أكدت صحيفة إسرائيلية، أن أزمات قطاع
غزة الإنسانية، المحاصر من قبل
الاحتلال الإسرائيلي، ستتفاقم مع استمرار الضغط الذي تمارسه السلطة الفلسطينية والمقاطعة العربية لقطر.
أجواء الحرب
وأعلنت أمس السعودية والإمارات والبحرين ومصر وجزر المالديف قطع علاقاتها مع
قطر وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة منها وإليها، ومنع دخول أو عبور القطريين إلى تلك الدول وطرد رعايا قطر من أراضيها.
ومع مرور الذكرى الـ50 لحرب الأيام الستة التي غيرت الواقع في قطاع غزة دون اهتمام سكانه بها، وانشغالهم بالأزمات الإنسانية المتفاقمة التي تهدد برفع حالة القطاع إلى مستوى الانفجار، تسود أجواء تشبه تلك التي سبقت الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014، بحسب صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم أعده الصحفي جاكي خوري، أنه مع استمرار الضغوط التي يمارسها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على القطاع المحاصر الذي تديره حركة حماس؛ والتي كان آخرها قطع رواتب مئات الأسرى المحررين المتواجدين في القطاع، "تنضم الآن المقاطعة العربية لقطر التي اضطر بعض مسؤولي حركة حماس لمغادرتها؛ رغم نفي الحركة لذلك".
أزمات غزة
ومع تقليص السلطة دفع ثمن كهرباء غزة للجانب الإسرائيلي، وإذا ما استجابت "إسرائيل" وقلصت كمية الكهرباء الواصلة للقطاع، فمن المتوقع أن تصل ساعات وصل الكهرباء إلى مختلف مناطق غزة إلى ثلاث ساعات في اليوم فقط بدلا من 4- 6 ساعات حاليا، وهو ما يفاقم مشاكل القطاع.
وأكدت الصحيفة، أن "تقليص توريد الكهرباء لغزة من شأنه أن يمس بإسرائيل أيضا، لأن النقص سيمنع معالجة مياه المجاري في القطاع، التي تتدفق للبحر المتوسط أو التي تتسلل للمياه الجوفية، كما أن أزمة الكهرباء تمس بشدة أداء الجهاز الصحي للقطاع، الذي يعاني من مشكلة الميزانيات المتناقصة، ونقص الدواء".
ومع تفاقم الأزمة في قطاع غزة الذي تحاصره "إسرائيل" للعام الحادي عشر على التوالي، "يغيب موقف الحكومة الإسرائيلية، التي امتنعت حتى الآن عن التطرق لأزمة غزة، والخطوات التي تعتزم اتخاذها في أعقابها".
وعلى جانب آخر، أوضحت الصحيفة أن "حماس لا تزال تسعى لتنفيذ عملية ضد إسرائيل انتقاما للاغتيال الذي نسب لها ضد المسؤول الكبير فيها، مازن فقها"، مرجحة أن "حماس تسعى لتنفيذ عملية في الضفة الغربية كي لا تجتذب النار إلى القطاع".
مكانة عباس
وفي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، يؤكد أن "نشاطهم وتمسكهم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل هو الذي منع عملية كهذه، حتى إن السلطة سعت لمنع اشتعال المنطقة خلال إضراب الأسرى"، بحسب "هآرتس" التي أشارت إلى أن "هدف السلطة الفلسطينية مع انعدام الأمل لدى جيل ما بعد أوسلو، هو ضمان رزق أكبر عدد ممكن من الشباب في الضفة".
وأشارت الصحيفة إلى أن القائمين على السلطة "يؤمنون بأن مكانة عباس تعززت مؤخرا، ضمن أمور أخرى بسبب اللقاءات التي عقدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن وفي بيت لحم، والتي نقلت إلى إسرائيل والدول العربية الرسالة التي تقول؛ إنه يحظى باعتراف دولي بصفته الزعيم الفلسطيني".
وجدير بالذكر، أن دولة قطر قدمت العديد من المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة؛ حيث قامت بقيادة عملية الإعمار في القطاع، والمساعدة أحيانا في دفع رواتب موظفي غزة البالغ عددهم نحو 40 ألف موظف، كما أنها عملت على دفع ثمن وقود محطة التوليد الوحيدة في القطاع لعدة أشهر، والتي توقفت بسبب عدم قدرة غزة على شراء الوقود وامتناع السلطة عن توريده للمحطة.