أكد وزير إسرائيلي سابق، أهمية لقاء الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لأنه رغم إشكاليته فهو محاولة لمنع حرب لا داعي لها، ولا خيار أمام ترامب سوى أخذ حبة دواء ضد المغص وإجراء هذا اللقاء.
مواقف متناقضة لترامب
وقال يوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق: "قبل أيام غضب العالم من ترامب عقب تحذيره رئيس كوريا الشمالية، من استغلال مناسبة عيد ميلاد جده الـ 105 للقيام بإجراء تجربة نووية، واستعد ترامب لأن يرد بشكل غير متوقع، وهو الأمر الذي كان سيتسبب بحرب نووية".
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، الخميس، أضاف بيلين: "الجد الذي أقام السلالة الدموية، اكتفى بإطلاق فاشل لعدد من الصواريخ، والتجربة النووية لم تحدث"، موضحا أن "العجلة انقلبت الآن، والعالم غضب من ترامب بسبب استعداده للالتقاء مع كيم".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى المواقف المتناقضة لترامب قبل وبعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، فخلال حملته الانتخابية، "استعد بوضوح للالتقاء مع كيم، أما الآن، يعتبر كوريا الشمالية مشكلة لها أولوية عليا في برنامجه السياسي، ثم عاد وكرر أقواله التي قالها في الحملة الانتخابية، وأوضح أنه في الظروف المناسبة سيكون مسرورا بلقاء كيم، وسيكون هذا أمرا محترما.
وكان الرد الفوري والعنيف في أمريكا والعالم؛ فأي احترام هذا الذي يتحدث عنه ترامب في لقاء ديكتاتور لم يسمع بعد بمصطلح حقوق الإنسان، وعائلته تقوم بإدارة الدولة مثل المشروع العائلي منذ ثلاثة أجيال، ويعتبر أن قتل أعداء النظام شيء طبيعي للحفاظ على الاستقرار؟ في حين لم يلتق أي رئيس أمريكي مع أي من رؤساء كوريا الشمالية، وليس هناك أي سبب للالتقاء مع من يعتبر استخدام السلاح النووي وسيلة مشروعة في الصراع ضد كل العالم.
قواعد اللعبة تغيرت
ولفت بيلين إلى أن "ترامب لم يتراجع رغم الرد الشديد"، وأوضح المتحدث بلسانه أن "كيم يتمتع بقدرة قيادية تسمح له بالسيطرة على بلاده وضمان استقرارها، ومن الصعب معرفة إذا كان هذا اللقاء سيتم، لكن من الآن فصاعدا أصبح هذا الأمر ممكنا من الناحية العملية، فقواعد اللعبة تغيرت".
ورجح الوزير أن مساءلة لقاء ترامب وكيم، قد تم طرحها خلال اللقاء الأخير بين ترامب ورئيس الصين؛ الذي تحدث عن إمكانية خفض التوتر مع كوريا الشمالية من خلال لقاء تاريخي بين ترامب وكيم.
كما أنه بعد المشاورات التي جرت مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع؛ فقد "تقرر أن لقاء كهذا من شأنه أن يحدث التغيير، مع نقل الرئيس الصيني هذه الرسالة إلى كيم"، بحسب بيلين الذي نوه إلى أن كيم "طلب وجود إجراءات دبلوماسية علنية قبل اللقاء، يقول فيها ترامب شيئا في صالح كيم كي يثق بنيته الحسنة".
ونوه إلى أن ترامب خطط مسبقا لاستغلال المقابلة التلفزيونية بمناسبة مرور مائة يوم على وجوده في البيت الأبيض من أجل أن يقول ذلك، كما أن هناك دعوة ستأتي من الصين للقاء ثلاثي، وهذا هو سبب عدم توقف ترامب عن مدح الرئيس الصيني على جهوده في تهدئة كيم، بحسب الوزير الإسرائيلي.
ورأى بيلين أن "اللقاء الإشكالي مع كيم، هو محاولة صحيحة لمنع
الحرب التي لا داعي لها، هذا هو ترامب، الذي لا يوجد له أحيانا أي خيار سوى أخذ حبة دواء ضد المغص وإجراء لقاء كهذا".