رغم تأكيد
تركيا رفضها لمشاركة
الوحدات الكردية في أي معارك جديدة ضد
تنظيم الدولة في
سوريا، لا سيما في
الرقة، تؤكد قيادة القوات الكردية أنها ستشارك في معركة السيطرة على محافظة الرقة، معقل تنظيم الدولة الأساسي في سوريا، معتبرة في المقابل أن مشاركة الأتراك فيها ليس ضروريا، وسط أنباء عن تعزيزات عسكرية في صفوف المقاتلين الأكراد.
والأربعاء، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، قال إن الوحدات الكردية ستشارك في معركة الرقة، بسبب قرب موقعها الجغرافي من مناطق الجزيرة السورية وعين العرب (كوباني) اللتين تخضعان لسيطرة الوحدات الكردية.
واعتبر مسلم أن "مشاركة تركيا ليست ضرورية في حملة تحرير الرقة، فالرغبة التركية في المشاركة بتحرير الرقة والموصل تهدف إلى حماية تنظيم داعش ودعمه"، وفق قوله.
وذكر مسلم أن مشاركة الوحدات الكردية ستكون في إطار "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل "الوحدات" عمودها الفقري.
بدوره، قال الناشط السياسي الكردي، خليل جوكار، إن ممثلين عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ يواصلون عقد اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الأكراد في مدينة الرميلان السورية، بهدف وضع اللمسات الأخيرة لبدء عملية السيطرة على مدينة الرقة وطرد تنظيم الدولة منها، وذلك بعد حصول المسؤولين الأكراد على ضمانات بعدم مشاركة الأتراك في العملية المرتقبة، حيث تم الاتفاق مع التحالف الدولي على كافة تفاصيل المعركة المقبلة، من حيث موعدها وخطتها وأهدافها، وفق قول جوكار لـ"عربي21".
وتحدث جوكار عن "جهوزية القوات الكردية لمعركة الرقة بجانب الفصائل العربية والمسيحية، التي تقاتل ضمن إطار قوات سوريا الديمقراطية، والتي تتشكل من مختلف مكونات المجتمع السوري، حيث تم تدريبها بشكل جيد لغرض المشاركة القوية في عمليات تحرير الرقة"، على حد تعبيره.
من جانبه، قال القائد العسكري في قوات سوريا الديمقراطية، أبو محمد الرقاوي، إن تعزيزات عسكرية كبيرة من الآليات العسكرية وصلت إلى أطراف مدينة عين العرب خلال الأيام الماضية، على ثلاثة دفعات، وأنها ضمت عشرات الآليات المدرعة والمركبات العسكرية.
وأكد الرقاوي لـ"عربي21؛ أن قوة أمريكية خاصة أقامت معسكرا تدريبيا بحي الإسكان، في مدينة تل أبيض، شمال الرقة على الحدود التركية، وذلك بهدف تدريب المقاتلين الأكراد على كيفية استخدام الأسلحة النوعية الجديدة التي سلمتها الولايات المتحدة لهم مؤخراً، من أجل استخدامها في معركة الرقة المقبلة، وفق قوله.
وأضاف أن هذه التدريبات لا تزال مستمرة من أجل تهيئة المقاتلين الأكراد على كيفية استخدام الأساليب القتالية الحديثة التي تناسب الطبيعة الجغرافية لمدينة الرقة، مثل حرب الشوارع التي يتفوق التنظيم فيها، في محاولة لتجنب تكرار سيناريو الخسائر البشرية الفادحة التي تعرضت لها قوات سوريا الديمقراطية في معركة مدينة منبج، بريف حلب الشرقي.
وأعلنت الحكومة التركية مرارا رفضها أي دور للوحدات الكردية بمعركة الرقة، مؤكدة أن تركيا لن تسمح للقوات الكردية بتوسيع مناطق سيطرتها، والحصول على مزيد من التسليح بحجة محاربة تنظيم الدولة.