نفذت "قوات الأسايش" إحدى الأذرع الأمنية لـ"حزب
الاتحاد الديمقراطي الكردي" في شرق محافظة الحسكة، حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من أبناء عشيرة عربية، بذريعة وجود خلايا تابعة للجيش السوري الحر في مناطقهم.
جاء ذلك عقب ازدياد المخاوف الأمنية للوحدات الكردية بعد تبني كتائب أجناد الحسكة وسرايا القادسية تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد قواتها في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال الناشط الإعلامي "باسل الحسين" في تصريح لـ"
عربي21" إن: "القوات الكردية وعناصر جهاز الأمن "الأسايش"، نفذوا حملة مداهمات واسعة استهدفت عشيرة "العلي" العربية في بلدة تل براك وقرى أخرى من ريف الحسكة الشرقي خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث طالت نحو 25 شابا، بالإضافة لمختار البلدة "حسين المحمد السلطان"".
وأضاف أن عناصر "الأسايش" اقتادوا المختار "حسين السلطان" إلى مكان مجهول، ما سبب توترا كبيرا، حيث يعتبر المختار من أبرز الوجوه في المنطقة التي ترفض وجود
الوحدات الكردية، ويجاهر بالموقف الرافض للتمدد الكردي.
وتابع الحسين: "تعمل الوحدات الكردية وفق منهج يقتضي تفريغ مناطق سيطرته من كافة المعارضين له، وذلك باتباع أساليب ترهيبية، أهمها الاعتقال وتلفيق تهم التعاون مع فصائل
الجيش الحر وتنظيم الدولة، حيث نجحت هذه الطرق بدفع غالبية الأهالي للهروب خارج المنطقة".
وأكد الحسين أن عملية الاعتقالات من شأنها تصعيد التوتر بين الوحدات الكردية وأبناء عشيرة العلي في حال عدم الإفراج عن المعتقلين، على حد قوله.
من جانبه، حذر الناشط السوري "عمار مطرود"، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من مغبة الاعتقالات التي يشنها ضد أبناء العشائر العربية في بلدة تل براك، مؤكدا أن الوحدات الكردية تعيش حالة من الذعر.
وأضاف "مطرود" في حديث خاص لـ"
عربي 21" أن "اعتقال أبناء البلدات والقرى العربية لن يفلح في كسر إرادة الشرفاء من أهالي المحافظة في التصدي لمشروع التهجير الذي ينتهجه حزب صالح مسلم".
وشدد مطرود على أن حملة الاعتقالات التي تنفذها الوحدات الكردية ضد أبناء المناطق العربية، تعبر عن حالة الذعر والتخبط التي يعيشها قادة "byd".
وأضاف أن قادة الحزب لم يفهموا الدرس جيدا في أن اعتقال أبناء العشائر العربية لن يزيدهم إلا إصرارا على مواجهة هذه القوات والتصدي لمشروعهم الانفصالي، على حد تعبيره.
يشار إلى أن وتيرة الاعتقالات التي تنفذها "قوات الأسايش" والمجموعات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تصاعدت في الآونة الأخيرة بحق المعارضين والسياسيين الأكراد وأبناء القبائل والعشائر العربية في محافظة الحسكة شمال شرق
سوريا.