بينما جاءت المطالب بقطع أي مصادر للدعم عن
الإخوان المسلمين وحركة حماس على رأس قائمة التبريرات التي سيقت لمحاصرة
قطر، تثور شكوك حول كيفية الوصول إلى هذا الهدف، بل ما إذا كانت النتيجة ستكون كما تريدها الدول المحاصِرة.
ويرى محللون أن محاولة خنق كل الأصوات المعارضة في المنطقة قد يأتي بنتائج عكسية، لا سيما في ظل الشكوك حول ارتباط هذه الحملة بسياق إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، إلى جانب المخاوف من السعي للقضاء على بقايا "الربيع العربي".
تطبيق رؤية ترامب
وفي هذا السياق، عزا الصحفي والباحث في العلاقات الدولية والدراسات الإسرائيلية، أبو بكر خلاف، محاولة دول
الحصار (
السعودية، الإمارات، مصر، البحرين) التضييق على حركة حماس إلى "طبيعة المرحلة الجديدة لتسوية القضية الفلسطينية وفق رؤية (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، المتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتقليم أظافرها، وحصارها، وقطع كافة أشكال الدعم عنها؛ لتسهيل التفاوض مع الإسرائيليين"، وفق قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "هناك ضرورة للقضاء على الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي المعتدل، في مقابل تمكين الحكومات الملكية والتقليدية والعسكرية في المنطقة من حكمها، وتنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة تحت مزاعم القضاء على الإرهاب الإسلامي".
وتابع: "ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف لا بد من محاصرة كافة الدول والهيئات التي تدعم جهود مقاومة الاحتلال، وعلى رأسها معسكر قطر وتركيا، وبالقضاء على الإخوان يكون ضمان أمن إسرائيل، التي ترى الجماعة أنها كيان محتل غير معترف به"، بحسب تعبيره.
إزاحة حماس والإخوان
من جهته، قال هاني القاضي، رئيس المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، وعضو المجلس الثوري المصري، إن "التصالح المصري السعودي الأخير يأتي في إطار ضغط مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك للتفرغ لخطته لصياغة شرق أوسط جديد، ويتم فيها الضغط على إيران والقضاء على حماس، التي أعلن أنها جماعة إرهابية، وذلك لتمرير صفقة القرن المزمع الإعلان عنها قريبا"، على حد وصفه.
ورأى القاضي، في حديث لـ"عربي21"، أن ما حدث يتطلب "إسكات صوت قطر والجزيرة اللتين تقولان إن حماس حركة مقاومة تدافع عن أرضها، وكذلك محاولة وصم الإخوان بالإرهاب، إلا أن دول الحصار فشلت في ذلك على المستوى الدولي من أجل إبعادهم عن قضايا الوطن بأي ثمن"، وفق تقديره.
ورهن القاضي فشل مخطط دول الحصار بـ"استفاقة الشعوب العربية من غفلتها، والعودة إلى دائرة التفاعل مع متطلباتها وحقوقها، من خلال ثورة تقتلع كل رموز الفساد والخيانة من المنطقة، وتطالب بحقها في العيش بكرامة وعزة، وحفظ وصون الأرض والعرض"، كما قال.
صفقة القرن
من جهته، قال البرلماني المصري السابق، ثروت نافع، لـ"عربي21"، إن "التقارب المصري السعودي ليس جديدا منذ بداية الانقلاب". واستدرك بالقول: "ربما كان يمر ببعض التقلبات، لكن السعودية هي الداعم الأكبر للنظام الحالي".
وأكد أن ما يجري هو ضمن ما يسمى صفقة القرن "التي تتم برعاية أمريكية، وأصبحت بعض الدول العربية المؤثرة في المنطقة تعتبر إسرائيل شريكا لها في هذه الصفقة، ومن ثم فإن أي حركة مقاومة، أو حتى معارضة (بغض النظر عن أيديولوجياتها) لهذه الأنظمة ستكون بمثابة العدو لهم، وسيسعون للقضاء عليها، أو على الأقل تحجيمها"، على حد قوله.
فشل المخطط
بدوره، قال المتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، أحمد رامي الحوفي، إن "أي تقارب مع السيسي من أي نظام آخر بالتبعية يقتضي الاتفاق والتعاون معه في سياسته ضد الإخوان أو حماس؛ لأن هذا الملف هو مبرر وجود السيسي في السلطة واستمراره؛ إذ إنه يفتقد لأي مشروع سياسي وطني حقيقي"، كما قال.
وتوقع في حديثه لـ"عربي21" فشل سياسة الحصار الجديدة لمصر ودول
الخليج، قائلا: "أرى أن هذه الإرادة السياسية في حصار حماس واستئصال الإخوان ستفشل، لسبب بسيط؛ أنهما أقرب للتعبير عن آمال الجماهير وطموحاتها، وأنه رغم أي واقع صعب الآن، فإن خيارات الجماهير تنتصر في النهاية"، وفق تقديره.