب إن "مقتل صالح يعد تحولا مهما في الحرب الأهلية، التي مضى عليها ثلاثة أعوام، وظلت في حالة من الجمود، ما يحمل مخاطر لأن تطول وتصبح عصية على الحل".

وتشير الصحيفة إلى أن صالح ظل لاعبا مهما في الحرب الأهلية، وأدى رحيله المتردد عن السلطة عام 2012؛ بسبب تظاهرات الربيع العربي، إلى تسليمها لنائبه عبد ربه منصور هادي، بضغط من السعودية، مستدركا بأن صالح قام في عام 2014 بعقد تحالف غير مريح مع أعدائه السابقين من جماعة أنصار الله أو الحوثيين، وسهل لهم الدخول إلى مدينة صنعاء، ما دفع هادي للفرار إلى السعودية.

ويفيد التقرير بأن هذا التحالف كان مصيره الفشل منذ البداية، مع أن قلة توقعت أن الرجل الذي قاتل الحوثيين في الفترة ما بين 2004- 2011 سيقتل على يديهم، لافتا إلى أن التحالف استمر، حيث استفاد صالح من القوة البشرية لدى الحوثيين، فيما استفاد هؤلاء منه طرق الحكم وشبكات المعلومات الاستخباراتية. 

ويستدرك دهقان بأن هذه المعادلة انهارت في الأسبوع الماضي، عندما تحرك صالح لتركيز قوته في صنعاء، وغير موقفه، فاستعدد للحوار مع السعودية وحلفائها، بمن فيهم الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن هناك تقارير عن قيام السعودية بضرب صنعاء في الأيام القليلة الماضية، واستهدافها الأحياء التي يسيطر عليها الحوثيون، في خطوة لمساعدة صالح، إلا أنها لم تمنع مقتله في النهاية. 

وتذهب الصحيفة إلى أنه دون صالح أصبح وضع الحوثيين قويا على المدى القصير، حيث يقول الزميل الزائر لمجلس العلاقات الخارجية الأوروبي آدم بارون: "هناك فرصة لأن يضعف جهاز صالح إن لم يتم تهميشه في الفترة المقبلة، بشكل يجعل الحوثيين القوة الرئيسية في اليمن"، ويضيف بارون أن دعوة الحوثيين للاحتفال في الساحة العامة في صنعاء لا يدع مجالا للشك بأن المزاج العام يشير إلى تعزيز السلطة لا المصالحة. 

ويلفت التقرير إلى أن علي عبدالله صالح، الضابط في الجيش اليمني أصبح رئيسا للبلاد في عام 1978 بعد انقلاب عسكري، عندما كان اليمن شمالا وجنوبا، لكنه في عام 1990 انتخب رئيسا لليمن كله، مشيرا إلى أنه طالما تم وصف فترته في الحكم بأنها مثل الرقص فوق رؤوس الأفاعي.

ويبين الكاتب أن "الحرب الأخيرة تحولت إلى حالة من الجمود ووصلت إلى طريق مسدود، فبالنسبة للحوثيين فإن الانتصار يعرف من خلال نجاتهم من القصف الجوي المستمر أمام السعوديين، أما بالنسبة للسعوديين فإن النجاح يقاس بعودة هادي إلى صنعاء، الذي لم يحدث بعد". 

ويعلق بارون قائلا إن الحوثيين قضوا عقودا في حرب عصابات منعزلين في الجبال الشمالية لليمن، وقدرتهم على البقاء في صنعاء، والتخلص من عدوهم التاريخي يعدان إنجازا.

 

وترى الصحيفة أن الرهانات عالية، ففي الشهر الماضي عندما ضرب الحوثيون صاروخا باليستيا على الرياض اتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إيران بالوقوف وراء العملية، وتوعد بالرد، ومنذ ذلك الوقت أطلق الحوثيون صاروخا آخر ضد السعودية، وآخر ضد الإمارات، وهو ما نفته أبو ظبي. 

وبحسب التقرير، فإن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن الخبراء شككوا  في قدرة النظام الدفاعي الصاروخي الامريكي على اعتراض الصاروخ اليمني الذي أطلق على الرياض.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول: "أيا كان الحال، فاليمن سيكون مختلفا دون علي عبدالله صالح، لكنه بلد عصي على التكهن، ويقول بارون: (حتى لو أرادت أطراف خارجية اللعب في اليمن، فإن الديناميات الداخلية تتحول بطريقة لا يتوقعها أحد)".