يواصل مدنيون من أهالي قرى ريف
حلب الشرقي؛ مظاهرات تندد بممارسات
الوحدات الكردية، مطالبين بخروج هذه القوات من مناطقهم وإعادتهم إلى ديارهم، في حين واجهت القوات الكردية المظاهرات المستمرة منذ 9 أيلول/ سبتمبر الجاري؛ باعتقال عدد من المتظاهرين، مع استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، بحسب نشطاء ميدانيين.
وقال الناشط أبو عمر المنبجي، من ريف حلب، إن "أهالي قرى جعدة مغارة، وجعدة الظاهر، وقره قوزاق، وبئر حسو، والصنع، وعدد من القرى الأخرى، بريف حلب الشرقي، من المكون العربي، تظاهروا ضد مواصلة المسؤولين الأكراد التعنت بموقفهم الرافض بعدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم"ـ
وأضاف المنبجي لـ"عربي21" أن عناصر الوحدات الكردية اعترضوا المتظاهرين واعتدوا عليهم، ومنعوهم من عبور جسر قره قوزاق للوصول إلى قراهم، حيث أطلقت الوحدات الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع إصابات ضمن صفوفهم، بينهم طفل.
وأوضح المنبجي أن التظاهرات جاءت للتنديد بممارسات الوحدات الكردية والفصائل المنضوية تحت مظلة "قوات
سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، واحتجاجا على عمليات
التهجير الممنهجة التي تمارسها بحق أهالي ريف حلب الشرقي من العرب، وعمليات الاعتقال التعسفي والخطف، ومنع عودة المدنيين لقراهم بعد طرد تنظيم الدولة منها منذ أكثر من شهرين، وفق المنبجي.
من جانبه، عبر المحامي أكرم اليوسف، من ريف حلب الشرقي، عن استهجانه لمنع الوحدات الكردية السكان العرب من الاحتجاج ضد ممارساتها.
ووصف اليوسف، في حديث لـ"عربي21"، تدخل قوات الأمن الكردية (الأسايش) بأنه "تكميم للأفواه"، مؤكدا أن المتظاهرين متمسكين بمطالبهم وبحركتهم الاحتجاجية.
وتساءل اليوسف: "منذ متى يمنع المدنيون من التظاهر من أجل العودة إلى ديارهم؟ ومنذ متى يُمنع الأهالي من التضامن مع القرى المستهدفة بالتهجير والاعتقال التعسفي يوميا؟".
وكانت الوحدات الكردية قد سيطرت على قرى بريف حلب الشرقي في حزيران/ يونيو الماضي، بعد معارك مع تنظيم الدولة بمساندة جوية من طائرات التحالف.
وأفاد ناشطون أن كثيرا من السكان العرب في المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشرقي؛ يعيشون حالة من القلق بسبب سياسة التهجير الممنهج التي تمارسها الوحدات، عقب أي تقدم جديد تحققه على حساب تنظيم الدولة، بالإضافة إلى حملات الاعتقال التي تشنها بين الحين والآخر بتهمة التعامل مع التنظيم أو أي من فصائل المعارضة.
كما خرجت مظاهرات أيضا في المناطق ذات الأغلبية الكردية بمدينة الحسكة، أقصى شمال شرقي البلاد، منددة بممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والقوانين التي تصدرها الإدارة الذاتية التابعة له.