أكدت صحيفة إسرائيلية، أن الاعتراف من الدولة التي لا تعتبر الأقرب لـ"إسرائيل"، بالقدس عاصمة لها، هو "إنجاز كبير"، لم تحسن وزارة الخارجية الروسية استغلاله بالشكل الأمثل لدفع المزيد من الدول للحذو حذو الدب الروسي.
خطوة الاعتراف
وفي 6 نيسان/ أبريل الماضي، أطلقت وزارة الخارجية في موسكو تصريحا، "كان يفترض أن يجر فعلا سياسيا إسرائيليا حثيثا في كل العالم"، بحسب مقال كتبه المحلل العسكري والأمني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رونين بيرغمان.
وأوضح أن
روسيا "هي الدولة الأولى في العالم التي قامت بإعلان رسمي موقع من الرئيس فلاديمير بوتين، اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل"، منوها إلى أن الاعتراف الروسي هو "بالشطر الغربي من المدينة، إلى جانب الحديث عن أن الشطر الشرقي، سيكون عاصمة الدولة
الفلسطينية، حين تقوم".
وأشار بيرغمان، إلى أن "المفاجأة كانت في هوية المعلن، وإتاحة فرصة سياسية نادرة لإسرائيل لنيل اعتراف مشابه من دول كثيرة أخرى"، معتبرا وزارة الخارجية في أي "دولة عادية كانت ستجعل من هذا الاعتراف حملة إعلامية هائلة".
وحول كيفية ولادة هذا الاعتراف، بين المحلل، أنه "في وسط القصة تقف الشخصية المشوقة ليعقوب كدمي (ياشا كزكوف)؛ وهو من أوائل النشطاء في الهجرة، لم تكن له عائلة في إسرائيل وتلقى إذنا بالهجرة بعد كفاح عنيد، وخدم في الجيش، وانضم لمكتب العلاقات السرية "نتيف" (ذراع الاستخبارات الذي عمل من أجل يهود الكتلة السوفييتية) إلى أن أصبح رئيسه".
اعتراف مشوه
واتهم كدمي لاحقا من الاستخبارات الروسية، بـ"أنه جند عملاء في موسكو، وتم حظر دخوله حتى كانون الأول/ ديسمبر 2015، حين اتصل به السفير الروسي لدى إسرائيل وأبلغه بإلغاء الحظر"، بحسب بيرغمان الذي أكد أنه منذ تلك اللحظة أصبح كدمي "ضيفا مرغوبا فيه في موسكو، ويعمل اليوم محللا دائما في التلفزيون الروسي وذو خطوات في أروقة الحكم، واستغل علاقاته مع وزارة الخارجية الروسية ليحقق خطوة الاعتراف الروسي بالقدس".
اقرأ أيضا: روسيا تعترف بـ"القدس الغربية" عاصمة لإسرائيل.. ماذا بعد؟
وزعم المحلل الإسرائيلي، أن "وضع الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة إسرائيل مشوه جدا، رغم أن العديد من الدول اعترفت بإسرائيل نفسها"، مضيفا أنه "صحيح أن هناك قانونا أمريكيا أقر في الكونغرس عام 1995، يقضى بوجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل ونقل السفارة إليها، إلا أن الأمر لم ينفذ".
وأضاف: "كل الرؤساء الأمريكيون، عملوا على تمديد القانون بمرسوم؛ مرة تلو الأخرى كل ستة أشهر، وهكذا سيفعل ترامب أيضا في نهاية هذا الشهر"، كاشفا أن العديد من دول آسيا وأفريقيا بعد حرب الأيام الستة، بسبب تزويدهم بالسلاح والتدريب العسكري من إسرائيل، قامت بنقل سفارتهم إلى
القدس، ولكنها عادت لتل أبيب بعد بضع سنوات".
"إنجاز كبير"
ولفت بيرغمان إلى أن الناشط كدمي، قام "بدحرجة سؤال لقادة وزارة الخارجية في موسكو؛ إذا كانت روسيا تصر على أن عاصمة فلسطين ستكون في شرق القدس، فأي مشكلة يمكن أن تكون للاعتراف بغربها كعاصمة لإسرائيل؟"، مبينا أن "الحجة البسيطة تركت مساعدي وزير الخارجية لافروف متفاجئين ومع الكثير من الادعاءات بأن هذا معقد جدا".
ولكن كدمي أصر، و"رفع الأمر إلى لافروف نفسه الذي حملها إلى بوتين، ووقع هو بدوره على الاعتراف"، بحسب المحلل الذي اعتبر أنه من "السابق لأوانه، الحديث عن نقل السفارة الروسية إلى القدس، ولا سيما في ضوء عدم قيام سفارة مماثلة في عاصمة فلسطين، لأن الدولة غير موجودة، حاليا".
ومن جهة أخرى، قال بيرغمان: "إذا كانت روسيا، الدولة التي ليست الأقرب لإسرائيل، اعترفت بالقدس كعاصمتها، فلماذا لا تفعل هذا دول أخرى؟"، مؤكدا أن "مجرد الاعتراف، وبدون نقل للعقار الدبلوماسي، هو إنجاز كبير لإسرائيل".
ونبه المحلل الإسرائيلي، إلى أن الاعتراف الروسي، كان من المفترض أن يشعل الحماسة في الخارجية الإسرائيلية التي أصيبت بالشلل حيال هذا الأمر، مرجعا ذلك إلى كون الانشغال بالقدس أمرا حساسا جدا، وينطوي على تخوف لمجرد التفكير بقيام دولة فلسطينية، ما يشل كل موظف في الحكومة الإسرائيلية".