ينتظر الإسرائيليون بفارغ الصبر وعد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد
ترامب، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى
القدس المحتلة، وسط تشكيك من مراقبين بقدرة ترامب على تنفيذ وعده.
وكان ثلاثة رؤساء أمريكيين هم بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما، أجلوا نقل السفارة إلى القدس المحتلة رغم موافقة الكونغرس بشقيه على النقل، ليبقى ملفا مؤجلا لحين إطلاق ترامب وعدا بإنفاذ القرار.
وبحسب القانون الدولي تعتبر القدس مدينة محتلة، وعليه تمتنع الدول الكبرى عن نقل سفاراتها إليها رغم إصرار الجانب الإسرائيلي على أن القدس العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة أن تصريحات ترامب كانت جزءا من حملته الانتخابية، وأنه ليس كل ما يقال في الحملة الانتخابية يرى النور واقعا.
وأشار لـ"
عربي21" إلى أن ترامب سيفكر كثيرا قبل القيام بالخطوة، وربما يؤجلها إلى نهاية فترته الرئاسية إذا ما فكر في الترشح لفترة رئاسية ثانية.
وعن الأسباب التي تجعل نقل السفارة أمرا صعبا، قال أبو سعدة، إن القرار يتناقض مع القانون الدولي، وسيضر بعلاقات أمريكا مع 56 دولة إسلامية بينها 22 دولة عربية يربط بعضها علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما لفت إلى أن نقل السفارة قد يكون عاملا في زيادة التطرف في المنطقة، وستكون "صبا للزيت على النار" وستعقد الأمور أكثر من السابق.
ورغم الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل، عسكريا، وسياسيا، واقتصاديا، إلا أن خطوة نقل السفارة تشكل رمزية كبيرة، إذ أنها قد تعطي ضوءا أخضر لإسرائيل للاستمرار في الاستيطان بالضفة الغربية والقدس المحتلة، وقد تحذو دول أخرى حذوها إذا ما قرر ترامب بشكل قاطع نقل السفارة.
ويعارض ترامب إفراغ المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية من سكانها، وأكد ذلك في اللقاء ذاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين
نتنياهو، عندما أكد له موافقته على نقل السفارة.
وجاء لقاء ترامب مع نتنياهو في نيويورك، على على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
فلسطينيا، قال السفير
الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن الجانب الفلسطيني سـ"يمرمر" حياة الأمريكيين بإجبارهم على استخدام الفيتو مرارا على طلب الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة دائمة العضوية، إذا ما مر قرار نقل السفارة.
وبحسب ما نقلت مواقع إخبارية فلسطينية محلية، فقد أكد منصور أن الفلسطينيين يملكون الكثير من الأسلحة في الأمم المتحدة.
مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، رأى أن الحديث حول نقل السفارة مبكر طالما أن الرئيس المنتخب لم ينته بعد من اختيار فريقه ومستشاريه.
وأكد لـ"
عربي21" أن كل شيء يتغير بعد أن يصل الرئيس إلى البيت الأبيض، عما كان فيه خلال الحملة الانتخابية، لافتا إلى أن نقل السفارة يمكن أن يتحول إلى وعد جديد.
ودعت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكد من حزب "البيت اليهودي" ترامب إلى الوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في خروج عن سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية.
كما دعت تسيبي هوتوفلي، نائبة وزير الخارجية وهي من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ورئيس بلدية القدس نير بركات، إلى نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.