يعاني سكان الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة
حلب من غلاء أسعار
السلع الغذائية والمحروقات، جراء قطع قوات النظام نارياً لمعبر "الكاستلو"، الممر الوحيد الذي يربط المدينة بخارجها، في الوقت الذي بدأ فيه الحديث عن انتشار واسع لظاهرة الاحتكار الممنهج من قبل من يوصفون بأنهم "تجار الأزمات".
وبات قسم كبير من سكان المدينة المقدر عددهم بحوالي 400 ألف مدني، يعيشون حالة من الخوف والقلق، جراء غياب بعض السلع الأساسية عن أسواق ومحال المدينة.
وذكر الناشط الإعلامي عمر عرب لـ"
عربي 21"، أن نسبة الارتفاع في أسعار بعض المواد الغذائية في أسواق المدينة وصلت لحوالي 60 % عما كانت عليه قبل أيام، حيث سجل سعر كيلو البندورة/ الطماطم الواحد 500 ليرة، بينما وصل سعر كيلو البطاطاس 300 ليرة، وسط استمرار الارتفاع في المحروقات ليسجل سعر لتر المازوت/الديزل الواحد 600 ليرة، مقابل 550 ليرة للتر الواحد من مادة البنزين.
وإلى جانب تحميل "عرب" مسؤولية الارتفاع في الأسعار لقوات النظام التي تسعى لتطويق المدينة حتى تفرض سياسية التجويع على المدنيين، حمل الناشط الإعلامي المتواجد في المدينة "تجار الأزمات" المسؤولية أيضاً.
من جانبه، قلل عضو المكتب التنفيذي في المجلس المحلي لمدينة حلب، عبد اللطيف طبشو، من تأثير "تجار الأزمات"، موضحاً أنه "يبقى دورهم مؤقتا وثانويا، طالما أن البضائع والسلع لم تعد تصل للمدينة"، على حد تقديره.
وما يخشاه طبشو هو غياب مادتي الطحين والمحروقات "لأنهما الأهم" برأيه، حيث قال لـ"
عربي 21": "لقد قام المجلس بتخزين كميات كافية منهما، وأرجو الله أن يفتح الطريق قبل نفاذهما من الأسواق".
وبخصوص الإجراءات التي سيتبعها المجلس المحلي للتقليل من آثار الحصار، أفاد أن المجلس سيتبع خطة تقشف مالية، من ضمنها وضع خطة لاستهلاك المحروقات، عبر تقديم الخدمات الضرورية بالحد الأدنى.
وكان المجلس المحلي للمدينة قد طالب في بيان وصل "
عربي 21" نسخة منه، من المنظمات الحكومية ومن حكومات الدول الإقليمية والدولية المعنية بالتدخل لفرض وقف لإطلاق النار يكون ملزما لقوات النظام، محذرا من وقوع كارثة إنسانية في حال لم يتم فتح الطريق الذي يمد المدينة بالأغذية والمحروقات.
ولأنه كلما دخل الحصار على الأحياء المكتظة بالسكان يوماً جديداً ترتفع فيه مؤشرات القلق لدى الأهالي، فقد لفت رئيس الدائرة السياسية في اتحاد ثوار حلب، هشام اسكيف، انتباه الأهالي إلى أن تتمتع الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بسوار من الأراضي الصالحة للزراعة، مستدركاً: "هذا في حال كانت فترة الحصار طويلة".
وفي موازاة ذلك دعا "اسكيف" إلى تكثيف التعاون بين المؤسسات المدنية في المدينة، للوصول إلى تشكيل "خلية أزمة"، تكون مهمتها ترشيد استهلاك المواد الغذائية الإغاثية، مشيراً في حديث لـ"
عربي 21"، إلى أهمية قيام الفصائل المتواجدة على الأرض بواجباتها المدنية والعسكرية معاً.
كلنا حلب
في الأثناء دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة هاشتاغ "
#كلنا_حلب"، أعربوا فيه عن سخطهم من الصمت الذي يبديه المجتمع الدولي حيال "الجريمة الكبرى" التي يقوم بها النظام وروسيا في مدينة حلب.