تهديد أمني وتخوين نيابي وتحقير إعلامي لمتظاهري مصر
القاهرة- عربي21- حسن شراقي25-Apr-1601:18 AM
1
شارك
تشارك قوات الجيش في خطة التصدي للمظاهرات - فيسبوك
تسابق أجهزة الدولة بمصر الزمن، وتبذل قصارى جهدها، في شن حرب شاملة على المظاهرات المرتقب خروجها، بقوة، الاثنين 25 نيسان/ أبريل الحالي، احتجاجا على نظام الرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لتشمل نوابا في البرلمان لم يضنوا بتخوين المشاركين في المظاهرات، وهجوم إعلامي كاسح، يتهمهم بتهديد استقرار الوطن، واتخاذ قوات الجيش والشرطة تدابيرها في مواجهة المتظاهرين.
وتمثلت كلمة السر، ونقطة الانطلاق، في هذه الحرب، من كلمة السيسي نفسه، التي ألقاها، الأحد، في الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم تحرير سيناء، التي قال فيها: "شايف فيه ناس تدفعنا؛ لتؤثر على الأمن والاستقرار، وأؤكد للشعب المصري أن الحفاظ على الأمن والاستقرار مسؤوليتنا كلنا، وألا يتم ترويع الآمنين.. دي مسؤولية أجهزة الدولة، والشرطة المدنية، والقوات المسلحة، ومسؤوليتنا كلنا".
تطويق أمني.. الداخلية تهدد وتمنع الإجازات
هددت وزارة الداخلية المتظاهرين بأن أي مظاهرات ستخرج دون تصريح "سنتخذ الإجراءات القانونية ضدها"، وفق بيان لها، وذلك في وقت شددت فيه من إجراءتها الأمنية، واستنفرت ضباطها وجنودها، ومنعت أي إجازات لهم.
وشاركت قوات الجيش في خطة التصدي للمظاهرات، بجنود وعتاد وعربات مدرعة، وجنود الشرطة العسكرية، الذين انتشروا في الميادين والشوارع الكبرى، حتى لا يتكرر مشهد جمعة الأرض يوم 15 نيسان/ أبريل الجاري عند نقابة الصحفيين، وهو الذي جعل السيسي يطلب في لقائه بقيادات الداخلية ألا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى، الأمر الذي كشفته صحيفة "الشروق"، ونفته الرئاسة غاضبة.
وأتمت الوزارة، إجراءاتها الأمنية، الأحد. وعقد الوزير مجدى عبد الغفار، اجتماعا مع عدد من مساعديه والقيادات الأمنية، لاستعراض الموقف الأمني، والاستعدادات الأمنية، ومدى جاهزية القوات لمواجهة أية احتمالات، وفق بيان للوزارة.
وأرسل الوزير رسالة تهديد للمتظاهرين، خلال الاجتماع، مفادها أن أمن واستقرار الوطن وسلامة مواطنيه خط أحمر، لن يسمح بالاقتراب منه أو تجاوزه، وأنه لا تهاون مع من يفكر في تعكير صفو الأمن، وأن أجهزة الأمن، سوف تتصدى بمنتهى الحزم والحسم لأية أعمال يمكن أن تخل بالأمن العام، على حد وصفه.
وخرج مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والإعلام، اللواء أبوبكر عبدالكريم، قائلا - في مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء القاهرة"، عبر فضائية "تن"، مساء الأحد - إن "سلامة وأمن المواطنين خط أحمر، وإن التظاهر في 25 أبريل، سيكون بمثابة خروج عن القانون، ومخالفة له، وسنتخذ الإجراءات القانونية، لأنها غير مرخصة"، مؤكدا أنه لم يتقدم أي شخص بطلب تصريح للتظاهر، الاثنين.
تحركات واسعة للقوات المسلحة
وشارك أفراد القوات المسلحة في خطة التأمين، وفقا لما أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة، الأحد، من توجيهات إلى القيادات العسكرية على المستويات المختلفة، بإعادة تمركز عناصر من القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية.
وبثت الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة صورا لتحركات الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية في مختلف الميادين الكبرى والدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة، مدعومة بعناصر من الصاعقة والمظلات وقوات التدخل السريع والشرطة العسكرية، التي تجوب الشوارع والميادين الرئيسية بمختلف المحافظات.
تخوين برلماني
تسابق أعضاء البرلمان المصري، في إعلان رفضهم لتظاهرات الاثنين، بعلات وأعذار مختلفة، أبرزها أنها تهدف للفوضى، وعرقلة الدولة، موزعين اتهامات العمالة والخيانة على المتظاهرين.
ووصف النائب عبد الرحيم علي، دعوات التظاهر، بأنها دعوة للفوضى، متابعا: "تلك التظاهرات التي أسهمت في إضعاف الدولة المصرية وعرقلة المسيرة الديمقراطية نحو البناء والتعمير، وصولا إلى دولة ديمقراطية مدنية حديثة".
وشدد علي في بيان له، الأحد، على ضرورة التمسك بالمسارات الدستورية والقانونية، زاعما أن التظاهر في هذا التوقيت يسعى لاستفزاز أجهزة الدولة للقيام برد فعل مضاد، يؤدي في النهاية إلى إشعال موقف سياسي يضعف مصر في ظل التوترات الدولية، وفق قوله.
أما النائب مصطفى بكري فقال، إن أي تظاهرات غير مرخصة في هذا الوقت هي مظاهرات غير شرعية، وتدعو إلى الفوضى، وتخدم مخططات الإخوان، وفق وصفه.
وأضاف "بكرى": "يجب تطبيق القانون، ومنع هذه التظاهرات غير المرخصة، التى يسعى أصحابها المعروف اتجاهاتهم إلى نشر الفوضى في البلاد".
وتابع أن دعوات التظاهر في 25 أبريل تستهدف إفساد المناسبات الوطنية، خاصة أنها تأتي في ذكرى تحرير سيناء.
وأردف - في مداخلة هاتفية ببرنامج "يوم بيوم" عبر فضائية "النهار اليوم"، الأحد - أن الإخوان استغلوا ترسيم الحدود للطعن في السيسي، على حد زعمه.
وحذر بكري من أن كل من يحاول نشر الفوضى ستلقي الداخلية القبض عليه، وسيتم محاكمته بالقانون، بحسب قوله.
تحقير إعلامي وغير بعيد، شن إعلاميو السيسي هجوما كاسحا على المظاهرات، مقللين من شأن المشاركين فيها.
وقال أحمد موسى - لدى تقديمه برنامج "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الأحد -: "صباحي عايز يخربها".
وعرض موسى فيديو لإحدى الفتيات الداعيات للتظاهر، تصف فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ "البلطجي"، مسفها لها.
وغير بعيد، قال وائل الإبراشي، إن البعض يحاول إنتاج روح ثورة 25 يناير من جديد، من خلال التظاهرات المناهضة للنظام.
وزعم الإبراشي - في برنامجه "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، مساء الأحد - أن "الكثير من الداعين للتظاهرات لا يهمهم الأرض، ولا غيره، وإنما يريدون إسقاط النظام، كي يستغلوها لتحقيق أهدافهم الخاصة"، على حد قوله.