اتفق خبيران فلسطينيان على أن كثافة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية "لن تنجح في وقف عمليات المقاومة ضد الاحتلال، التي باتت هي اللغة التي يفهمها الأخير لردعه عن استهداف كل ما هو فلسطيني".
جاء ذلك في سياق تعليقهما على انفجار عبوة ناسفة، الاثنين الماضي، في حافلة إسرائيلية فارغة خلال مرور حافلة أخرى مكتظة بالركاب، ما أدى إلى إصابة 21 إسرائيليا بجروح مختلفة، بحسب بيان شرطة الاحتلال؛ ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن العملية، كما أن الاحتلال حظر على وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر أي تفاصيل حول مجريات التحقيق.
وقال الخبير السياسي عبد الستار قاسم، إن "هذه التفجيرات هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل، وهي لا تفهم لغة الحجارة، أو السكاكين، أو المفاوضات".
وأكد لـ"
عربي21" أن الاحتلال "سيهرب من الضفة الغربية المحتلة دون قيد أو شرط، كما هرب من غزة؛ إذا ما تحولت هذه العمليات إلى ظاهرة"، مبينا أن الجيش الإسرائيلي "لا يستطيع مهما اتخذ من إجراءات أمنية؛ أن يمنع بعض المحاولات من النجاح".
وتتخذ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إجراءات مشددة عشية عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ مساء الجمعة القادم.
ورأى قاسم أن "مهمة فصائل المقاومة الفلسطينية الأولى؛ هي أن تعيد النظر في استراتيجيتها وتكتيكاتها"، مؤكدا أن على الفلسطينيين أن لا يفكروا في أن "إسرائيل" في منأى عن أن تُمس بسوء.
وقال إن "وجود مخابرات السلطة الفلسطينية والإسرائيلية؛ لا يعني أن يجلس الفلسطينيون متفرجين؛ دون تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال".
وحول تداعيات عملية التفجير؛ توقع قاسم أن "يكثف الاحتلال من إجراءاته التعسفية ضد المواطنين الفلسطينيين؛ من خلال زيادة عدد الحواجز، وشن حملات اعتقال واسعة، وتكثيف الضغط على السلطة الفلسطينية لتتخذ المزيد من الإجراءات التعسفية ضد المقاومين الفلسطينيين".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية قد أقر مؤخرا، باعتقال أجهزته الأمنية ثلاثة شبان فلسطينيين كانوا يعدون لتنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال.
جهد فردي
من جهته؛ رأي الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، أن عملية القدس "تشكل تطورا ملموسا لانتفاضة الشعب الفلسطيني"، موضحا أنها تأتي ردا على "حالة العربدة والقتل العشوائي التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أهلنا في
القدس المحتلة".
وقال لـ"
عربي21" إن "الإجراءات الإسرائيلية أوصلت شباب المقاومة إلى الحائط، حيث إن الاحتلال لا يريد أن يخفف من إجراءاته القمعية ضد المواطنين الفلسطينيين المطاردين والمشردين، لهذا كان الرد بمثل هذه العملية"، معتقدا أن "جهدا فرديا"، يقف خلف هذه العملية.
وأضاف أن ما يتخذه الاحتلال من إجراءات أمنية مشددة "لن يوقف منفذي العمليات، وإنما يحد من قدراتهم وليس أكثر"، حيث "تبقى هناك مساحات كثيرة يمكن أن يتحرك شباب المقاومة من خلالها ليصلوا إلى مبتغاهم".
وأشار حبيب إلى أن نجاح منفذ العملية يرجع إلى قدرته على "إجادة الحديث باللغة العبرية، وتمكنه من تقمص هيئة المشي واللباس الصهيوني، وهو ما مكنه من أن لا يكون في دائرة الشك، وأن ينفذ عمليته ويغادر".