نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا مشتركا لمدير التحقيقات في الصحيفة أليكسي موستوروس، ومحررة شؤون الأمن والجريمة فيونا هاميلتون، حول الطريقة التي استغل فيها
تنظيم الدولة هجوم لندن، الذي وقع يوم الأربعاء الماضي.
ويقول الكاتبان إن التنظيم يقوم باستغلال الهجوم الذي نفذه خالد مسعود، وقتل فيه أربعة أشخاص، وأدى إلى جرح 50 شخصا، وسيلة للتجنيد على "
يوتيوب".
وتشير الصحيفة، التي تهتم بالدعاية الموجودة على الإنترنت، خاصة "
غوغل" و"يوتيوب"، إلى أن مئات أفلام الفيديو لا تزال موجودة، ومنها أفلام تشير إلى هجوم ويستمنستر، لافتة إلى أن التنظيم غمر "يوتيوب" بمئات الأشرطة التي تحتوي على لقطات عنف تهدف للتجنيد، التي ظهر عدد كبير منها لأول مرة منذ هجوم لندن.
ويتهم التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، شركة "غوغل"، التي تملك "يوتيوب"، بأنها فشلت في منع هذه الأفلام رغم وجود العشرات التي تم وضعها تحت أسماء واضحة مثل "الخلافة الإسلامية"، أو "عميل تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن العديد من الأفلام منتجة من مؤسسات التنظيم الإعلامية، وذات جودة عالية، وتحتوي على صور عنف، منها عمليات ذبح يقوم بها في بعض الأحيان أطفال.
ويلفت الكاتبان إلى أن عددا من الأشرطة يشير بشكل واضح إلى هجوم يوم الأربعاء، الذي استهدف البرلمان، وطعن فيه مسعود رجل شرطة قبل أن يقوم بدهس عدد من المارة على جسر ويستمنستر.
وتورد الصحيفة أنه جاء في شريط فيديو على "يوتيوب" أن "خمسة كفار ماتوا في لندن، آلاف المؤمنين ماتوا بسبب الغارات الأمريكية"، حيث وضعت على الشريط عناوين مثل "من هو الإرهابي الحقيقي؟".
ويفيد التقرير بأن وكالة إعلامية اسمها الأنبار أعدت شريط فيديو تحت عنوان "هجوم ويستمنستر، وثائقي يستحق المشاهدة"، لافتا إلى أنه في اليوم التالي لهجوم مسعود، وضع ملصق على "يوتيوب"، احتوى على بيان تنظيم الدولة الذي أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم، ووصف فيه مسعود بأنه "جندي" من جنود "الخلافة"، وعلق أحد الذين قرأوا الملصق، الذي يلقب نفسه بـ"نصير للخلافة"، قائلا: "الله أكبر، الحمد لله".
ويبين الكاتبان أن من الأشرطة التي لا تزال على "يوتيوب"، واحد يظهر إطلاق النار على سجين لكن بطريقة بطيئة، بالإضافة إلى وجود أشرطة أخرى تحتوي على أناشيد مثل "سنقطع رأس الكفار وسنشرب دمهم الأسود"، مشيرين إلى أن وجود مواد كهذه سيزيد من الضغط على شركة "غوغل" لتوضيح سبب وجود مواد جهادية على "يوتيوب".
وتذكر الصحيفة أن وزير الخارجية بوريس جونسون شجب وجود مواد عنف على "يوتيوب"، واصفا إياها بـ"المقرفة"، ودعت وزيرة الداخلية أمبر رود شركات التواصل الاجتماعي لتحمل مسؤوليتها بصفتها مؤسسات ناشرة.
وبحسب التقرير، فإنه كشف يوم أمس عن أن مسعود كان تحت رقابة الأمن قبل 6 سنوات عندما كان يعيش في لوتون، منوها إلى أن وكالات مكافحة الإرهاب ترى أنه قام بالعمل بشكل فردي، لكنه عاش قريبا من المتطرفين في عام 2010، وعندما كان مسعود موجودا في لوتون فإنه أظهر اهتماما بخطب وتعاليم المتطرف أنجوم تشاودري، حيث أن هناك مئات الأشرطة التي وضعها أنصار تشاودري على "يوتيوب"، ولا تزال متوفرة حتى الآن.
وينوه الكاتبان إلى أن الخبراء يرون أن التنظيم قد يستغل العملية التي نفذها مسعود في لندن للتجنيد، حيث خسر التنظيم مناطق واسعة له في العراق وسوريا، ولهذا لم تعد له منابر متوفرة سوى الإنترنت، لافتين إلى أن الكثير من الأفلام المتوفرة على "يوتيوب" تحتوي على روابط لمواقع جهادية، بالإضافة إلى أفلام متوفرة على موقع "غوغل" ذاته.
وتنقل الصحيفة عن رفائيلو بانتوشي من معهد الدراسات المتحدة، قوله: "لم يتم التوصل إلى وجود علاقة بين مسعود وتنظيم الدولة، لكن الجماعة تحاول وضع بصمتها على الهجوم، وقفزت منتهزة الفرصة"، واعترف بالتحديات التي تواجه عملية حذف المواد عن "يوتيوب"، وتساءل قائلا: "إذا كان الموقع قادرا على محو المواد المتعلقة بالمتحرشين بالأطفال (بيدوفايل)، فلماذا لا يستطيع حذف المواد المتطرفة؟".
ويكشف التقرير عن أن "غوغل" خسر مليارات الدولارات بعدما قررت شركات كبيرة وقف الإعلانات، عندما كشف تحقيق لصحيفة "التايمز" عن استفادة مواقع جهادية من الإعلانات، واعتذرت الشركة لاحقا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول شركة "غوغل" إن لديها سياسة واضحة ضد المحرضين على العنف والكراهية، لافتة إلى أنها تقوم بحذف أي مادة عندما تكتشفها، حيث حذفت عام 2015 أكثر من 92 مليون فيديو.