كشف الصحفي
المصري سليمان جودة، أنه حرض السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، على جماعة الإخوان المسلمين.
وقال جودة إنه أخبر السفير البريطاني في لقاء بينهما أن "المشكلة أن التيار المتشدد يبدو هو الغالب في جماعة الإخوان على التيار المعتدل، بافتراض وجود هذا التيار الثاني أصلا، لأن وجوده يقتضي أن يتجلى هذا الوجود في أفعال أمامنا نراها، وهو ما لم يحدث إلى الآن".
وأضاف الصحفي: "ثم إن الجماعة إذا تصورت عودة لها إلى الحياة السياسية، بعد جيل كامل، أو جيلين، أو ثلاثة، أو أكثر، أو أقل، وأيا كانت المسافة الزمنية أمامها، دون أن يجري حسابها على أعمال العنف التي يثبت أنها متورطة فيها، فهي تقفز فوق واقع، لا يمكن القفز فوقه، ولا يمكن تجاوزه".
وقال جودة إن كلامه هذا جاء ردا على تقدير كاسن أن الإخوان لن يعودوا إلى الحياة السياسية في مصر قبل جيل كامل على الأقل، وأن عودتهم، إذا عادوا، سوف تكون مشروطة بقدرتهم على استيعاب ما جرى، ومراجعة أفكارهم الأساسية.
وأقر جودة في مقال بعنوان: "إخوان جون كاسن"، بصحيفة "المصري اليوم"، الاثنين بأنه حرض كاسن على الإخوان، فقال له: "إن موقف بلادكم من (الجماعة) يبدو حتى هذه اللحظة موقفا غير مفهوم في أغلب جوانبه".
وكشف أنه واجه السفير البريطاني بأن "الرأي العام في مصر، الذي اكتوت قطاعات منه بممارسات عنف إخوانية، كان ينتظر منكم، وأظنه لا يزال ينتظر، موقفا أشد، وأكثر وضوحا"، وذلك في اعتراف من الصحفي المصري بتحريضه السفير البريطاني على بني وطنه من الإخوان.
وكان لافتا أن "جون كاسن" حاول أن يكون موضوعيا في التعامل مع الإخوان، وبدا مدافعا عنهم إزاء تحريض "جودة" عليهم، فقال: "موقفنا يستطيع أي متابع أن يقرأه في التقرير الذي صدر عنها، بطلب من كاميرون، ففيه قيل كلام واضح عن أن موقف الجماعة الإخوانية من قضايا مثل الديمقراطية، أو العنف، أو فكرة وجود الآخر، موقف أقل ما يوصف به أنه موقف غامض، ولذلك فالجماعة كانت مدعوة، بعد صدور التقرير، ولا تزال مدعوة، إلى أن توضح ما هو غامض في مواقفها، تجاه مثل هذه القضايا الرئيسية، لأنها قضايا بطبيعتها لا تحتمل الغموض إزاءها".
وأضاف كاسن، بحسب جودة، أن "ما جاء في التقرير قد تبنته عواصم أخرى في العالم، بخلاف لندن، وصارت تطالب الجماعة بأن توضح موقفها من القضايا التي أشرت إليها لأنها قضايا أساسية، ولأنه ليس من الممكن لجماعة أن تعمل بالسياسة دون أن يكون عقلها في هذا الاتجاه منفتحا بما فيه الكفاية".
وأضاف السفير البريطاني: "المواقف عندنا في مواجهة الآخرين، سواء كان هؤلاء الآخرون هم الإخوان، أو غيرهم، تقوم على ما هو متاح من معلومات عنهم، وما لدينا من معلومات عن الإخوان، قام على أساسه التقرير الذي صدر قبل عدة شهور، وربما تظهر معلومات أخرى في المستقبل، فيكون هناك موقف آخر".
واستدرك السفير البريطاني بحسب جودة: "أما الذين يعيشون منهم في لندن، فإنهم فيما يبدو يعرفون قانون بلادنا جيدا، ويتفادون الصدام معه، ومع ذلك فأستطيع أن أقول، إنهم الآن تحت العين، بأكثر مما كانوا سابقا، ويعرف كل مقيم منهم في العاصمة البريطانية أن الوضع بالنسبة له حاليا ليس مثلما كان في أيام مضت، وأن واقع الإرهاب في العالم يجعل كل حركة أو كلمة متجاوزة من جانبه، موضع رصد، ثم محل حساب".