توصلت الشرطة الألمانية إلى مفاجأة في التحقيقات التي تجريها بشأن الهجمات التي يُشتبه في أنها "عمليات مدبرة" والتي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية، حيث تبين بأن اثنين من الذين نفذوا هجمات كانوا على اتصال مع أشخاص يُشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة موجودين في
السعودية، وربما يكون هؤلاء السعوديون هم الذين أعطوا الأوامر بشكل مباشر لتنفيذ الهجمات في ألمانيا.
وجاءت هذه المعلومات المفاجئة في تقارير نشرتها وسائل الإعلام في ألمانيا، وتناقلتها العديد من الصحف والوكالات ومواقع الإنترنت في أوروبا، بما فيها صحف بريطانية اطلعت عليها "
عربي21"، حيث تفيد المعلومات بأن الشرطة الألمانية وضعت أيديها على سجلات الاتصالات التي قام بها كل من اللاجئ السوري الذي نفذ هجوما في ألمانيا، والفتى المراهق الأفغاني الذي يبلغ من العمر 17 عاما والذي هاجم ركاب أحد القطارات الألمانية بسكين.
وتقول الشرطة إن كلا من اللاجئ السوري والفتى الأفغاني "قد تلقيا النصائح والتوجيهات من قبل عناصر لتنظيم الدولة في السعودية"، مشيرة إلى أن من بين النصائح والتوجيهات التي حصلوا عليها كيفية إيقاع أكبر عدد من القتلى والإصابات في صفوف الناس الذين سيتم الهجوم عليهم.
وتبين لدى الشرطة هذه العلاقة بالنسبة للاجئ السوري محمد دليل البالغ من العمر 27 عاما، وكذلك الفتى الأفغاني رياض خان أحمد زاي، وكلاهما نفذا هجوما في ألمانيا باستخدام السلاح الأبيض، حيث كان زاي يحمل فأسا وسكينا يوم 18 تموز/ يوليو الماضي وتسبب بإصابة خمسة أشخاص بجراح، أما دليل فتمكنت الشرطة الألمانية من قتله بعد أن أصاب 15 شخصا بجراح.
وتقول جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن قضية اللاجئين السوريين في ألمانيا تحولت إلى مشكلة تلاحق المستشارة أنجيلا ميركل، فيما جاء الهجوم الذي نفذه أحد اللاجئين السوريين ليزيد من المتاعب التي تواجهها ميركل ويزيد من معارضة بعض الألمان لتدفق اللاجئين الأجانب على بلادهم.
وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية إن الأفغاني أحمد زاي كان على اتصال مع عناصر من تنظيم الدولة قبل الهجوم الذي نفذه مباشرة، لكن المفاجئ في الأمر أن الأشخاص الذين كان على تواصل معهم تبين للشرطة الألمانية أخيرا أنهم موجودون في السعودية، وأنهم من قاموا بتوجيه الشاب المراهق وتقديم النصائح له حتى يتمكن من تنفيذ عملية توقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى.