تغاضى
النظام السوري عن التصريح باحتفاظه "بحق الرد" تجاه
الهجمات المتكررة التي تنفذها الطائرات
الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي كان آخرها منذ يومين على سرية الهاون 160 الواقعة في بلدة "حضر" السورية الواقعة على الشريط الحدودي، فيما رجح ناشطون أن الهجمات الإسرائيلية هي تحذيرات لمنع تواجد عناصر من النظام و"
حزب الله" بالقرب من حدودها.
ويقول الناشط الميداني "عمر الجولاني" في حديث خاص لـ"
عربي 21" إن النظام السوري عقب الغارات الجوية الإسرائيلية استهدف عددا من المناطق المأهولة بالسكان والمحررة في
القنيطرة، مرجحا أن الهجمات الإسرائيلية هي بمثابة تحذيرات للنظام وعناصر حزب الله من التواجد بالقرب من الشريط العازل مع إسرائيل.
ويعتبر الهجوم الإسرائيلي الأخير الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، إذ أنه تم تنفيذ هجمات إسرائيلية مماثلة استهدفت السريتين العسكريتين الثانية والثالثة للنظام السوري بالقرب من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، كما نفذت الطائرات الإسرائيلية مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الحالي، هجمات على مواقع عسكرية للنظام في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد، موقعة عددا من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير عدد من بطاريات الصواريخ ومرابط مدافع الهاون.
وبين الجولاني، أن القنيطرة تعتبر أحد أهم المراكز الرئيسية لحزب الله في الجنوب السوري، وهناك حالة من التشارك والتداخل العسكري بينه وبين قوات النظام السوري، وأن حزب الله يتخذ العديد من المواقع العسكرية للنظام مقرات خاصة به.
وأشار الناشط الميداني إلى أن الطائرات الإسرائيلية تتواجد بكثافة على الشريط الحدودي، وأن النظام السوري ممنوع من صدها أو إطلاق النيران على أي منها، وهذا ما أكدته عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية التي لم يرد عليها النظام، علماً أن المنطقة المستهدفة مكتظة بمرابط المدافع الجوية وعربات الشيلكا، وصواريخ أرض جو متعددة الأنواع والقوة.
الغارات الجوية التي أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذها، في حين لم يصدر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في جيش النظام أي بيان رسمي يدين الهجمات التي استهدفت مواقعه العسكرية، يمهد الطريق لاعتبار هذه الهجمات روتينية واعتيادية، في ظل غياب الاستنكار عن إعلامه الرسمي.
فيما اكتفى الإعلام الموالي في محافظة القنيطرة، باستهجان ردة فعل قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام بعدم الرد على الغارات الإسرائيلية، في حين وجه موالون للأسد اتهامات للمعارضة بأن الغارات الإسرائيلية تصب في مصالحها ولأجلها في ضرب محور "الممانعة والمقاومة".
كما أكدت الصفحات الإعلامية الموالية للنظام السوري في محافظة القنيطرة، أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تغادر سماء المحافظة مطلقاً، وأنها تشاهد بالعين المجردة، في حين لم يصدر عن النظام السوري أي بيان إدانة أو رفض للهجمات، وكذلك عن قواته العسكرية المستهدفة أي رصاصة رداً على الهجمات.
المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" أشار عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية جاءت "ردًّا على وصول النيران من الأراضي السورية نحو إسرائيل"، موضحا أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يعتبر النظام السوري مسؤولا عما يحدث داخل أراضيه ولن يحتمل أي محاولة للمس بسيادة دولة إسرائيل وسلامة سكانها"، بحسب ما أورده المصدر الإسرائيلي.
يشار إلى أن الإعلام الرسمي في حكومة النظام السوري خلال أسبوع الهجمات الجوية الإسرائيلية كان يغطي اجتماعات بين محافظة القنيطرة في حكومته وبين ضباط روس من قاعدة حميميم، ممن زاروا القنيطرة قبل أيام، مقدمين للنظام السوري هدية عبارة عن كميات من مادة الطحين، بلغ وزنها "7250" كيلوغراما.