نشرت صحيفة "ميل أون صاندي" تقريرا، قالت فيه إن المسلمين المتشددين يقومون بسفك دمهم في قلب حسينياتهم، ويقومون بسلخ بشرتهم وضربها بالقيود، في ممارسة متطرفة ممنوعة حتى في
إيران، مشيرة إلى طقوس الجلد واللطم والتطبير (ضرب الظهور بالسلاسل والسكاكين)، التي يقوم بها المسلمون
الشيعة في ذكرى مقتل حفيد الرسول الحسين بن علي، وتعرف بالفارسية باسم "زنجير زاني".
ويقول معدا التقرير نيك كريفن وعمر وحيد، إن هذه الممارسات ممنوعة في بريطانيا، وصدر أمر بمنعها، لكنه تم الحصول على شريط فيديو يظهر أنها مورست في عام 2013، مشيرين إلى أن تلك الممارسات تعد محلا للجدل في أنحاء العالم الإسلامي كله.
ويصف التقرير مشهد الجلد، حيث قام فيه رجال يحملون السلاسل المنقوعة بالدم والسكاكين الحادة بسلخ جلودهم أمام جماهير تهتف وتلطم صدورها، ومع كل ضربة على الظهر ينزف الدم على أرضية مغطاة بالبلاستيك، ويتناثر حتى على وجوه المشاركين في الجلسة.
وتقول الصحيفة إن تلك الممارسة "البربرية" ممنوعة حتى بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، وفي العراق وأي منطقة أخرى في الشرق الأوسط (ليس الأمر كذلك، فهي تمارس في العراق بحرية تامة .. "عربي21")، مستدركة بأنه "في ضواحي
لندن، وعلى أرض يملك جزءا منها المجلس البلدي تجرى هذه الممارسات".
ويشير الكاتبان إلى أن هناك معركة قضائية حول تقاليد التطبير أو "زنجير زاني"، حيث منعت المحكمة 14 شخصا وهم مجموعة خارجة عن
حسينية في جنوب لندن من ممارسة هذا التقليد، وبحسب هذا الأمر، فإن هؤلاء يمنعون من عقد جلسات لطم في حدود ميل من حسينية الإدارة الجعفرية في منطقة توتينغ في جنوب لندن.
واكتشفت الصحيفة الفيديو، الذي يظهر ممارسة تمت عام 2013، وأدت إلى عنف بين جماعات شيعية في الحسينية المقامة أمام كنيسة، وقاد الخلاف بينها إلى رفع الموضوع للمحكمة، وبحسب المسؤولين في الحسينية ومؤيديهم، فقد قامت الجماعة المنشقة بتنظيم مناسبة
اللطم كل عام، ودون إذن من سلطات الحسينية.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشريط يظهر مجموعة من الرجال وهم في حالة محمومة، يضربون أكتافهم بسوط حاد، وكل سوط مسنن بخمس شفرات حادة، ومع كل ضربة يهتف كل منهما باسم الإمام الحسين.
ويفيد الكاتبان بأن الإمام الحسين قتل في القرن السابع في منطقة كربلاء في العراق، مشيرين إلى أن مناسبة "زنجير زاني"، التي تعقد في ذكرى مقتل الحسين أو يوم عاشوراء، هي واحدة من الطرق للتعبير عن الندم على منع مقتله، ويبدو في الشريط أحد الرجال وهو يعاني من الألم من شدة ما جلد نفسه، وعندما يتحرك الحاضرون لمنعه من إلحاق المزيد من الأذى بنفسه يرفض، ويواصل اللطم والجلد.
وتذكر الصحيفة أن فعالية أخرى لإحياء عاشوراء تمت، عندما تم نصب خيمة كبيرة في منطقة من الحديقة العامة، وبإذن من مجلس ووندنسورث، حيث حصلت عمليات جلد فيها، لافتة إلى أن تلك الفعالية لا تحظى بدعم عام من الشيعة، مع أنها عقدت في مناسبة عاشوراء في عدد من الحسينيات في أنحاء مختلفة من لندن.
وينقل التقرير عن مسعود شادرة من منظمة "إسلاميك هيومان رايتس كوميشين"، قوله: "هذه ممارسة بربرية، ويجب ألا يسمح بها لعدة أسباب، ليس أقلها خطرها على الصحة والسلامة، ولأن الدم ينتاثر في كل مكان، فهناك إمكانية عالية لنقل الالتهابات".
ويعلق الكاتبان بأن اللجنة التي تدير الحسينية حاولت وقف ذلك التقليد لسنوات، ودون أن تتلقى دعما من الشرطة، ولا حتى من نائب المنطقة صادق خان، المرشح لعمدة لندن، حيث قيل في كل مرة إن هذه مناسبة خاصة، وتجري في مكان ديني، ولا يمكن لأحد التدخل فيها.
وتستدرك الصحيفة بأن تلك المماسات ليس واجبا على المسلمين عقدها، حيث أنه في عام 2011 سمح لهم مجلس ووندسورث ببناء خيمة إلى جانب الحسينية وعلى أرض مملوكة له، وعندما زارت الصحيفة الإدارة الجعفرية، قال مسؤلان إن إحياء ذكرى عاشوراء جرى في مناسبتين وفي القاعة الرئيسة للحسينية، وقد توقفت هذه الممارسات، مؤكدين أن الصور التي ظهرت في الفيديو صحيحة، والتقطت من القاعة الرئيسة أثناء صلاة الجمعة، وأن سجاد القاعة الأخضر غير بسبب تلوثه بالدم، رغم محاولات تغطيته بغطاء من البلاستيك.
ويكشف التقرير عن أن من الأشخاص الذين ورد اسمهم في الدعوى القضائية، كان هناك رجل الأعمال نديم عباس (47 عاما)، الذي توقع أن آخرين سيواصلون هذه الممارسات عند قدوم عاشوراء في العام المقبل، وزعم عباس أن قضية اللطم اتخذت ذريعة لإسكات من انتقدوا إدارة الحسينية والمسؤولين عنها، وقال: "هذا خلاف سياسي أكثر منه دينيا، حيث لم تعجبهم طريقتنا في توزيع منشورات تساءلنا فيها عن قرارات لجنة الحسينية، ولهذا اختاروا قضية الجلد لمنعنا من دخول الحسينية، لكننا عدنا الآن".
وينوه الكاتبان إلى أن الممنوعين هم الأشخاص الذي وردت أسماؤهم في القرار، وقد يشارك الآخرون في يوم عاشوراء، ويقول عباس: "هذه ممارسة يسمح بها الشيعة، وقد فعلتها وعمري 18 عاما، لكنني احترم حق الآخرين بممارستها".
وتبين الصحيفة أن الشيعة لا يشكلون سوى نسبة عشرة بالمئة من 1.5 مليار مسلم، ولا تتجاوز نسبتهم في بريطانيا 5%، وتستخدم حسينية الإدارة الجعفرية من الشيعة الباكستانيين.
ويورد التقرير نقلا عن عن متحدث باسم مجلس ووندسورث، قوله إن المجلس يشعر بالقلق من الآثار الصحية في حال ممارسة هذه الشعائر، ويرغب بالتعاون مع المسؤولين في الشرطة وأفراد المجتمع للتقليل من مخاطرها الصحية.
وتختم "ميل أون صاندي" تفريرها بالإشارة إلى أن النائب عن المنطقة صادق خان، شجب هذه الممارسات، ونقلت عن مصدر مقرب من النائب المرشح لعمادة لندن عن حزب العمال قوله: "لا يعتقد صادق أنه يجب السماح بممارسة اللطم في هذه الحسينية أو أي حسينية أخرى".