نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها ستيفاني كيرتشغاسنر، تقول فيه إن إريك برنس، مؤسس شركة "بلاكووتر" وحليف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقدم بخطة "إنسانية" لوقف تدفق المهاجرين من الشواطئ الليبية إلى أوروبا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مؤسس شركة التعهدات الأمنية المثير للجدل يخطط للتدخل في أزمة المهاجرين في ليبيا، بخطة تقوم على تشكيل قوة شرطة تشبه ما اقترح عمله في أفغانستان.
وتنقل الكاتبة عن برنس، قوله إن خطته ستكون خيارا إنسانيا للاتحاد الأوروبي، مقارنة مع الفوضى التي يعيشها البلد الغني بالنفط، والعنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة ضد المهاجرين.
وأضاف برنس، المقرب من إدارة ترامب، ويفكر بالترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ويمونغ، أنه من السهل على شركته "فرونتير سيرفس غروب" وقف المهاجرين الأفارقة الباحثين عن طرق للهجرة إلى أوروبا من خلال ليبيا واعتقالهم وإعادتهم إلى بلدانهم التي جاءوا منها.
وتورد الصحيفة نقلا عن برنس، قوله إن خطته لا تكلف إلا جزءا يسيرا مما تنفقه دول الاتحاد الأوروبي على إرسال القوارب والسفن لاعتراض قوارب المهاجرين في البحر المتوسط.
ويلفت التقرير إلى أن صحيفة "كوريير دي سيرا" نقلت عن برنس، قوله إن "حركة المهاجرين القادمين من السودان وتشاد والنيجر واسعة جدا.. ومن أجل وقفها يجب إنشاء قوة حدود ليبية"، وأشار برنس إلى أن خطته ستكون أكثر "إنسانية وحرفية" من البرامج التي يدعمها الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين.
وتفيد كيرتشغاسنر بأن الجماعات المسلحة، التي تقوم باعتقال المهاجرين قبل ركوبهم القوارب باتجاه أوروبا، اتهمت بالقيام بانتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام الاغتصاب والضرب، وإجبار المهاجرين على العمل في مراكز الاعتقال، لافتة إلى أن الأمم المتحدة انتقدت هذه الممارسات اللإنسانية، وكذلك منظمات حقوق الإنسان.
وتنوه الصحيفة إلى أن برنس يعمل مستشارا أمنيا في الإمارات العربية المتحدة، التي عملت إلى جانب مصر والسعودية على تعزيز قوة الرجل القوي خليفة حفتر، وتوسيع مناطق سيطرته، مشيرة إلى أن إدارة ترامب لم تهتم بالوضع في ليبيا، لكنها قد تتعامل مع أي خطة يتقدم بها برنس بجدية، الذي تبرع بـ250 ألف دولار لدعم حملة ترامب، وتعمل شقيقته بيتسي ديفوس وزيرة للتعليم.
ويورد التقرير أنه عندما سألت الصحيفة عما إذا تمت مناقشة الخطة مع الاتحاد الاوروبي أو إدارة ترامب، فإن متحدثا باسم الشركة قال إن "إريك لا يريد التعليق على نقاشات خاصة تتعلق بليبيا"، مشيرا إلى أن برنس يواجه اتهامات بانتهاكات حقوق إنسان نسبت للمتعهدين الأمنيين العاملين معه، وفي عام 2007 قتلوا بدم بارد 14 عراقيا عزلا، عندما فتحوا النار على تجمع في بغداد، حيث كان يحرسون موكبا للحكومة الأمريكية.
وتكشف الكاتبة عن أن برنس تعرض لمساءلات في الكونغرس، و مع ذلك لم توجه له تهم، في الوقت الذي وجهت فيه تهمة القتل غير العمد لأربعة متعهدين، وتمت إعادة محاكمة شخص منهم، ويتوقع أن تتم إعادة محاكمة الثلاثة الآخرين، بعدما قررت محكمة ان أحكامهم بالسجن 30 عاما طويلة.
وتذكر الصحيفة أن شركة "بلاكووتر" أصبحت ثرية بدرجة لا تصدق بسبب حرب العراق، وفازت بعقود بقيمة مليار دولار لحماية المسؤولين الأمريكيين، مستدركة بأن برنس باع الشركة "اسمها الآن أكاديمي" عام 2010، وفتح شركة جديدة بمساعدة استثمارات صينية.
وتعلق "الغارديان" قائلة إن "موافقة برنس على مقابلة صحيفة إيطالية تبدو كأنه يحاول الحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي للتدخل في ليبيا، وتقوم خطته على إنشاء ثلاث قوى شرطة، ونشر 750 من المدربين الأجانب للإشراف عليها".
وينقل التقرير عن برنس قوله إنهم "سيقدمون لهم القيادة والمعلومات الأمنية والاتصالات، ومراقبة الطائرات وعدد من المروحيات.. وعادة ما يتنقل المهربون على مساحات واسعة، ولهذا فإنه من السهل تحديد مواقعهم واعتراضهم ووقف شاحناتهم المحملة بالمهاجرين".
وأضاف برنس: "أفهم رغبة أوروبا بوقف تدفق المهاجرين بطريقة إنسانية وحرفية ممكنة، ولا أعتقد أن تقديم الدعم المالي للمليشيات هو الحل". وقال إن خطته لـ"خصخصة" الحرب في أفغانستان، ونشر 5500 متعهد أمني من شركته إلى جانب القوات الأمنية الأفغانية حصلت على مصادقة من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين ومدير استراتيجيات البيت الأبيض السابق ستيفن بانون، ولم يتم تبنيها.
وتنقل كيرتشغاسنر عن برنس، قوله إن الخطة رفضها مستشار الأمن القومي الحالي أتش آر ماكمستر، الذي يؤمن بالحروب التقليدية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن برنس يرى أن خطة إرسال ثلاثة آلاف من الجنود الأمريكيين الإضافيين لأفغانستان ستفشل لا محالة، قائلا: "هذا النهج لا يختلف عن نهج الـ16 عاما الماضية.. سيأتي البيت الأبيض إلي بعد ستة أشهر أو عام، وهذا أمر محتوم".
فريدمان: من يريد تنظيف الفساد عليه التأكد من نظافة عباءته
واشنطن بوست: إدارة ترامب تخالف تصريحاته بشأن السعودية
نيويوركر: هل ساعد ترامب الملك سلمان وابنه في حملة التطهير؟