نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا؛ حول الأوضاع في شرق
حلب، كما يراها
الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم، في ظل تواصل العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن الصحفي الأمريكي المحاصر في الجزء الشرقي من حلب بعث "برسالة أخيرة" يوم الاثنين، بعدما وقعت غالبية المناطق في هذا الجزء بيد النظام السوري.
وذكر الموقع أن بلال عبد الكريم يعمل صحفيا خاصا بموقع "أون ذي غراوند نيوز".
وقال معلقا على الوضع هناك: "قوات النظام تقترب أكثر، والمطر أصبح يتسرب من سقوف الأقبية"، في إشارة إلى المدفعية الثقيلة التي يمكن أن تخترق الملاجئ الأرضية.
وتحدث عبد الكريم عما اعتبرها رسالته الأخيرة، بينما كانت أصوات إطلاق النار والتفجيرات تتردد في الخلفية.
وقال: "قد لا نكون قادرين على بعث رسائل أخرى بما أن قوات النظام تقترب أكثر فأكثر، والغارات الجوية أصبحت أكثر كثافة، لذلك فإن هذه الكلمات قد تكون أقرب للرسالة الأخيرة".
وجاءت هذه الرسالة بعدما تداولت بعض المصادر أخبارا حول إعدام قوات النظام 79 شخصا على الأقل، إثر السيطرة على ثلاثة أحياء كانت تخضع للمعارضة السورية في الجزء الشرقي من حلب. كما ذكرت بعض المصادر لقناة "الجزيرة" أن عمليات الإعدام تركزت في حيي الفردوس والصالحين، اللذين سيطرت عليهما قوات النظام قبل أيام.
وأكد عبد الكريم لموقع "ميدل إيست آي" أن "الاتصالات يمكن أن تنقطع في أية لحظة". وأضاف أن "النظام يتقدم إلى الأمام، والأوضاع سيئة للغاية".
كما ذكر عبد الكريم أن موقع "أون ذي غراوند نيوز" الذي يغطي الأحداث في شمال
سوريا منذ بداية السنة، سيواصل عمله حتى لو لم يتمكن هو أو بعض الصحفيين الآخرين من ذلك.
وأضاف الموقع أن عبد الكريم انتقد خلال رسالة توجه بها إلى "الأمة الإسلامية" دور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبعض دول الخليج العربي، من بينها المملكة السعودية وقطر، متهما هذه الأطراف بخذلان المدنيين بعد أسابيع من تواصل عمليات القصف والدمار في شرق حلب.
وقال عبد الكريم في رسالة وجهها إلى أردوغان: "تلاوة جيدة للقرآن، لكنك أضعت الفرصة على نفسك هذه المرة. لقد كنت تستطيع أن تلعب دور البطل، وتنقذ هؤلاء الأشخاص الفقراء الذين يبعد جنودك عنهم 25 كيلومترا، لكنك أهدرت هذه الفرصة".
وأشار الموقع إلى أن تركيا أرسلت قواتها المسلحة إلى سوريا لمواجهة تنظيم الدولة والقوات الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة على حدودها الجنوبية مع سوريا، لكنها لم تتدخل ضد القوات الموالية للنظام السوري.
وأضاف الموقع أن عبد الكريم ألقى باللوم على بعض الدول الخليجية، عندما قال إن "بعض الأصدقاء الآخرين فوتوا على أنفسهم الفرصة. لقد أضاع القطريون والسعوديون على أنفسهم هذه الفرصة، وقد كانت بمثابة فرصة ذهبية بالنسبة لهم".
وقد علق عبد الكريم للمرة الأولى في الجزء الشرقي من حلب منذ أسابيع، مع تصاعد القصف الجوي من قبل النظام السوري وروسيا. ويعمل الصحفي الأمريكي على نقل الأحداث والتطورات في شمال سوريا بصفة مستقلة منذ سنة 2014.
وأفاد "ميدل إيست آي" أن عمل عبد الكريم لا يقتصر على رصد انتهاكات النظام، فقد ذكر المراسل الأمريكي أن ستة أطفال سوريين قتلوا في غارة جوية أمريكية في شهر آب/ أغسطس من سنة 2015.
وفي الختام، أشار الموقع إلى المعاناة اليومية التي يعيشها عبد الكريم في شمال سوريا منذ بداية عمله الصحفي قبل أكثر من سنتين. وخلال إحدى المهمات الصحفية، قبل أشهر قليلة، تعرضت السيارة التي تقل الصحفي الأمريكي مع زملاء له؛ للقصف بواسطة طائرة دون طيار.