نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن طرائف دونالد
ترامب خلال الخطابات التي ألقاها أمام أنصاره في الحملة الانتخابية، كما كشفت أهم أساليب ترامب الكوميدية التي استعملها لإثارة الجماهير، ولجذب انتباه وسائل الإعلام.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أسلوب دونالد ترامب الكوميدي المميز مكنه من الوصول إلى قلوب مستمعيه وكسب الرهان، ليصبح بذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دفع الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم إلى التساؤل حول الأسباب التي تقف وراء هذا النجاح، كما احتار الكثيرون كيف تمكن الملياردير وابن المليونير ترامب من كسب تعاطف الفئة المحرومة من الشعب الأمريكي، وكيف فتن الشعب الأمريكي بسلوكه غير الملتزم الذي لا يليق برجل سياسة.
وقد ذكرت الصحيفة أن علماء اللغة حاولوا البحث عن تفسير "لظاهرة ترامب" ومزيد التعمق في دراسة سلوكياته. وتوصلوا في نهاية الأمر إلى أن الأسلوب اللغوي "الفظ" والوقح في كثير من الأحيان، الذي يعتمده ترامب في خطاباته، والذي اخترق من خلاله الخطوط الحمراء، هو السر في هذا النجاح.
كما توصل علماء اللغة إلى أن هذا الخطاب كان قريبا من لغة الشارع، ما جعل شريحة هامة من الشعب الأمريكي تنجذب إليه، خاصة من الطبقة الوسطى ومن الفقراء في كامل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. وعموما شعرت هذه الفئات بمدى اقتراب خطابات ترامب من واقعهم وحياتهم وعدم تعالي خطاباته عنهم.
وأوردت الصحيفة أن مقالة علمية في مجلة هاو أكدت أن سر نجاح ترامب يكمن في امتلاك المرشح لحس الدعابة، وإتقانه لكيفية إدخال أجواء مرحة على خطاباته، فبهذه الطريقة تتحول أقوال ترامب من خطابات سياسية بحتة إلى "عروض فرجوية"، ولكن ليس بالمعنى المبتذل الذي لا يخدم أهدافه السياسية.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه الأساليب الكوميدية لم تُستخدَم من قبل في الحملات الانتخابية، إلا أنها مثلت عنصرا أساسيا في حملة دونالد ترامب الانتخابية. كما أن ترامب ظهر في العشرات من الصور والرسومات في شكل مهرج، إضافة إلى أن العديد من صوره الانتخابية لا تعبر عن كونه شخصية سياسية جادة.
وكشفت الصحيفة أن بحوثا تركزت في دراستها على 27 ساعة من خطابات ترامب توصلت إلى أن خطابات دونالد ترامب هي أشبه بكوميديا تفاعلية؛ إذ إنه يتوجه بالحوار المباشر إلى الجمهور ويمزح معه، كما قام بتلفظ بعض الكلمات والنكات البذيئة.
وعادت الصحيفة لتبين طرق سخرية دونالد ترامب التي تستهزئ بالخصائص الفيزيولوجية لمنافسيه، وتجعلها مصدر سخرية، على غرار حديثه عن مسائل شخصية تخص المقدمة التلفزيونية ميغان كيلي، وسخريته من جلوس هيلاري كلينتون المطول في المرحاض، ومن التعرق المفرط لماركو روبيو. وبهذا يصل ترامب من خلال سخريته إلى انتهاك خصوصية معارضيه الجسدية وكشف بشاعتها، ويبالغ في وصفها بطريقة كاريكاتورية.
وبينت الصحيفة أن ترامب يتجاوز الخطب السياسية المعتادة والمملة، فيقوم بإضفاء أجواء خاصة على خطاباته عن طريق منح ألقاب ساخرة لمنافسيه، مثل "الصغير ماركو" و"تيد الكاذب". وليس هدفه من هذا مجرد السخرية من منافسيه، وإنما يتعدى ذلك ليخلق جوا من التسلية والترفيه لدى الجمهور، كما يقوم باستخدام لغة الجسد في خطاباته كأحد أبرز أسلحته.
وأوردت الصحيفة مثالا آخر عن
كوميديا ترامب، عندما سخر من منافسه في الانتخابات التمهيدية جون كيسكا، الذي رآه في أحد المطاعم يرمي فطيرة في فمه في محاولة بهلوانية. فبدأ حديثه بسرد تصرفاته وتقليد منافسه، مصورا إياه في وضع مثير للاشمئزاز، ومتسائلا: "أتريدون رئيسا كهذا؟"، ومن المثير للدهشة أن الجمهور يتفاعل معه ويرفض خصومه كرئيس.
وأضافت الصحيفة أنه هنا يمكن أن نلاحظ الأساليب المميزة لترامب، المتمثلة في: "التوجه للجمهور بالأسئلة، تكرار الكلمات الرئيسية، الاتهامات المضحكة الساخرة من الخصم التي تعتمد على الهجاء باستعمال العيوب الجسدية والسلوكية لدى الخصوم...".
وذكرت الصحيفة أن عالم اللغة جون لايمون قال إنه "من الممكن اعتبار "ظاهرة ترامب" طريقة ناجعة في مجتمع الفرجة الذي نعيش فيه؛ إذ يكون الأسلوب أهم من المضمون بكثير، لهذا؛ من المنطقي أن نقر بنجاح ترامب في هذا النوع من الكوميديا، لكن من الواضح أنه تمكن من إظهار نفسه كمهرج، ومن كسر جميع الضوابط اللفظية".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن دونالد ترامب أظهر في نهاية حملته الانتخابية نوعا من الجدية، وبدا أكثر حذرا، إلى حدود تلقي خبر فوزه في الانتخابات. ومن أهم تصريحاته المثيرة للجدل بعد فوزه، نذكر وعده بالتخلي عن راتب رئيس الجمهورية، فهل يعد هذا التصريح بداية عرض جديد؟