أثارت تصريحات للمتحدث باسم القوات التابعة للحكومة الليبية المؤقتة في طبرق، العقيد أحمد المسماري، بأنه بعد استعادة السيطرة على بنغازي، سيتم استهداف البؤر والأماكن التي يشغلها تنظيم القاعدة وجماعة
الإخوان المسلمين الليبية، ردود فعل في الداخل الليبي، وسط تساؤلات عن تواجد هذه البؤر فعليا.
وقال المتحدث باسم القوات التي يقودها اللواء خليفة
حفتر؛ إنه "سيتم التوجه إلى هذه البؤر التي تهدد الشعب الليبي بالاختطاف والابتزاز"، متحدثا عن أنه تمت استعادة 90 في المئة من الأراضي الليبية، وأن لديهم "الخطة المناسبة لتحريرها والتخلص من بقايا الجماعات الإرهابية"، حسب تصريحات تلفزيونية.
وطرحت هذه التصريحات، عدة تساؤلات، من قبيل: هل ستستهدف قوات حفتر فعليا أي مقرات لجماعة الإخوان الليبية على غرار ما حدث في مصر؟ وهل للإخوان أصلا قوة في الداخل الليبي حتى يستهدفها حفتر؟ وهل للموضوع علاقة بأزمة
قطر وزيارة حفتر الأخيرة للإمارات؟
المسماري يوضح
وقال المسماري لـ"
عربي21"، إنه "تم رصد بؤر تابعة للإخوان المسلحين، وأنه سيجري التعامل معها بعلميات نوعية"، رافضا الكشف عن هذه البؤر أو الأماكن.
وفي تعليقه على أن الهدف من كلامه هو استهداف أي مقرات للإخوان أو حزبهم، قال المسماري: "المقصود من ذلك أن أي جهة مسلحة غير السلطات الرسمية المتعارف عليها (جيش وشرطة) هي هدف لنا".
تبرير لحرب الغرب
من جهته، رأى الأكاديمي المصري في جامعة صقاريا التركية، خيري عمر، أن "تصريح المسماري لم يأت بجديد، كون القضاء على الإخوان هو هدف حفتر منذ زمن، على اعتبار الإخوان أحد خصومه".
وأكد لـ"
عربي21"؛ أن "المغزى من هذا هو أن ينقل حفتر الحرب إلى الغرب الليبي، ويستخدم الأيديولوجيا لتبرير هذه الحرب، كون أغلب مقرات الإخوان ومؤيديهم متواجدة في الغرب الليبي".
واستبعد عمر، وهو خبير أيضا في الشأن الليبي، أن "يكون لأزمة قطر الحالية أو زيارة حفتر الأخيرة للإمارات أي علاقة بهذا التصعيد؛ لأن موقف حفتر من الإخوان ومن قطر نفسها مستمر منذ 2012، وهو يعتبرهم خصومه في الداخل الليبي"، وفق تقديره.
لا قوة للإخوان
وقال المحلل السياسي الليبي المقيم في قطر، أسامة كعبار، إنه "لا توجد أي كتائب عسكرية أو قوة على الأرض تتبع جماعة الإخوان في
ليبيا أو حتى تدين لها بالولاء"، مشيرا إلى أن "الإعلام يصنف كل من هو إسلامي بأنهم من الإخوان، لما يحمله هذا الاسم من إرث تاريخي مع الحكام المستبدين والصورة النمطية غير الإيجابية العالقة في ذهن عموم الشعب".
وأوضح أن "التصعيد بين حفتر والإخوان مؤخرا، له علاقة، بالطبع، بأزمة قطر، كون الدوحة متهمة بدعمها لجماعة الإخوان والتي تم تصنيفها بالإرهابية، على الأقل إعلاميا، وفي ذهن عموم بعض الناس"، كما قال لـ"
عربي21".
دور الإمارات
عضو المجلس الانتقالي السابق، أحمد الدايخ، رأى من جانبه؛ أن "المعركة الحاصلة في ليبيا، ليست بين جيش وإرهابيين، أو بين إسلاميين وعلمانيين، أو إخوان وغير إخوان.. المعركة هي بين انقلابيين ومواطنين يرفضون عسكرة الدولة"، حسب وصفه.
واعتبر أن "تواجد الإخوان في المشهد الليبي ومفاصل الدولة لا يكاد يذكر، وبالإمكان حساب ذلك بالاسم والصفة، وستخرج النتيجة عكس ما يهولها البعض"، مشيرا إلى أن "مقصد هذا التهويل إكساب المعركة نوعا من الشرعية، وهذا استغفال للناس وتضليلهم، لنيل خاضنة شعبية"، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، لفت الدايخ، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن زيارة حفتر للإمارات الأخيرة، وما يقال عن علاقتها بهذا التصعيد، "ليست ذات أهمية بقدر أهمية وثوق العلاقة بينهما، فحفتر يتلقى أوامره مباشرة من الإمارات التي تدعمه في هذا الانقلاب"، وفق قوله.