نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للصحافيين كيتي غيبونز ومارك بريج، عن تحوّل الجهاديين عن
فيسبوك نحو فضاء آخر بعد الحملة عليهم من قبل الموقع الأشهر.
ويقول التقرير إنه تم التعرف على أكثر من 50 ألف حساب لمؤيدين لتنظيم الدولة على "إنستغرام".
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن الجهاديين تحولوا لمشاركة الصور على هذه المنصة، بعد حملة ضدهم في "فيسبوك" و"يوتيوب" و"
تويتر"، مشيرا إلى أن دراسة واسعة توصلت إلى أن مؤيدي هذا التنظيم الإرهابي في أنحاء العالم يشاركون بشكل متزايد قصصا على "إنستغرام" تختفي بعد 24 ساعة لنشر الدعاية.
ويفيد الكاتبان بأن هذا الاكتشاف جاء بعد أن هددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وغيرها من الزعماء الأوروبيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة كلا من "غوغل" و"فيسبوك" وغيرهما من كبار الشركات التي تدير مواقع التواصل الاجتماعي، بفرض غرامات كبيرة عليهم إن لم يقوموا بحذف مواد التطرف خلال ساعتين.
وتذكر الصحيفة أن خبراء حذروا من أن أعضاء
تنظيم الدولة ومؤيديهم لا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة، كما كانوا سابقا، وبدلا من ذلك فإنهم انتقلوا إلى منصات عابرة، حيث تختفي المنشورات، ويستخدمون برمجيات أقل انتشارا لنشر دعايتهم.
ويلفت التقرير إلى أن مجموعة "غوست داتا"، المتخصصة في التحليل، قامت بتقييم 50 ألف حساب "إنستغرام" مرتبطة بتنظيم الدولة، ووجدت أنهم يستخدمون خاصية "story"، التي تسمح للمستخدم بتحميل فيديوهات وصور ونصوص لنشر دعاية للتنظيم، مشيرا إلى أن من ضمن المواد التي رأتها صحيفة "التايمز"، وكانت محفوظة كصور لشاشة الحاسوب، فيديوهات لأطفال يلوحون بأعلام تنظيم الدولة، وصورة ذكر مقطوع رأسه كتب عليها كلمة "كافر".
وينقل الكاتبان عن نيل دويل، الذي يكتب عن الإرهاب "الإسلامي"، قوله: "دعاية الدولة الإسلامية تتضمن دائما منشورات مؤلفة من مجموعة من الصور لتحكي قصة، و(إنستغرام) مناسب جدا لذلك، وقد تحتوي هذه الصور على مشاهد مزارع ومحاصيل يتم حصدها، أو مهندسين يصلحون شبكات كهرباء، أو ربما إصلاح شوارع.. وقد تظهر مقاتلين في معركة، أو تظهر مشاهد من إعدام في ساحة عامة، إنها مصممة لتظهر أن (الدولة الإسلامية) دولة فعالة، يمكنها الاعتناء بالشعب والدفاع عنهم، لكن هذه الصور عادة مضللة، وتصور المناطق التي يسيطر عليها التنظيم على أنها جنة على الأرض".
وأضاف دويل: "أصبح الجهاديون يستخدمون منصات أصغر لنشر رسائلهم، بعد أن تعرضوا للضغط من (تويتر) و(فيسبوك)، وتحولوا لمنصات المدونات الصغيرة، مثل (تلغرام) و(واتسآب)، لتكون بدائل، وسيستمرون في البحث عن فرصة لإيصال رسائلهم للجماهير".
وتبين الصحيفة أن الدراسة وجدت أن هناك على الأقل 10 آلاف حساب "إنستغرام" لها "روابط قوية جدا" مع المجموعة الإرهابية، لافتة إلى أن حوالي 30% مما ينشر على تلك الحسابات كان يتعلق بتنظيم الدولة.
ويذكر الكاتبان أن أحد المستخدمين المقيمين في بريطانيا نشر "قصة" تشجع المؤيدين للاجتماع في سبيكرز كورنر في حديقة هايدبارك في لندن، مشيرين إلى أن الدعاية الجهادية على الإنترنت تجذب عددا أكبر من الزيارات من بريطانيا أكثر من أي بلد أوروبي آخر، بحسب ما قاله مركز "بوليسي أكتشينج".
وتنوه الصحيفة إلى أن هناك أدلة أخرى من محللين يعملون في مكافحة الإرهاب، تشير إلى أن الجهاديين في سوريا يستخدمون برنامج "
سناب تشات"، الذي يحذف الصورة مجرد أن تتم مشاهدتها، للتجنيد في الخارج وللاتصال على الأرض، مشيرة إلى أنه بحسب معهد" ميدل إيست ريسيرتش"، فإن مقاتلا طلب من متابعيه على "فيسبوك" أن يتابعوه على "سناب تشات"؛ لأن "فيسبوك مات".
وبحسب التقرير، فإنه في الوقت الذي تستثمر فيه شركات التكنولوجيا الرئيسية الملايين في الذكاء الصناعي لمكافحة المحتوى المتطرف للمنشورات، فإنه طرح السؤال عن سبب تغيب "تلغرام"، نظام مراسلة مشفر قام بحذف تسعة آلاف قناة مرتبطة بتنظيم الدولة في شهر آب/ أغسطس فقط، عن الحوار حول الموضوع الذي تم في الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
ويورد الكاتبان نقلا عن الزميل في المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة "كنغز كوليج" تشارلي وينتر، قوله: "من الجنون أن يكون تم هذا الحوار دون أن يوضع نظام (تلغرام) في المقدمة والوسط؛ لأنه وإذا وضعنا الخطابة جانبا فإن الحقيقة هي أن مؤيدي تنظيم الدولة لا يستخدمون (تويتر) و(يوتيوب) كما كانوا سابقا، و(تلغرام) هو مركز ثقلهم الجديد".
وتشير الصحيفة إلى قول مصدر في مكتب الحكومة البريطانية، إن مؤسسي "تلغرام" نيكولاي وبافيل داروف، دعيا لإرسال ممثل عن الشركة ولكنهما رفضا، ولم تعلق الشركة، وقال تصريح لـ"إنستغرام" الذي تملكه "فيسبوك": "ليس هناك مكان للإرهابيين ولا للدعاية الارهابية ولا للثناء على الأنشطة الإرهابية على (إنستغرام)، ونعمل بحزم لإزالة اي محتوى أو حساب في أقرب فرصة نعرف فيها بذلك".
وينقل التقرير عن "سناب"، وهي الشركة التي تمتلك "سناب تشات"، قولها إن تعاليمها تمنع مباشرة أي محتوى يروج للإرهاب، وأنها ستضيف أدوات إلى تطبيقها لجعل عملية الإخبار عن محتوى غير مقبول أمرا أكثر سهولة، وتقوم بإخبار السلطات المعنية لدى علمهم بالتهديد، وأضافت أنها حذفت الحسابات التي ذكرت في هذا المقال كلها لدى علمها بها.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم الشركة: "نبغض الإرهاب، ويجب ألا يعطى صوت على (سناب تشات)، ونعمل مع الشرطة والأمن والمنظمات غير الحكومية لمحاربة الإرهاب ولحذفه من خدمتنا".