نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الهزائم التي تكبدها
تنظيم الدولة في حربه ضد قوات النظام السوري والقوات الخاصة الروسية على الأراضي السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن تنظيم الدولة عانى خلال الفترة الأخيرة من هزائم كبيرة عطلت مساره في بناء دولة الخلافة في
سوريا والعراق. وبناء على هذا، أصبح لدى التنظيم مهمة جديدة تتمثل في إنشاء شبكة إرهابية عالمية.
وأكدت الصحيفة أن مخطط التنظيم يتجلى في تنفيذ العمليات
الإرهابية على نطاق جغرافي أوسع، وخير دليل على ذلك ضحايا عملياته الذين قدرت أعدادهم بالمئات خلال هذه السنة فقط.
ووفقا لما أكده رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، انتشرت هذه العمليات في عدد كبير من دول العالم؛ مثل أفغانستان، وسوريا، وإيران، والعراق، ومصر، ومالي، وتركيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، والسويد، وفنلندا وفي العديد من الدول الأخرى.
وأفادت الصحيفة بأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قلق إزاء مسألة انتشار مفهوم "الجهاد"، خاصة عمليات الذئاب المنفردة، والمثير للاهتمام أن زعماء التنظيم يطلبون من أتباعهم عدم الذهاب إلى سوريا والعراق، والبقاء في المناطق التي بإمكانهم فيها تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين.
وأضافت الصحيفة أن هناك تهديدا إرهابيا آخر، يتمثل في الإرهابيين العائدين إلى ديارهم، التي عادة ما تكون من بين المناطق الساخنة أو بؤر التوتر.
وفي هذا السياق، قال بورتنيكوف إنه "لتحقيق أهدافهم في أوروبا وروسيا، سيستخدم الإرهابيون تدفقات الهجرة التي تسمح بعبور الأجانب لحدود الدول المستهدفة تحت ستار اللاجئين أو العمال الأجانب".
وبينت الصحيفة أن عناصر التنظيم تمكنوا من إقامة روابط قوية مع مختلف الجماعات الإجرامية المنظمة، التي تقوم بتزويدهم بالأسلحة اللازمة، علاوة على الوثائق المزورة التي ستساعدهم على اختراق حدود الدول.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى السنة الماضية وبفضل الإجراءات الفعالة التي اتخذتها قوات الحكومة السورية والقوات الجوية الروسية، فقد تنظيم الدولة السيطرة على مناطق نفوذ شاسعة، بالإضافة إلى حقول النفط التي تمثل القلب النابض للقوة الاقتصادية للتنظيم.
ونظرا للهزائم التي تكبدها التنظيم، أجبر قادته على تغيير استراتيجياتهم والبحث عن إجراءات جديدة. وبناء على ذلك، انتشر الإرهابيون عمدا خارج الشرق الأوسط، في المناطق غير المستقرة بهدف خلق التوترات والصراعات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أنه وفقا لمعلومات مؤكدة، ينتقل الإرهابيون إلى أراضي أفغانستان. والمثير للاهتمام أنه من خلال تلك المناطق، من الممكن لمسلحي التنظيم التسلل إلى آسيا الوسطى وإيران والصين.
ووفقا لبورتنيكوف "سيحاول الإرهابيون القيام باعتداءات ضد
روسيا". لذلك، يتم إنشاء نقاط قوية جديدة للإرهاب العابر للقارات في اليمن ووسط أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وأوردت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت في وقت سابق القوات الأمريكية الخاصة، بشكل مباشر بدعم تنظيم الدولة، ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، ساهمت القوات الخاصة الأمريكية في تعزيز نفوذ الجماعات الإرهابية بطريقة أو بأخرى. فضلا عن ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن النقاط القوية للقوات الخاصة الأمريكية تقع في مجالات انتشار مسلحي تنظيم الدولة.
وبناء على هذه المعطيات، فإن القول بأن الغرب حليف لروسيا في الكفاح ضد الإرهاب الدولي هو مجرد أقوال لا تؤكدها الممارسات. وخير دليل على ذلك أن مواقع الإرهاب الرئيسية تحظى بدعم من الولايات المتحدة والدول المتعاملة معها على غرار السعودية.
وذكرت الصحيفة أنه كان لدى المخابرات المركزية الأمريكية خطة لإنشاء دولة مترامية الأطراف المتجسدة في "تنظيم الدولة"، إلا أن هذا المخطط قد تم إحباطه في سوريا من خلال العمل المشترك بين دمشق وموسكو وطهران. وفي الوقت الراهن، يرى الأمريكيون أنه لا مجال لبقاء التنظيم في المنطقة، مما يعني أنه بحاجة لتغيير الاستراتيجية.
وبينت الصحيفة، وفقا للخبير السياسي ميخائيل ألكسندروف، أنه لا يمكن أن يكون لروسيا تدخل مباشر عند انتقال تنظيم الدولة إلى مناطق أخرى، فعلى الرغم من أن روسيا تدخلت عسكريا في سوريا، وبإمكانها التدخل عسكريا في ليبيا، إلا أن ذلك غير ممكن في مناطق أخرى. فعلى سبيل المثال، لن تتدخل روسيا في أفغانستان لعدة أسباب أهمها السياسية.
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تلعب دورا فاعلا في أفغانستان، فمن المتوقع أن تنطلق عدد من الضربات الإرهابية من أفغانستان ضد إيران والصين وروسيا. علاوة على ذلك، سيستمر مسلحو التنظيم في العمل في الشرق الأوسط وفي وسط وشمال أفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن نشاط مقاتلي التنظيم يعتمد بشكل مباشر على حجم التمويل الذي يحصلون عليه من الجهات الراعية؛ أي الولايات المتحدة والسعودية. وفي حين لا يمكن لروسيا أن تؤثر على علاقة الغرب بالتنظيم، بمقدورها عدم إشراك الغرب في الحرب ضد الإرهاب، بينما يجب أن تتحالف مع الدول المهددة من قبل الإرهابيين. وبالتالي، من الضروري إنشاء منظمة دولية لمكافحة الإرهاب دون مشاركة الغرب.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه من الممكن أن تنضم الهند والصين وإندونيسيا والفلبين إلى هذا التحالف إلى جانب روسيا. ويعتبر هذا الائتلاف قادرا على احتواء التهديد الإرهابي الذي يرعاه الغرب.