قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي
الإسرائيلي آفي ديختر، الاثنين، إن الصراع السوري يدخل "مرحلة لا يمكن التنبؤ بها إلى حد بعيد"، مضيفا أن جماعة
حزب الله اللبناني المدعومة من إيران تشكل تهديدا متزايدا على إسرائيل على الرغم من فقدها أكثر من 1500 مقاتل.
وكان ديختر، المدير السابق لـ"شين بيت" والرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، فشل في توقع معظم ما تكشف من أحداث، بما في ذلك اعتقاده بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيطاح به سريعا.
ومع شن
روسيا غارات جوية من قواعد إيرانية وانخراط القوات التركية في هجوم بري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال؛ يرى المسؤولون الإسرائيليون أن الصراع يدخل مرحلة أكثر فوضوية وصعوبة في التنبؤ بها.
وقال ديختر للمراسلين الأجانب إن "هذا نقاش بشأن ما إذا كنا في بداية النهاية أو نهاية البداية فحسب"، قائلا إن التحولات الجذرية أحدثت زلزالا إقليميا شدته "لا تقل عن تسع درجات على مقياس ديختر".
وأضاف مستخدما الكلمة العبرية ذات الأصول الروسية التي تعني "فوضى تامة": "أعرف أن الفوضى كلمة أفضل لوصف ما يجري، لكنها في حقيقة الأمر (فوضى تامة). مع الفوضى تعرف متى ستستقر الأوضاع. أما الفوضى التامة فهي شيء لا أحد يعرف معها متى ستستقر الأمور".
وتساند القوى العالمية الأطراف المتحاربة في الأزمة السورية،حيث تدعم الولايات المتحدة وتركيا جماعات المعارضة الساعية للإطاحة بالأسد، بينما تساند روسيا وإيران رئيس النظام السوري، في حين يقولون جميعا إنهم يقاتلون تنظيم الدولة.
استغلال الفوضى
ويسعى بعض المسؤولين الإسرائيليين وسط هذه الاضطرابات إلى إبراز إيجابيات محتملة، إذ إنهم يرون أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط بعد قرن من رسم بريطانيا وفرنسا كثيرا من حدود المنطقة، قد تفيد إسرائيل بإضعاف أعدائها التقليديين ومن بينهم
سوريا ولبنان وإيران، بحسب قولهم.
وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي الأسبوع الماضي: "نحن في وضع كلما زادت فيه الأمور انقساما أصبح التهديد بالنسبة لنا أضعف".
وقال ديختر إنه في حين أن تركيا وروسيا وإيران ربما تكون لهم أولويات متنافسة "فإننا لا نرى أي نية (من جانبهم) لاستخدام سوريا كقاعدة ضد إسرائيل".
1600 مقاتل
وقال ديختر إن حزب الله فقد زهاء 1600 مقاتل في الأزمة السورية، وما يقدر بخمسة إلى ستة آلاف مصاب، مضيفا بقوله: "قتل إرهابيون من حزب الله في سوريا أكثر مما في الاشتباكات مع إسرائيل في 30 عاما"، واصفا ذلك بأنها "أنباء سارة" ومبعث قلق لزعيم حزب الله حسن نصر الله، على حد تعبيره.
لكنه قال إن الأنباء السيئة بالنسبة لإسرائيل هي أن حزب الله يتعلم القتال في مجموعات أكبر مع أسلحة متطورة، مضيفا بالقول: "لم يعد الحزب تماما مجموعة من الإرهابيين، فهو كتائب ذات أسلحة متطورة ومدفعية".
وتابع: "نعرف أنه إذا كنا بصدد الدخول في جولة أخرى (من الحرب) ضد حزب الله فستكون مختلفة ونحن نستعد لها. عندما قلت إنه جيش من الإرهابيين فبوسعكم أن تتحركوا قليلا من كلمة إرهابيين نحو جيش".
ومع انزلاق سوريا على ما يبدو في قتال مستعص على الحسم على مدار السنوات الخمس الماضية؛ فقد ظلت إسرائيل إلى حد بعيد على الهامش مكتفية بمتابعة الأوضاع في مرتفعات الجولان التي تفصل بينهما وتشن بين الفينة والأخرى غارات جوية ردا على قذائف المورتر إذا كان هناك تهديد محدد.
وفي ظل وجود أعداء تاريخيين على حدودها، تواصل إسرائيل التجسس على جيرانها وبقناة اتصال خاصة مع روسيا، لتظل مطلعة على ما يجري في سوريا.