نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا لمراسلها آدم ويذنول، يقول فيه إن حركة
بوكو حرام، الموالية لتنظيم الدولة، تعاني من انقسامات داخلية تهدد بقاءها، وسط تحركات من الحكومة النيجيرية للقضاء عليها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الانقسام داخل الحركة بدأ الشهر الماضي، عندما أعلن جناح إعلامي تابع لتنظيم الدولة عن تعيين زعيم جديد للحركة، التي غيرت اسمها إلى ولاية غرب أفريقيا، وأعلنت ولاءها لتنظيم الدولة في العراق وسوريا، حيث أعلن الجناح عن تعيين أبي مصعب
البرناوي زعيما بدلا من أبي بكر
الشكوي، إلا أن الأخير نفى هذه الأنباء، وأكد أنه لا يزال يدير الحركة، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن مناوشات حدثت بين الجناحين.
ويذكر ويذنول أن الجيش النيجيري رفض التعليق على هذه التطورات، إلا أن نصف مؤيدي الشكوي قتلوا، وجرح عدد آخر في مواجهات جرت في ثلاث قرى في منطقة مونغونو في ولاية بورنو.
وتورد الصحيفة أن الوكالة نقلت عن ميلا كاكا، الذي يعيش في المنطقة، قوله إن جماعة البرناوي قامت بهجوم على المناطق التي يسيطر عليها أتباع الشكوي، وأخبر البرناوي وأتباعه سكان القرى أن جماعة الشكوي "انحرفت عن الجهاد الحقيقي"، عندما قامت بقتل الأبرياء ونهب بيوتهم.
ويفيد التقرير بأن الجناح المؤيد لتنظيم الدولة يرفض ممارسة الشكوي المفضلة، وهي إرسال انتحاريين إلى مناطق مزدحمة بالناس، لافتا إلى أن البرناوي انتقد في تعليق بعد تعيينه سلفه؛ لأنه "استهدف الناس العاديين".
ويلفت الكاتب إلى أن وكالة أنباء بلومبيرغ بثت تقارير عن مناوشات حصلت على ما يبدو الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الأخبار تنتقل ببطء من شمال شرق
نيجيريا، الذي يعاني من حالة حرب، شردت أكثر من 2.5 مليون نسمة، وتم تدمير المنشآت الحيوية مثل الاتصالات.
ونقلت بلومبيرغ عن المتطوع مع مجموعة لحماية منطقته في مونغونو علي محمد، قوله إن هناك 18 من مقاتلي بوكو حرام استسلموا مع عائلاتهم للجيش النيجيري بعد اندلاع المواجهات، وأضاف أنهم "محتجزون في قيادة مونغونو العسكرية، ونعتقد أن المعركة المزدوجة بين البرناوي والشكوي أجبرتهم على التسلل والاستسلام"، ورغم تعرضها لنكسات متكررة، إلا أنها لا تزال تمثل تهديدا على المنطقة.
وتنوه الصحيفة إلى أنه منذ تولي محمد بخاري السلطة العام الماضي، فإن الجيش النيجيري استعاد السيطرة على عدة قرى في ولاية بورنو، ونقل مركز قيادته العسكرية إلى شمال شرق ميدوغوري، لافتة إلى أن سقوط الأمطار الكثيف أعاق التقدم نحو غابة سامبيسا، التي تصفها الحكومة بأنها آخر معقل لبوكو حرام.
ويبين ويذنول أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة تعاني من نقص في المواد الغذائية، ويواجه التنظيم نقصا في الذخيرة، لكن النقص يؤثر في الناس الذين يعيشون في المناطق أكثر من تأثر المتشددين.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول حاجة جميل (40 عاما): "كان علينا ترك الغابة؛ لأننا كنا جوعى"، وبدا عليها الهزال رغم كونها حاملا.