مجددا..
العلاقات التركية
الخليجية على المحك، مع ظهور بند إغلاق القاعدة التركية في
قطر في المطالب التي قدمتها دول الحصار.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق؛ إنه "إذا كان بين مطالب الدول المحاصرة لدولة قطر، إغلاق القاعدة العسكرية التركية في أراضي الأخيرة، فإن ذلك يمكن أن يعدّ تدخلا في العلاقات الثنائية بين أنقرة والدوحة".
وأوضح إشيق في لقاء مع قناة "إن تي في" التركية، أن القاعدة العسكرية التركية هي من أجل أمن قطر والمنطقة وتدريب الجنود القطريين، وينبغي ألا تنزعج أي دولة من هذه القاعدة، وأعرب إشيق عن تمنيه في حل هذه الأزمة الخليجية مع قطر، عبر الجلوس على طاولة واحدة، وإيجاد الحل من خلال الحوار.
وفي المقابل، شدد وزير الدفاع التركي على ضرورة عدم الإضرار بالعلاقات الثنائية بين
تركيا ودول الخليج "التي تربطنا بها علاقات صداقة".
لكن إلى أي حد يبدو هذا واقعيا، نظرا للموقف التركي المؤيد لقطر والرافض لحصارها؟
وفي هذا السياق، يرى الإعلامي والباحث التونسي إبراهيم بوعزي، أن أنقرة أكدت عدم إغلاق قاعدتها العسكرية في قطر، واعتبرت أن دعوة بعض الدول لإغلاقها تدخل في العلاقات بين تركيا وقطر؛ "لا سيما وأن هذه الاتفاقية العسكرية التركية القطرية ليست جديدة وهي أقدم من الأزمة القطرية الأخيرة".
وأضاف بوعزي لـ"
عربي21": "الشروط المطلوبة من قطر مجحفة وتنتهك سيادتها على أراضيها ومؤسساتها ومواطنيها، وهذه الشروط التعجيزية تستهدف تصعيد الأزمة"، معتبرا أن "الوساطة الكويتية قد باءت بالفشل"، خصوصا وأن وزير الخارجية القطري أعلن أن الدوحة لن تفاوض على تلك الشروط.
وأوضح أن تركيا موقفها واضح من الأزمة منذ البداية، "إذ دعمت الجهود الكويتية الرامية لحل الخلاف عن طريق الحوار، غير أن مطلب الدول الأربع بإغلاق القاعدة التركية في قطر زاد من تعقيد الأزمة"، وفق تقديره.
ولفت إلى أنه "رغم أن القاعدة التركية في قطر تضم بضعا وتسعين فردا، وهي ليست بحجم القاعدة الأمريكية، وهي قوة تدريبية وليست قتالية، إلا أن الدول الأربع مصرة على إغلاق تلك القاعدة".
ورأى بوعزي أن تركيا "لا تمثل خطرا وجوديا على منطقة الخليج، بسبب التاريخ المشترك والمذهب المشترك والمصالح المشتركة، لكن الخطر الإيراني باق في العراق ويتمدد في اليمن وسوريا وسائر دول المنطقة، وهذه الأزمة تصب في صالحها"، وفق قوله.
ويقول المحلل السياسي التركي باكير أتاجه؛ إنه من المحتمل أن تتعرض العلاقات التركية الخليجية لبعض التوتر والضعف نتيجة آثار هذه الأزمة، لكن "لا يُتوقع أن تصل لحد قطع العلاقات، حيث أن هناك تعاونا مشتركا بالمليارات بين أنقرة وهذه الدول"، وفق تقديره.
وألمح إلى أن تركيا لا تسمح بأي تدخل في العلاقات الثنائية بينها وبين قطر، معتبرا أن التواجد التركي في قطر "ضروري وهام لخدمة مصالح الشعب العربي في الخليج ولحماية الامن والاستقرار داخليا، أو ضد أي اعتداءات خارجية لاسيما من قبل إيران التي تستهدف الاستيلاء على الحرم المقدس ومنطقة الخليج عامة"، كما قال.
مخاوف من تدخل روسي بالخليج
ويرى المحلل السياسي التركي، محمد أوزترك، أن تركيا حريصة؛ على التوصل لحل لهذه الأزمة بأسرع وقت، مشيرا إلى تواصل أردوغان مع أكثر من 15 رئيس دولة "من أجل التوصل إلى حل بالحوار والتفاهم للأزمة الخليجية"، على حد قوله.
وأضاف أوزترك: "يتحدثون عن قاعدة تركية قوامها 5 آلاف جندي، ولا يتحدثون عن قواعد أمريكية ضخمة في جميع الدول الخليجية، كما تمتلك أمريكا في البحرين أكبر قاعدة عسكرية تحوي حاملات طائرات".
وأعرب عن مخاوفه من أن يؤدي ذلك إلى تدخل روسي في منطقة الخليج، "مما يعقد الوضع أكثر وأكثر، وتتحول قطر إلى جيبوتي جديدة"، كما قال.