دعا الشيخ صالح البشار، شيخ عشيرة "الشرايين" في محافظة
الحسكة، شمال شرق
سوريا، أبناء العشائر العربية إلى العصيان المدني، وذلك ردا على السياسات التي تنتهجها قوات الحماية الشعبية الكردية بحق السكان العرب، ومن ذلك قطع الكهرباء عن قرى عربية يرفض سكانها الالتحاق بصفوفها؛ بغية زجهم في معركة الرقة ضد تنظيم الدولة.
بدوره، قال الناشط الإعلامي باسل الحسين، في حديث لـ"عربي21"، إن دعوة الشيخ صالح البشار للعصيان المدني جاءت بعد تفاقم الخلافات بينه وبين مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولرفضه بشكل نهائي الموافقة على تجنيد الشبان العرب في بلدة تل حميس ضمن صفوف
الوحدات الكردية.
وأضاف أن الوحدات الكردية عمدت بعد ذلك إلى معاقبة جميع السكان في بلدة تل حميس وريفها، في محافظة الحسكة، بقطع التيار الكهربائي، مشترطة على وجهاء العشائر والسكان العدول عن قرارهم برفض المشاركة في معركة الرقة إلى جانبها، كشرط أساسي لعودة التيار الكهربائي.
وأكد الحسين أن الأوضاع في الحسكة بالغة السوء؛ "جراء مواصلة الوحدات الكردية سياستها التعسفية بحق السكان العرب"، وتحدث عن "أقصى درجات الاحتقان الشعبي والعشائري، الذي يتجه نحو التصعيد، مع تواصل الانشقاقات بين المقاتلين العرب عن القوات الكردية، تزامنا مع وصول عشرات الجثث لأبناء العشائر العربية ممن يقتلون يوميا في معركة الرقة، بعد أن تم فرض
التجنيد الإجباري عليهم"، وفق قول الحسين.
وكان الشيخ صالح البشار دعا أبناء العشائر العربية إلى مقاطعة الوحدات الكردية، والتوقف عن مراجعات الدوائر التابعة لها، والإضراب عن الدراسة في جميع المدارس التي تديرها، "والتصدي لجميع أشكال الانتهاكات التي ترتكب بحق العرب".
من جانبه، لم يستبعد المحامي والناشط الحقوقي، هيثم المصطفى، أن تجد دعوة صالح البشار صدى لها بين أبناء العشائر العربية خلال الأيام المقبلة، وتوقع أن تتم الاستجابة للعصيان المدني في حال فقدان الأمل وبقاء الأوضاع على ما هي عليه.
وبيّن المصطفى، في حديث لـ"
عربي21"، أن دعوة البشار تأتي مقدمة لدعوات مماثلة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، التي قال إنها "تعد مهيأة أكثر من أي وقت مضى للعصيان المدني" في وجه الإدارة الذاتية الكردية.
وتابع المصطفى بأنه في حال قبول أبناء ووجهاء العشائر دعوة البشار، فسيكون العصيان المدني بمثابة ورقة ضغط قوية على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "أمام الرأي العام الدولي على الجرائم التي وقعت بحق سكان الحسكة العرب على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث لا بد أن يحاكم الحزب على تلك الجرائم، التي لا تسقط بالتقادم"، على حد تعبيره.
يذكر أن بعض العشائر العربية التي تساند "قوات الحماية الكردية" أوقفت المشاركة في القتال بجانبها ضد تنظيم الدولة منذ تموز/ يوليو الماضي؛ إثر تزايد حدة الخلاف بينهما. وبعد إعلان الوحدات الكردية معركة الرقة هذا الشهر، أعلنت مجموعات ضمن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- رفضها المشاركة في المعارك؛ بسبب معارضتها دخول الوحدات الكردية إلى الرقة ذات الأغلبية العربية، واشتراطها أن تتكون القوات المشاركة في العملية من سكان المنطقة فقط.