وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، السبت، إلى المملكة العربية السعودية في جولة تشمل عددا من دول المنطقة، بحسب بيان صدر عن مكتبه.
وقال البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه إن "حيدر العبادي سيحضر الاجتماع التنسيقي الأول بين العراق والسعودية، إضافة إلى إجرائه عددا من اللقاءات مع قادة الدول".
وتهدف الجولة، بحسب البيان، إلى "تعزيز التعاون بين العراق ودول المنطقة بما يخدم مصلحة العراق وشعبه، خصوصا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على تنظيم الدولة واقترابها من حسم المعركة".
وتابع البيان بأن "الأمر يتطلب تضافر الجهود للشروع بمرحلة جديدة من التنسيق مع دول المنطقة لإعادة إعمار العراق والتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والمجالات الأخرى".
ويرافق رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، لحضور الاجتماع التنسيقي في السعودية عدد من الوزراء والمسؤولين والمتخصصين في المجالات المختلفة.
اقرأ أيضا: بعد ربع قرن من القطيعة.. ماذا وراء تقارب الرياض وبغداد؟
من جهته، كشف النائب العراقي عن ائتلاف دولة القانون، جاسم محمد جعفر، السبت، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيزور أربع دول إقليمية أخرى بعد زيارته الحالية للسعودية.
وقال جعفر في تصريح تناقلته مواقع محلية إن "زيارة العبادي إلى السعودية مهمة وتاريخية لأنها ستؤسس لعلاقة إستراتيجية بين العراق والسعودية".
وأوضح أن "هذه الزيارة ستمنح للعبادي مشروعا للتقارب بين السعودية وإيران والعمل على سحب بذور التفرقة والاحتقان، إضافة إلى تبني التهدئة والتوافق بين دول المنطقة".
وأشار جعفر إلى أن "العبادي نجح بصمته وهدوئه في إدارة العراق وبسط سيادته وتمكن من إزاحة داعش، فضلا عن إدارة المفصل الاقتصادي بامتياز ممكن أن يخول من البلدين لإيجاد العلاقة الثنائية النموذجية بينهما".
وأردف أن "هذه الزيارة ستساهم في تقوية العلاقات الاقتصادية والأمنية ولاسيما فيما يخص الإعمار"، لافتا إلى "التغيير الذي بدأ يطرأ في السياسة السعودية حول التعامل مع الأقليات والحريات وغيرها".
وتعليقا على الموضوع، وصف النائب العراقي، حامد المطلك، الحديث عن الوساطة، بأنه يمثل وجهة نظر شخصية، مستبعدا أن يقوم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بدور الوسيط بين إيران والسعودية.
وتوقع المطلك في حديث لـ"عربي21" أن "يكون تحرك العبادي ينطلق من كون العراق بلد عربي وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية، وأن السعودية دولة جارة وعليه أن يذهب لتحسين هذه العلاقة، أما التوسط بين إيران والسعودية، فأنا استبعده".
وعن مدى انعكاس تحسن العلاقات بين البلدين، على الملف السياسي داخل العراق، ولاسيما في ظل حديث القوى السياسية السنية والكردية عن تهميش وتفرد شيعي في إدارة البلاد، أعرب المطلك عن أمله بأن تصب الزيارة في مصلحة شعبي البلدين.
وأضاف: "نأمل أن تفيد ملاحظات الأشقاء السعوديين للحكومة العراقية وتعاونها في تصحيح أخطاء العملية السياسية التي بنيت على أسس عرقية وطائفية وشابها الكثير من الخلل الذي أوصل البلاد إلى وضعه الحالي".
وتمنى المطلك أن "تنعكس العلاقات بين العراق والسعودية إيجابا على الوضع في المنطقة، وأن تتوطد علاقات العراق مع الدول العربية فحسب، وإنما يجب أن تشمل جميع دول المحيطي والإقليمي على أساس المنافع وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
يذكر أن سفير العراق في الرياض، رشدي العاني، أعلن السبت، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيصل هذا اليوم إلى السعودية على رأس وفد رفيع يضم 10 وزراء ونحو 60 مستشارا، لحضور مراسم توقيع اتفاقية مجلس التنسيق السعودي- العراقي، الأحد.
وكان العبادي قد تلقى دعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض الأسبوع المقبل لتدشين مجلس التنسيق والمشاركة في اللقاء الأول.
وفي ظل زيارته للمنطقة، من المتوقع أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال وجوده في الرياض في أول اجتماع للجنة التنسيق السعودية العراقية، الأمر الذي يشير إلى دور أمريكي في هذا الانفتاح.