كشف نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، الاثنين، عن أسباب تردي العلاقة مع المملكة العربية السعودية، حين كان رئيسا للحكومة العراقية لولايتين متتاليتين، مبديا وجهة نظره في تحسن العلاقة بين بغداد والرياض حاليا.
وقال المالكي في الدقيقة 50 من عمر الفيديو، خلال حوار مع قناة "دجلة" العراقية إنه "يدرك الخطر السعودي على أمن المنطقة، للمنطلقات الطائفية التي كان يمثلها المفتون والعلماء وأئمة الجوامع الذين كفروا الشيعة والسنة والحكومة العراقية".
وأضاف: "لذلك أنا أدرك خطر الطائفية، فقررت رغم الدعوات الكثيرة التي جاءتني من أكثر من دولة، أن تكون أول دولة أزورها هي السعودية، وعرضت عليهم توجهاتنا وآفاقنا نحو العلاقات؛ لأن السعودية بلد عربي ومجاور".
وأردف المالكي: "كنت أتوقع أني استطيع أن أقنع القيادة السعودية بالتعامل معنا، لكن يبدو العمق الطائفي في المسألة، والخوف من نجاح التجربة الأمريكية في العراق أن تنعكس على السعودية، ولأسباب أخرى، ربما تعتبر السعودية أن العراق أصبح في قبضة إيران".
وتابع: "لذلك رغم كل محاولاتي في إيجاد تهدئة، وطلبت منهم سفيرا لكنهم رفضوا بشكل قاطع، حتى قالها الملك عبد الله إن دمشق عاصمة الأمويين ومن يحكمها بشار الأسد علوي، وبغداد عاصمة العباسيين ومن يحكمها نوري المالكي وهو شيعي".
واتهم المالكي، العاهل السعودي الراحل عبد الله بأنه قال: "سأصرف 100 مليار حتى أسقط الحكومة في بغداد"، لافتا إلى أن "علاقاتنا مع كل الدول العربية ومع العالم رجعت، ما عدا دولتين عربيتين هما السعودية وقطر".
تدخل بوش للوساطة
وخلال الحديث نفسه، تحدث المالكي عن أن أمريكا في عهد جورج بوش حاولت أن تصلح العلاقة بين العراق والسعودية، وعرض علي الموضوع وقلت أنا ليس لدي مانع، نريد علاقات طيبة.
وأضاف: "جاء سعد الحريري يتوسط أيضا وقلت له، قل للملك عبد الله نحن لسنا بحاجة لا إلى أموال ولا سلاح ولا أرض ولا علاقات دولية، وإنما أنتم دولة عربية نريد علاقة طيبة معكم مثل الآخرين".
وزاد المالكي: "وتحدث معي القائد الأمريكي ديفد بتريوس وعاد بخفي حنين، وكذلك مع ديك تشيني حصل الشيء نفسه، وأخيرا قال لي بوش: أنا سأذهب. فقلت له لن تستطيع. قال أنا لدي علاقات قديمة مع الملك".
وتابع: "بعد ذهاب بوش إلى الملك عبد الله، تحدثت مع بوش وسألته عن لقائه بالملك عبد الله، فقال لي: هذا رجل كبير ولم أتمكن من إقناعه رغم أني بقيت معه إلى منتصف الليل، لكنه واضع عقله في زاوية واحدة".
وأردف المالكي: "بوش سألني عن أصل المشكلة، فقلت له لدينا أزمة ومشكلة حدثت في تاريخ المسلين بعد وفاة النبي محمد، وهذا الرجل حتى الآن يتنفس تلك الأزمة، أزمة السقيفة والولاية وغيرها. فقال لي كم عمرها هذه، قلت له عمرها بعمر الإسلام منذ وفاة النبي قبل 1430 سنة، وهذه عقلية هذا الرجل".
وبخصوص الانفتاح السعودي على العراق، قال المالكي: "اليوم إن كانت السعودية تريد أن تقيم معنا علاقة بعد فشل محاولاتها في إسقاط الأنظمة، وكانت آخرها إنشاء تنظيم الدولة، وإن كانت بعيدة عن فكرة إخراج إيران من العراق في علاقة متوازنة: فأنا أقول: أهلا وسهلا بها ونشجع عليها.
وأضاف "إن كانت تريد أن تلتف التفافا جديدا على الوضع في العراق، فأنا أحذر من ذلك، لأننا لا نريد أن ننسف التوازن الوطني، وإذا كانت السعودية تريد أن تستفيد وتساهم في أجواء الإعمار في العراق، أهلا وسهلا بها".
خلافه مع الديمقراطيين
وانتقد رئيس الوزراء العراقي السابق، سياسة الديمقراطيين الأمريكيين، وقال إن "سياستهم سيئة، وأن الأزمة بدأت مع أمريكا حينما دخلوا في مواجهة مع سوريا، كانوا يريدون من المالكي قضيتين، الأولى: تنصيب مسعود البارزاني قائدا للعراق، فوق الرئيس ويكون معتمدهم بالعراق، والأمر الثاني: موضوع سوريا".
وقال المالكي إن "نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ذهب بعد لقاء معي إلى إقليم كردستان العراق، فقال لهم إن المالكي لا ينفذ سياسات إيران، كنا نظن ذلك والإيراني يعتقده أمريكي، لكن الآن ثبت لدينا أنه لا أمريكي ولا إيراني، وإنما المالكي عراقي يبحث عن مصلحة العراق حيثما تكون".
وبخصوص الموضوع السوري، قال المالكي: "أنا رؤيتي كانت إذا سقط نظام بشار الأسد، فستسقط المنطقة".
وأردف: "عندما عقدت اتفاقية أمنية، إيران لم توافق، لكني أنا رأيتها ضرورية وإذا إيران لم توافق فهم أحرار، لأن أمريكا دولة عظمى ونحن بحاجة إليها".
واختتم المالكي حديثه بالقول "أبلغت السفير الأمريكي في عام 2006 أني لست رجل أمريكا في العراق، ولا رجل أي دولة أخرى بالعراق، وأنا رجل العراق في العراق، والعقلاء في إيران وأمريكا يعرفون أني عراقي وعملي يكون حيثما تكون مصلحة العراق".
السبهان: هكذا يحاول "إعلام الخميني" منع تقاربنا مع العراق
3 ملايين إيراني يدخلون العراق خلال الأيام المقبلة
هل العرب قادرون على مزاحمة النفوذ الإيراني في العراق؟