بدأت قوات النظام السوري والمليشيات الشيعية الموالية له، بإعادة تطبيق سيناريو أحياء
حلب الشرقية في حي
الوعر، آخر معقل للثوار في
حمص المدينة، حيث يقوم النظام بتدمير المنشآت الحيوية والبنى التحتية، طمعا بجني الثمار ذاتها التي حصدها في شرقي حلب.
وفي حملة قصف يوم الاثنين، لم يُستهدف المدنيون الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، فحسب، بل كانت الهجمات موسعة لتستهدف المنشآت الخدمية والمدارس التعليمية، التي كانت في مرمى القذائف.
وقال الناشط الميداني في الوعر، محمد الحميد، لـ"
عربي21"، إن "الهجوم المنفذ من مسافات ليست ببعيدة عن حي الوعر، قامت به ميليشيا الرضا الشيعية التي تحاصر الحي، والمتمركزة في منطقة الجزيرة التاسعة الواقعة غربي الحي، حيث كانت الأهداف مركز الدفاع المدني، وتم تدميره وإخراجه عن العمل بشكل كلي".
أما الهدف الثاني، بحسب الحميد، فكان مركزا تعليميا للطلاب، وتم تدميره هو الآخر بـ"الأسطوانات المتفجرة" التي تطلق من المدفعية، وتم إخراج المركز عن العمل أيضا، نتيجة حجم الأضرار المادية الكبيرة التي لحقت به.
وأكد الناشط الميداني وقوع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين جراء الهجوم، وكان للأطفال النصيب الأكبر من الشظايا، فيم تم تدمير سيارة لمركز الدفاع المدني، وتضرر بقية السيارات بشكل كبير بحيث "لا يمكن إصلاحها".
تهديد بالتدمير الشامل
كما أشار الناشط الميداني إلى أن الهجوم الأخير جاء عقب أيام من الهدوء النسبي من الناحية العسكرية، ولكن تزامن مع تهديدات مباشرة من قوات النظام والمليشيات؛ للمدنيين بالحي بـ"الإبادة الكاملة والتدمير الشامل"، إذا لم يقبلوا بتسليم الحي، وإخراج الثوّار منه دون أي قيد أو شرط.
وأضاف المصدر أن قوات النظام ومن يساندها من مليشيات استهدفت الحي خلال الأسابيع الأخيرة بقرابة مئة أسطوانة متفجرة، ومئات القذائف المدفعية، بهدف الضغط على الأهالي للتنازل عن مطالبهم بالمعتقلين لدى قوات النظام، وكذلك تفريغ الحي من سكانه الأصليين.
سيناريو حلب في الوعر
بدوره، قال مدير المركز الإعلامي في حمص، أسامة أبو زيد: "ينتهج النظام السوري والمليشيات الموالية له في حي الوعر بحمص؛ سياسة مماثلة لتلك التي اتبعها في أحياء حلب الشرقية، والتي انتهت فيها معاناة الأهالي بترحيلهم عن منازلهم".
وبيّن أبو زيد، في حديث مع "
عربي21"، أنه في حي الوعر بات النظام وحلفاؤه يستهدفون أي مراكز أو نقاط تعمل على تخفيف وطأة
الحصار على الحي، فالمستودعات المخصصة للمواد الإغاثية المرسلة من قبل الأمم المتحدة تم استهدافها، كذلك المركز الطبي الوحيد في الحي، بالإضافة إلى الاستهداف المتكرر لفريق الدفاع المدني الذي يعتني بالمصابين ويخرجهم من تحت الأنقاض، حيث أخرج القصف مركز الدفاع المدني عن العمل.
وأردف أن أهالي الحي يمضون يومهم في البحث عن رغيف خبزهم أو دواء لأطفالهم، مشيرا إلى أن الدواء بات مفقودا نهائيا، وأصبح داخل الحي من المواد المحرمة. أما عن التعليم فقد تم الاثنين استهداف المجمع العلمي داخل الحي، وتدميره بشكل كامل، إضافة لتدمير كامل لجمعية إغاثية ترعى أطفالا أيتاما، وفق أبو زيد.
وكانت قوات النظام السوري قد استهدفت سابقا عدة مدارس ومبان تعليمية، كمدرسة قرطبة ومدرسة حمص الأولى والمدرسة الخيرية النموذجية.
وختم أبو زيد حديثه بالقول: "اليوم النظام لم يعد يريد القتل فقط في حي الوعر، بل يريد تدمير الأمل في الصمود وتدمير الروح النفسية لأهالي الحي، فنحن ننزل إلى الملاجئ، ولا نرى سوى الخوف في عيون الأطفال، في حين أنهم من المفترض أن يكونوا في مدارسهم التي دُمرت، أو منازلهم التي أحرقت"، على حد وصفه.