ما إن أعلنت
تركيا عن المصادقة على الاتفاقية العسكرية مع
قطر، حتى بدأت حملة في دول خليجية تدعو لمقاطعة تركيا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي صادق على الاتفاقية الجمعة، بعد إقرارها في البرلمان، إن "البعض منزعج من وقوفنا إلى جانب إخوتنا في قطر، إلا أننا مستمرون في تقديم جميع أنواع الدعم إليها". وأضاف: "أقول إنه يجب رفع الحصار تماما، لا بد ألا يحدث هذا بين الأشقاء"، موجها حديثه بشكل خاص السعودية التي وصفها بأنها "الشقيقة الأكبر" في
الخليج.
ومن جهته، أكد عصام عبد الشافي، مدير المعهد المصري للدراسات وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة سقاريا التركية، إن إرسال تركيا لقواتها إلى قطر يأتي في إطار اتقاقية معلنة تم التوقيع عليها قبل ثلاث سنوات.
وأشار إلى أن "قطر ليست بدعا في هذا الاتجاه، فهناك عدد من القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية والفرنسية في دول الخليج في إطار حق وسيادة كل دولة على أراضيها"، لافتا إلى أن التوصل للاتفاقية سابقا "جاء ليؤكد المخاوف القطرية من
أزمات مستقبلية يمكن أن تتعرض لها كما حدث اليوم"، كما قال.
ورأى عبد الشافي، في حديث لـ"عربي21"، أن إرسال تركيا قوات إلى قطر "أمر طبيعي. ومن المؤكد أن تركيا هي محل للاستهداف سواء أرسلت قواتها أو لم ترسل، وسواء كانت هناك اتفاقية أو لم توجد"، مضيفا: "الإشكالية أن تركيا وقطر هما الدولتان الرئيسيتان الواضحتان في إعلان دعمهما للثورات الشعبية وإرادة الشعوب، وما تعرضت له تركيا من محاولة انقلابية فاشلة في حزيران/ يونيو 2016 ما هو إلا دليل مؤكد على هذا الاستهداف"، وفق تقديره.
وأوضح استاذ العلوم السياسية أنه "يجب التعامل مع هذا الأمر استناداً لعدة اعتبارات أساسية، وهي تاكيد تركيا على مصداقيتها واحترامها لاتفاقياتها وعهودها، والرد بالمثل على ما قامت به قطر في موقفها من انقلاب 2016، وتقديمها كل صور الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي للدولة التركية".
ووصف إرسال قوات قوات تركية إلى قطر بأنها "خطوة استباقية من جانب الدولة التركية، في إطار مواجهة الحملات المتوقعة لاستهدافها، وسعيا نحو أن يكون لها دور فاعل في خريطة التفاعلات الإقليمية والدولية، بحيث لا تكون على حساب مصالحها ومبادئها ومشروعها"، على حد قوله.
قواعد القانون الدولي
من جانبه، أكد مصطفى أوزجان، الكاتب الصحفي التركي المتخصص في شئون الشرق الأوسط، أن الدول التي تستهدف قطر "بلا شك لا ترضى عن إرسال هذه القوات التركية ويرونه انحيازا، وربما يعرض تركيا لاستهداف مستقبلا من قبل هؤلاء، كما أن زيارة وزير خارجية البحرين لتركيا جاءت في هذا الإطار"، وفق قوله.
وأوضح أوزجان أن تركيا تُفعّل علاقتها مع قطر، مشيرا إلى أن إرسال قوات إضافية إلى قطر بشكل طبيعي وبناء على اتفاقيات سابقة "يثير حفيظة الامارات والسعودية، وربما يؤدي إلى توتر العلاقات مع تركيا التي تحرص على حل هذه الأزمة في أقصر وقت ممكن، ولذلك تفضل تركيا أن تزول هذه المشاكل من أجل استمرار علاقة جيدة مع السعودية".
وقال لـ"عربي21"؛ أنه "من الممكن ان يضع ذلك تركيا في دائرة الاستهداف، رغم انها أرسلت قوات دفاعية بحتة وليست هجومية، وتركيا تفعّل اتفاقية قديمة وليست وليدة اللحظة، واستنادا إلى الموافقة الدولية والقانون الدولي الذي يعطي قطر الحق في الاستعانة بقوات حليفة من أجل الدفاع عن نفسها"، كما قال.
الأزمة لن تطول
وفي المقابل، ذهب الكاتب والمحلل السياسي السوري، صالح فاضل، إلى القول بأن الأزمة الخليجية لن تستمر طويلا وستنتهي قريبا وفق تفاهمات، "وخاصة نحن على أبواب استحقاقات كسقوط النظام السوري عبر عمل عسكري دولي بترتيبات مع فصائل بالجيش الحر، خلال الأربعين يوم القادمة"، وفق قوله لـ"عربي21".