حذرت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها من تجويع السعودية للأطفال اليمنينن بعد فرض الحصار على البلاد، وذلك بعدما اتهمت الحوثيين بإطلاق صاروخ على مطار خالد الدولي في العاصمة الرياض، قالت إن مصدره إيران، وقالت إن هذا العمل يعد إعلان حرب وعدوانا صارخا، ومن حقها الدفاع عن النفس.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن سلمان قرر فرض حصار جوي وبحري على اليمن، وهو البلد الذي يواجه وباء كوليرا، ويعيش سكانه حالة من الجوع.
وتقول الصحيفة إن "الاهتمام بالمشكلات المتعددة في العالم، وتلاعب الرئيس دونالد ترامب بالإعلام العالمي، وتسليطه الضوء على ما يقوله ويفعله، أخفى خطورة الكارثة الإنسانية في اليمن، البلد الفقير الذي يبلغ تعداد سكانه 28 مليون نسمة، الذي دمرته الحرب التي تقودها السعودية".
وتورد الافتتاحية نقلا عن الأمم المتحدة، قولها إن اليمن يعاني اليوم من انتشار وباء الكوليرا بشكل سريع، حيث سجلت حوالي 895 ألف حالة إصابة وما يقرب من 2200 وفاة منذ نيسان/ أبريل، لافتة إلى أن البلد يواجه أكبر نقص في الغذاء على مستوى العالم، ويحتاج 7 ملايين شخص لمساعدات طارئة.
وتفيد الصحيفة بأن الأطفال في اليمن تعرضوا بطريقة غير متناسبة لآثار الحرب، فنسبة 27% من ضحايا الكوليرا هم تحت سنة الخامسة، ويقدر المسؤولون عدد حالات الكوليرا حتى نهاية هذا العام بحوالي 600 ألف حالة، مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته، فإن الجوع ترك الأطفال تحت سن الخامسة واهنين، فيما يعاني 2.2 مليون من فقر تغذية حاد أو معتدل.
وترى الافتتاحية أن "السعودية تتحمل مسؤولية ضخمة لهذه المعاناة، فهي تقوم منذ أكثر من عامين ونصف بحرب شرسة لا يمكن الانتصار فيها ضد المتمردين الحوثيين، الذين سيطروا على معظم البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء وميناء الحديدة الأكبر في البلاد، واستهدفت الغارات، بحسب تقارير، المستشفيات والأسواق، والأسوأ من هذا كله أن السعودية وحلفاءها فرضوا، باسم منع إيران شحن السلاح للحوثيين، حصارا بريا وجويا وبحريا، وأغلقوا مطار صنعاء، بحيث منعوا وصول المساعدات الإنسانية، وأبطأوا من وصول الأغذية إلى ميناء الحديدة".
وتلفت الصحيفة إلى أنه "بعد إطلاق الصاروخ أعلنت السعودية حصارا أكثر شدة، ومع أن بيانات الحكومة قالت إنها ستأخذ بعين الاعتبار وصول المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة المدنية، إلا أن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن الطيران ممنوع، وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن عشرات الآلاف من الأطفال (سيواجهون مجاعة) حتى لو استمر الحصار لمدة أسبوعين".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "السعودية تقول إن الحصار جاء لمنع وصول الصواريخ من إيران إلى اليمن، لكنها لم تقدم أي أدلة على وصول صواريخ، ويقول الخبراء إن اليمن لديه صواريخ (سكود) من كوريا الشمالية قبل الحرب".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "الحصار لن يؤدي لردع لا إيران ولا الحوثيين، لكنه سيقود إلى مجاعة واسعة بين الأطفال الأبرياء، ويجب على إدارة ترامب، التي قامت بتشجيع الأمير المتهور على مغامرته، التفكير في الثمن".
هل تتحول الحرب الباردة بين السعودية وإيران لمواجهة؟
فريدمان: من يريد تنظيف الفساد عليه التأكد من نظافة عباءته
إندبندنت: لماذا تترك حملة التطهير السعودية تداعيات خارجية؟