قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها إن
السعودية تحركت لترويض جارتها الصاعدة
قطر، ولهذا نصحت أطراف النزاع كلها بتخفيف حدة التصعيد.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21": "غضبت السعودية لأن البلد الصغير القريب منها يرفض أداء دور ثانوي، وطور سياسة خارجية مختلفة مستقلة، ولهذا فلا يوجد ما هو جديد في النزاع الذي تراكم بين الرياض وقطر، الذي وصل ذروته يوم الاثنين، عندما تحركت السعودية ودول خليجية وعربية أخرى وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها، وقد حدث الأمر ذاته في عام 2014".
وتستدرك الصحيفة بأن "الجديد هو الإجراءات التي رافقت قرار الدول الخليجية والعربية، التي تضم السعودية والإمارات والبحرين، ومصر التي تبعتها، من خلال إغلاق المجال الجوي والبحري والبري، وهذا قرار مثير للدهشة، ويعكس نوعا من الإحباط، الذي له تداعياته الكبيرة المحتملة على الولايات المتحدة، التي تحاول توحيد هذه الدول خلف جهودها ضد إيران وتنظيم الدولة، وتحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
اقرأ أيضا: "القطرية" تستخدم المجال الجوي الصومالي لمواصلة رحلاتها
وتشير الافتتاحية إلى أن "قطر تعتمد في حدودها على السعودية من ناحية البضائع غير النفطية، وبنسبة 40%، وسيكون الحصار عقابيا لدولة تعد من أعلى الدول دخلا بالنسبة للفرد، وهذا بسبب الغاز الطبيعي، ويبدو أنه محاولة لإجبار الدولة على الإذعان".
وتفيد الصحيفة بأن "هناك عدة عوامل تقف وراء التوتر، وهي: دعم الحركات الإسلامية، المتطرفة منها والمعتدلة في المنطقة، وكانت آخر مرة لم تسر فيها الدولة وراء الدول الخليجية عندما قررت الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في
مصر، وكانت قناة (الجزيرة) ومقرها الدوحة مثارا للحنق للمستبدين في المنطقة، من خلال منح وقت لمعارضيهم على الهواء، أما الأمر الثالث فهو رفض قطر أن تسير مع الخط الذي رسمته السعودية، بزيادة الضغوط على إيران، أما العامل الرابع فهو اصطفاف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع موقف السعودية والدول الأخرى في الشرق الأوسط".
اقرأ أيضا: حظر السعودية مجالها الجوي بوجه قطر يرفع مدخولات إيران
وتجد الافتتاحية أنه "لم تكن مصادفة أن تنفجر الأزمة بعد زيارة ترامب، التي قصد منها إنعاش العلاقات مع الرياض، ولم يلتفت لمظاهر القلق حول سجل حقوق الإنسان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويعيد التحالف مع الأقلية السنية في
البحرين، وعلى ما يبدو فإن الدول الثلاث شعرت بالجرأة بعد زيارته".
وتلفت الصحيفة إلى أن "قطر، التي تعد الحليف المهم للولايات المتحدة، ليست بريئة بالكامل، فهي على ما يبدو تقوم بالتعامل مع العالم بصفته طاولة روليت، حيث إن طموحها كبير، وأدت دورا في محاولة حل الكثير من النزاعات، التي تتراوح من أفغانستان إلى السودان، ودخلت في الكثير من التحالفات المثيرة للريبة، خاصة في سوريا".
اقرأ أيضا: مع بدء وساطة كويتية.. إعلام الرياض يواصل هجومه على قطر
وترى الافتتاحية أن "رفض قطر شيطنة إيران وعزلها، وتجنبها التخلي عن الإسلاميين المعتدلين، يظهران استقلالية في التفكير، وعلاوة على هذا، فإن الدعوة الوهابية، والقمع الذي تمارسه مصر ضد الإخوان المسلمين، سيؤديان مع مرور الوقت إلى عدم الاستقرار والتطرف".
وتدعو الصحيفة واشنطن للتحرك بحذر، مشيرة إلى أنه "عادة ما يتم تبادل الاتهامات بين شيوخ الدول في منطقة تعاني من تنافسات، لكن البحث عن طرق لمعاقبة قطر بطريقة غير متناسبة يأتي في مرحلة حرجة، عندما يجب أن يتفوق التهديد الأكبر لدول الخليج على الاهتمامات الأخرى".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إنه "ينبغي على الأطراف كلها أن تخفف من حدة التصعيد، وتبحث عن تسويات بينها".
اقرأ أيضا: هل ستتأثر قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر بخلافات الخليج؟