رصدت مؤسسة "إنسانية" في النصف الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري نحو 350 انتهاكا بحق المواطنين المدنيين المعارضين للنظام العسكري الحاكم في
مصر، تمكنت المؤسسة من توثيق 212 حالة منها.
القتل خارج إطار القانون
ووثقت مؤسسة "إنسانية" – في بيان لها الخميس- وقوع ست حالات قتل خارج إطار القانون والتصفية الجسدية لمواطنين مدنيين (من بينهم القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد كمال ومرافقه ياسر شحاتة)، على أيدي قوات الأمن.
وأشارت إلى مقتل 23 مجندا وضابطا بالجيش المصري خلال تلك الفترة في عمليات قال الجيش المصري إنها مع مسلحين بسيناء، فيما أعلن الجيش المصري عن مقتل نحو 40 مدنيا على يد قوات الجيش بتلك الفترة.
إخفاء قسري
وخلال النصف الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وثقت مؤسسة إنسانية 80 حالة اختطاف قسري لمواطنين مصريين مدنيين على يد قوات الشرطة المصرية وقوات الأمن الوطني.
وحسب توثيق "إنسانية"، فإن 80% من ضحايا الاختطاف القسري خلال تلك الفترة من الشباب دون سن 35 عاما، مؤكدة أن هناك حالات اختطاف لأكثر من شخص من الأسرة نفسها خلال مداهمات قوات الأمن لمنزلهم، مستشهدة باختطاف قوات الأمن بمحافظة الإسكندرية لثلاثة أشقاء من منزلهم في يوم واحد وإخفائهم قسرا.
اعتقال تعسفي
وخلال تلك الفترة وثقت مؤسسة "إنسانية" 35 حالة اعتقال تعسفي لمواطنين، إما من مقر عملهم أو من منازلهم بعد اقتحامها، وإتلاف محتوياتها، وإرهاب أسرهم.
ووثقت مؤسسة "إنسانية" اعتقال قوات الأمن بمحافظة القاهرة طبيب يدعى أيمن محمد عبد العزيز متولي (38 عاما، متزوج ولديه طفلان)، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بسبب ورقة كتب بها "أتمنى أن يُستشهد أولادي".
إضراب عن الطعام
كما وثقت المؤسسة ذاتها دخول نحو 12 معتقلا في إضراب عن الطعام داخل قسم شرطة أهناسيا بمحافظة بني سويف، بسبب التعنت في إخلاء سبيلهم رغم صدور القرار.
وقد دخل المعتقلون في إضراب عن الطعام فجر الثلاثاء 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بعد رفض قوات الأمن بقسم شرطة أهناسيا إخلاء سبيلهم رغم صدور قرار من النيابة العامة ببراءتهم من تهمة التظاهر مع دفع كفالة 500 جنيه.
وقد أكدت الشكوى التي وصلت مؤسسة إنسانية أن قوات الأمن بالقسم تحفظت عليهم داخل غرفة بالقسم يُطلق عليها "الثلاجة"، ورفض المعتقلون استلام الطعام أو الشرب، حتى تنفيذ قرار إخلاء سبيلهم.
كما دخل المعتقلون في سجن استقبال طره في إضراب عن الطعام، بسبب سوء المعاملة التي يتعرضون لها داخل مقر احتجازهم.
إهمال طبي
وخلال الفترة ذاتها، وثقت مؤسسة "إنسانية" 16 حالة إهمال طبي بحق معتقلين، حيث تم منع الأدوية عنهم وحرمانهم من الرعاية الصحية اللازمة.
ومنذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، يمارس النظام العسكري في مصر انتهاكات بالجملة بحق المعارضين له، وصلت إلى حد القتل خارج إطار القانون والتصفية الجسدية، ومداهمة المنازل وتحطيم محتوياتها وإرهاب الآمنين.
كما تُمعن السلطات المصرية في اختطاف المواطنين المدنين وإخفائهم قسرا، في مقرات سرية للشرطة ومقرات الأمن الوطني (أمن الدولة)، حيث لا يتمكن ذووهم أو محاموهم من معرفة مكانهم أو التواصل معهم.
وقالت "إنسانية": "يذوق من يقع في براثن الاختطاف القسري ألوانا شتى من التعذيب الشديد لانتزاع اعترافات منهم بالقوة، وقد أُصيب الكثير من الضحايا بأمراض بدنية ونفسية جراء عمليات التعذيب الوحشية التي تمت بحقهم، وترفض إدارة السجون متابعة الحالة الصحية للمصابين منهم أو تقديم الرعاية الصحية اللازمة، فضلا عن إصابة عدد منهم بالصرع وأمراض نفسية نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرضوا له".
وأضافت: "كما يعاني المعتقلون في السجون المصرية من ظروف غير إنسانية، حيث تتكدس الزنازين بالمعتقلين، ويتم وضع المعتقلين السياسيين مع السجناء الجنائيين، وتفتقر الزنازين إلى التهوية اللازمة، كما تفتقر إلى دورات المياه ويتم إجبار المعتقلين على قضاء حاجتاهم في أوعية تُعطى لهم يوميا".
وتابعت: "يشتكي المعتقلون أصحاب الأمراض المزمنة من انعدام الرعاية الصحية اللازمة لهم وافتقار المستشفيات داخل السجون إلى الأدوات الطبية الأساسية، ما يتسبب في قتل الكثيرين داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي وعدم توفر الرعاية اللازمة لهم، فضلا عما يعانيه المعتقلون القاصرون (دون سن 18 عاما) بمقرات الاحتجاز والتعذيب الممنهج الذي يتعرضون له".