انضم نحو 140 مسلحاً عربياً للنظام السوري في مدينة القامشلي، شمال شرق
سوريا، بعد "تسوية أوضاعهم"، وذلك إثر سلسلة انشقاقات جرت بين المقاتلين
العرب ضمن صفوف
الوحدات الكردية، على خلفية المواجهات العسكرية التي شهدتها المدنية في منتصف آب/ أغسطس الماضي.
وجاء ذلك تلبية لدعوة مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية لأبناء العشائر العرب للانشقاق.
كان ذلك خلال اجتماع عقده مسؤولو النظام السوري برئاسة محافظ
الحسكة، جايز الحمود الموسى، مع مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية في مدينة القامشلي، يوم الأحد الماضي، والذين أكدوا أن الذين تمت تسوية أوضاعهم تعهدوا بـ"عدم العودة إلى أي عمل من شأنه المساس بأمن الوطن، والبدء من جديد بالمشاركة في بناء الوطن بنضاله المستمر ضد الإرهاب"، بحسب التصريحات.
وقال الناشط الإعلامي خالد خليفة، في حديث لـ"
عربي21"، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي، قامت بتسوية أوضاع نحو 144 مسلحا من المكون العربي؛ كانوا يقاتلون ضمن صفوف المليشيات الكردية خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية في محافظة الحسكة؛ لعبوا دورا أساسيا في عملية تسوية أوضاع المسلحين، بعد أن طالبهم المجلس بالانشقاق عن الوحدات الكردية، وتعهد بحمايتهم من ملاحقة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وذلك بعد المواجهات العسكرية التي وقعت في المدينة مؤخرا، فيما أسباب الخلاف كانت تفجرت مع إعلان النظام الفيدرالي من جانب الإدارة الذاتية الكردية، وفق قوله.
وأكد خليفة أن المئات من المقاتلين العرب الذين انشقوا عن الوحدات الكردية باتوا مطلوبين للمحاسبة، إلا أن تسوية أوضاعهم لدى النظام السوري الآن ستسمح لهم بالتنقل بحرية داخل مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، على أن يتم انضمامهم إلى صفوف قوات النظام السوري أو إحدى تشكيلات الدفاع الوطني (الشبيحة)، وهذا ما سيتم بالفعل وفق الوعود التي قدمها وجهاء العشائر العربية للمسلحين، كما قال.
بدوره، ذكر الناشط بريف الحسكة، عبد الله المسلط، أن عدد من قاموا بتسوية أوضاعهم بلغ أكثر من 250 شخصا، جلهم من المنشقين عن الوحدات الكردية، إضافة إلى موظفين تخلفوا عن الالتحاق بصفوف "اللجان الشعبية" التي شكلها النظام السوري خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وأوضح المسلط لـ"
عربي21"؛ أن معظم المقاتلين العرب يلجأون إلى تسوية أوضاعهم لدى النظام السوري؛ بسبب إجبارهم من جانب الوحدات الكردية على الانضمام إليها بالقوة من خلال قانون التجنيد الإجباري الذي تفرضه الإدارة الذاتية الكردية على أبناء الجزيرة السورية، حيث باتوا يعيشون أوضاعا صعبة في ظل التشديد الأمني المفروض عليهم من قبل مسؤولي المليشيات الكردية جراء التمييز بين المقاتلين، وفق قوله.
يذكر أن "مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية" في محافظة الحسكة، دعا في أواخر آب/ أغسطس الماضي أبناء العشائر العربية المنخرطين ضمن صفوف "قوات الأسايش"، وهو بمثابة جهاز الأمن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إلى الانشقاق عن هذه القوات، وسط انشقاق العشرات من المقاتلين العرب، الذين يقاتلون ضمن صفوف وحدات الحماية الشعبية الكردية في الحسكة.