كشف مصدر يمني خاص عن فشل مساع إماراتية بتشكيل وحدة أمنية موالية لها في محافظة
مأرب الغنية بالنفط، على غرار قوات ما تسمى "
الحزام الأمني" التابعة لها في محافظات جنوب
اليمن، والحال كذلك في محافظة تعز.
وقال المصدر لـ"
عربي21"، طلب عدم نشر اسمه، إن القادة
الإماراتيين المتواجدين في مدينة مأرب، حاولوا منذ وقت مبكر تشكيل وحدة أمنية وعسكرية تابعة لها فيها، عبر حملة تجنيد لعشرات من أبناء هذه المدينة النفطية، وابتعاثهم إلى القاعدة العسكرية التابعة لأبوظبي في إريتريا.
وبحسب المصدر اليمني، فإن الإماراتيين نقلوا عددا من أبناء مأرب، لتلقي دورات تدريبية عسكرية في القاعدة الإماراتية في إريتريا، ليكونوا نواة لقوة عسكرية تابعة لها في هذه المدينة الاستراتيجية شمال شرق البلاد.
وأكد المصدر أن العناصر المنتمين لمحافظة مأرب، وصلوا إلى القاعدة الإماراتية، تزامنا مع تفويج العشرات من الجنوبيين إلى هناك للتدريب، والذين تشكلوا عقب ذلك فيما يسمى "الحزام الأمني"، القوة العسكرية التي تتلقى توجيهات مباشرة من "أبوظبي" حاليا في المحافظات الجنوبية، وليس من الحكومة الشرعية.
وأوضح المصدر أن أبناء مأرب في القاعدة العسكرية الإماراتية رفضوا التوجيهات الصادرة من القادة الإماراتيين المتواجدين بالقاعدة، الأمر الذي كان صادما بالنسبة لهم، عندما اكتشفوا خطورة هذه التوجه الإماراتي. مضيفا أنه تم إعادة العناصر تلك إلى مأرب.
وأشار إلى أن هذا الموقف أفشل مساعي السلطات الإماراتية في اختراق تماسك الجبهة الداخلية للقوى السياسية والقبلية والأمنية والعسكرية في مأرب، والتفافها حول الشرعية، عبر إنشاء قوة موازية تضمن لها نفوذا مشابها للمشهد في مدن شرق وجنوب البلاد.
ولفت المصدر، نقلا عن عناصر عادوا من القاعدة التي أنشأتها الإمارات في إرتيريا، إلى أن هناك شخصيات عسكرية موالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، متواجدة فيها، وتقوم بعملية تدريب العناصر الذين يجلبهم الإماراتيون إليها.
حزام أمني بتعز
من جهته، أفصح البرلماني اليمني، شوقي القاضي، عن محاولة مماثلة قام بها أحد أعضاء التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لإنشاء "حزام أمني" تابع لها في محافظة تعز (جنوب غرب البلاد).
وقال النائب اليمني في منشور له بصفحته بموقع "فيسبوك" بعنوان "للتاريخ" الثلاثاء، : قبل أشهر تم استدعاء محافظ تعز علي المعمري، الذي أعلن استقالته اليوم، إلى مركز قيادة تابعة لأحد مكونات التحالف، وطلب منه أن يوافق ويدعم تأسيس "حزام أمني" في تعز.
وبحسب شهادة البرلماني القاضي، فإن المحافظ المعمري المستقيل رفض طلب المكون التابع للتحالف (يقصد به الإمارات)، رغم تقديم عرض بدعمه في كثير من القضايا.
وأكد القاضي أن المعمري طالب بتعزيز وجود الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية الرسمية في تعز، والجدية في رفع الحصار عنها وتحريرها.
ووفقا للمتحدث ذاته، فإن هذا الطلب هدفه تشكيل "مليشيا تكفير وسوابق مرتهنة"، وفق تعبيره.
وكان محافظ تعز، المعمري، أعلن استقالته من منصبه الثلاثاء؛ احتجاجا على عرقلة البنك المركزي في عدن، وصرف مرتبات الموظفين الحكوميين في المدينة، رغم صدور توجيهات رئاسية بذلك. وفقا البيان.
وتشير تقارير ومعلومات متداولة إلى أن ما تسمى "كتائب أبو العباس" التي يقودها القيادي السلفي "عبده فارع"، والمعروف بالاسم الذي تحمله الكتائب في تعز، هي الوحدة التي كان من المقرر أن تتولى إدارة الملف الأمني فيها، نظرا للدعم العسكري الذي تحظى بها من قبل الإمارات.