نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تفطن
وكالة تجسس أمريكية خاصة إلى إمكانية تنفيذ عدد من
الهجمات الإرهابية في إسبانيا، وهو ما دفعها إلى إطلاق إنذار دولي للتنبيه بهذا الخطر المحدق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" إن منفذ الهجوم الإرهابي الأخير في لاس رامبلاس في
برشلونة،
يونس أبو يعقوب البالغ من العمر 22 سنة، قد وقع قبل أسبوعين من العملية في فخ خلية تجسس أمريكية خاصة. فقد تحدث أحد أعوان هذه الخلية إلى المشتبه به عبر تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، بعد أن نجح في إقناعه بأنه إرهابي. وبالتالي، كشف له المشتبه به عن المخططات المستقبلية للهجمات المقرر تنفيذها في إسبانيا.
وأفادت بأن الجواسيس الأمريكيين، الذين ينتمون إلى مجموعة "إكسينتيل" التابعة لجهاز المخابرات في واشنطن، قد أجروا عملية استخبارات إلكترونية وحملة مضادة للإرهاب على الإنترنت. ومنذ يوم 31 تموز/ يوليو سنة 2017، كان هؤلاء العملاء يتبادلون المعلومات الاستخباراتية على الفور مع السلطات الأوروبية والأمريكية.
اقرأ أيضا: مؤثر.. إمام يبكي طفلا قتل بهجوم برشلونة وأبواه يواسيانه (شاهد)
وتجدر الإشارة إلى أن وكالات المخابرات الخاصة تعتبر من المؤسسات الشائعة في الولايات المتحدة، فلطالما استعانت أجهزة المخابرات الرئيسية بخدماتها. وعند الضرورة، تعتمد وكالة المخابرات الخاصة على تعاون الشركات المتخصصة في التجسس على غرار ستراتفور، وهي وكالة مخابرات تعمل على كشف كل ما لم يتم كشفه من قبل ويكيلكس.
وذكرت الصحيفة أن وكالة التجسس الأمريكية "إيكسينتل" قد كشفت عن مقاطع مصورة من المحادثة، التي أجريت مع الإرهابي عبر الرسائل الفورية، والتي تؤكد التحذير الذي أطلقته أجهزة الاستخبارات بهدف حماية الأمن وعمليات التحقيق الدولية الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، أكدت وكالة الاستخبارات الخاصة "إكسينتيل" أن علامات التطرف ودعم الشبكات الإرهابية كانت واضحة لدى المشتبه به.
ونقلت "بوبليكو" مقاطع من المحادثة التي وقعت بين المشتبه به وموظفي المخابرات. فخلال المحادثة، استخدم الإرهابي الاسم المستعار "أيوب"، وكان شعار حسابه في شكل نسر طائر ذي رأس أبيض. والغريب في الأمر أن هذا الطائر يعتبر من رموز الولايات المتحدة وهو معروف باسم النسر الأمريكي.
وبينت الصحيفة أن محادثته مع عون الاستخبارات قد انطلقت بالتحية التقليدية "السلام عليكم". ويبرز المقطع الثاني، أن جاسوس المخابرات كان يكتب باللغة العربية في حين يجيب أبو يعقوب باللغة الإنجليزية. وخلال هذا المقطع، تبادل الطرفان بعض المعلومات العامة، مثل السن ومكان الإقامة، حيث قال أبو يعقوب إن عمره يناهز 25 سنة، في حين تدل كل وثائقه أن سنّه لم يتجاوز 22 سنة.
اقرأ أيضا: ماذا اشترى منفذو هجوم برشلونة قبل عمليتهم بساعات؟ (شاهد)
وفي إطار الإجابة عن سؤال وجهه عون الاستخبارات إلى أبو يعقوب حول "الأمير"، أقر الأخير بأن "الأمير يساعد إخواننا على تحرير أرضنا". بالإضافة إلى ذلك، بين أبو يعقوب أنه يعرف كيفية سير عمل أعوان الشرط في إسبانيا، كما اعترف بالهجوم الذي كان ينوي شنّه على عدة مناطق صغيرة، قائلا إنه في حال قدوم عناصر الشرطة لترصّدهم سوف ينتقلون إلى مكان آخر لمهاجمتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف الإرهابيين يكمن في مهاجمة عدة أماكن لبث الخوف في نفوس المدنيين وجعلهم يرضخون لهم. كما كشفت المحادثة عن العلاقة التي تربط أيوب بخمسة إخوان في الولايات المتحدة. لكن، قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بإخفاء مكان وجودهم بالضبط في المحادثة.
وأضافت أن المحادثة السادسة بين الطرفين كشفت عن أن المشتبه به في أحداث لاس رامبلاس بدأ يأخذ احتياطاته شيئا فشيئا في الحديث. فقد أعرب خبراء الأمن المناهض للإرهاب عن دهشتهم، لأن الإرهابي كان في البداية متهورا جدا في حديثه وغير حذر بالنسبة لشخص يتحدث لأول مرة مع شخص غريب، حتى وإن كان يعتقد أنه من الإخوة.
وبالمقابل، رفض الإرهابي إرسال هويته لوكالة الاستخبارات بتعلل أن ذلك يستوجب ثقة متبادلة بين الطرفين، وأنه من المستحسن أن يظل متخفيا. لكن، سعت وكالة الاستخبارات جاهدة إلى إقناعه، بينما أصر يونس على استشارة الإخوة الآخرين في ذلك، لأنه لا يستطيع المخاطرة.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن وكالة الاستخبارات الخاصة "إكسينتيل" تؤكد أن الإرهابيين قد خططوا للهجوم في وقت واحد وفي مواقع مختلفة، وذلك يندرج ضمن تكتيك معتاد يهدف إلى خلق حالة من الفوضى في البلاد. إلى جانب ذلك، أكدت وكالة الاستخبارات في صفحتها أنها قد أطلقت تنبيها إلى أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية قبل 17 يوما من حدوث الكارثة.