رأى محلل إسرائيلي بارز، أن تقاسم القوى العظمى السيطرة في
سوريا، يساهم في استبعاد
حزب الله اللبناني، الذي بدأت قدرة تأثيره بالتقلص في مجريات الأحداث الجارية هناك.
دور ومكانة الحزب
وأوضح محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، أن صورة تقاسم السيطرة للدول الفاعلة في سوريا "آخذة في الاتضاح، حيث تقرر إنشاء أربع مناطق قليلة التصعيد في سوريا؛ كما تم مناقشة مكانة ودور حزب الله في الحرب السورية في اجتماع أستانا".
وأشار إلى أن "روسيا وتركيا ستراقبان مناطق شمال سوريا، وإيران وروسيا ستراقبان المناطق التي سيتم إنشاؤها في وسط سوريا، وروسيا وحدها ستراقب المنطقة الأمنية في الجنوب، قرب هضبة الجولان، وقرب درعا في الأردن".
وبناء على طلب تركيا تم طرد عناصر حزب الله من الحدود الشمالية وإبعادهم عن الحدود الجنوبية.
ولفت برئيل في مقال له الجمعة، إلى أن حزب الله "قام بنقل معظم قواته لمنطقة جنوب شرق سوريا، وذلك لمساعدة النظام السوري في السيطرة على مثلث تنف على حدود سوريا والأردن والعراق، الذي توجد في محيطه مواقع عسكرية أمريكية تسعى لمنع سيطرة المليشيات الشيعية العراقية"، مؤكدا أن دور حزب الله في سوريا "آخذ في التقلص، وكذلك المناطق التي يعمل فيها".
وأضاف: "انسحاب حزب الله التدريجي وإعادة انتشار قواته في منطقة الحدود السورية اللبنانية، وهي المنطقة التي قد يحظى فيها بسيطرة متفق عليها، لا يؤثر على الخطوات التي تخطط لها القوى العظمى"، موضحا أن الحزب "يحاول أن يشكل رافعة سياسية لسوريا من خلال استغلال اللاجئين السوريين في المخيمات بمنطقة
عرسال في شرق لبنان".
وعلى خلفية الصعوبات التي يواجهها بشار الأسد في تجنيد المقاتلين، "طلب الأسد من حزب الله تشجيع اللاجئين في لبنان على العودة إلى منازلهم في سوريا، مع تقديم ضمانات بعدم التعرض أو إجبارهم على القتال في صفوف قوات الأسد"، بحسب المحلل الذي ذكر أن اللاجئين السوريين في لبنان "تعلموا الدرس منذ زمن؛ لأن بعضا ممن عاد اكتشف أن أوامر التجنيد كانت في انتظاره".
النظام السوري واللاجئين
ومن أجل تشجيعهم للعودة، أفاد برئيل، أن "حزب الله قام بالتعاون مع الجيش اللبناني، باقتحام مخيمات اللاجئين قرب عرسال، بذريعة إلقاء القبض على إرهابيين دخلوا للمخيمات، وتم هدم الخيام وقتل سبعة منهم، وفي الوقت ذاته قيل إن 4 لاجئين قتلوا في أثناء التحقيق معهم في معسكرات الجيش اللبناني، بسبب أمراض مزمنة"، وفق مزاعم الجيش اللبناني.
وإضافة إلى الاعتداءات على المخيمات في عرسال، "سارع الحزب لتقديم خدماته في النقاش مع النظام السوري لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وبهذا قد يجد حلا ليس فقط لمشكلة اللاجئين الذين يعيشون ظروفا صعبة، بل منح الأسد مكانة سيد البيت والشريك في المفاوضات بين لبنان وسوريا".
وتوقع المحلل الإسرائيلي، أن يقرر الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات جديدة على لبنان، التي قد تلحق الضرر بجهات مالية وأفراد في لبنان على علاقة بحزب الله، متسائلا: "إلى أي درجة سينجح القانون الأمريكي في كبح تدفق الأموال لحزب الله؟ وهو الذي أعلن في السابق أنه ليست له حسابات بنكية في لبنان، ولا يدير أمواله في السياق اللبناني".
ورأى برئيل، أن هناك مفارقة أمريكية لبنانية؛ وهي أن الإدارة الأمريكية "تستمر في تمويل الجيش اللبناني عسكريا، في الوقت الذي يستمر فيه الجيش اللبناني في خدمة أهداف حزب الله، وعلى الأقل في حدود لبنان الشرقية، كما أنها تفرض عقوبات على لبنان في الوقت الذي تعتبر فيه مصادر الدعم والتمويل لحزب الله موجودة في دول وسط وجنوب أمريكا وغرب إفريقيا، وهي معفاة من العقوبات الأمريكية".
وأقر المحلل الإسرائيلي، أنه "من الصعب محاربة منظمة حزب الله، وهي أيضا جزء من الحكومة والبرلمان اللبناني"، لافتا إلى أن "الصراع ضد مصادر التمويل من خارج لبنان، تديره الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، وليس عن طريق الدول التي يعيش فيها مؤيدو حزب الله ويديرون شبكة تمويل المنظمة".